الدبلوماسية المصرية والملف الليبي
كتب : السيد أحمد مسعود "مملكة البحرين"
لعبت الدبلوماسية المصرية دورًا مهمًا في الصراع علي الساحة الليبية بين قوات الجيش الوطني الليبي تحت قيادة المشير خليفة حفتر وبين حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج والتي إزدادت تعقيدًا بعد دخول المغامر التركي حلبة الصراع طمعًا في ثروات ليبيا وسواحلها التي تمتد الي ١٧٠٠ كم.
وعلي الفور تحركت وزارة الخارجية المصرية وعلي رأسها الوزير النشط الذي يلقبونه بأسد الدبلوماسية المصرية سامح شكري وقامت مصر بدعوة وزراء الخارجية العرب للاجتماع تحت قبة جامعة الدول العربية، والتي رفضت الإتفاق المنفرد بين فائز السراج وحكومة أردوغان، بعدها عُقد اجتماع بين مصر واليونان وقبرص وانضمت إليهم إيطاليا كمراقب.
وتم رفض الإتفاق الذي تم بين أردوغان والسراج ، ثم مشاورات مع دول الجوار الليبي ومكالمات هاتفية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤساء أمريكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا أدت إلي توافق دولي علي أهمية الوضع في ليبيا وعدم الموافقة علي إي تدخلات خارجية تؤدي إلى تفاقم الوضع في ليبيا وتعقيده وصعوبة حله، ثم كانت زيارة الوزير سامح شكري إلى الجزائر في أعقاب زيارة نظيره التركي لمحاصرة محاولة الإستقطاب التركي لدول الجوار الليبي.
إن إعلان الخارجية المصرية عن موقف مصر الداعم للجيش الوطني وللبرلمان الليبي ورفض أي تواجد أجنبي علي الأراضي الليبية قد ساعد الجيش الليبي علي التحرك عسكريًا وإعلان نفير الجهاد للتصدي لما وصفه بالمستعمر التركي مما أدي إلي سيطرة الجيش الليبي علي مدينة سرت الإستراتيجية ، وطرد الميليشيات منها ، وبذلك تم تأمين منطقة الهلال النفطي وكل المنطقة الشرقية الليبية وأصبح الجيش الليبي يسيطر علي ٨٥٪ من الأراضي الليبية وعلي ٩٥٪ من الثروة البترولية.
إن التحرك الدبلوماسي المصري قد مهد الطريق أيضًا لمؤتمر برلين الذي تراهن عليه القاهرة في صياغة حل سياسي يتوافق عليه المجتمع الدولي للخروج من مرحلة الإقتتال إلى مرحلة الاستقرار وبناء الدولة.
إن المرحلة القادمة لن تكون سهلة فالأحداث من حولنا تتسارع ومصر تتحرك في كل الدوائر وتنظر إلى ليبيا على أنها دولة صديقة لها علاقات نسب وجوار كما أنها تكتسب أهمية كبرى من ناحية الأمن القومي المصري والعربي ، وإن غدًا لناظره قريب.
