د. محمد حجازي يكتب : حرب الشائعات... وأثرها على الاقتصاد المصري
بقلم : د.محمد حجازي
انتشار الشائعات فى الفترة الأخيرة أصبح أمرًا ملفتًا للغاية ؛ بالرغم من أن الكثير منهاغير منطقية ، إلا أنها تجد تصديقًا من قبل بعض المواطنين مع اختلاف مستوى تعليمهم وثقافتهم .
كنا نقول سابقًا الأرض الخصبة للشائعة ( الغير منطقية أساسًا ) يكون مكانها دائمًا العقول الهشة ذات الثقافة شبه المعدومة والتعليم المحدود ، وإن من الصعوبة تمرير إشاعة على عقل قارئ منفتح محصن بالتنوع والإطلاع، فلا يمكن تمرير سيناريوهات الخداع والتجييش الإعلامي عليه.
غير أنه فى عالم اليوم وفي زمننا هذا نرى أصحاب أعلى الشهادات والدرجات العلمية ينجرون خلف الشائعات و بسهولة حتى أصبح تقديرهم للموقف ضئيل ، الشائعة أصبحت لا تعرف محدود العلم أو مثقف .
حرب الشائعات (التعريف..العوامل المساعدة لها)
تأتي حرب الشائعات ضمن مخططات اسقاط الدول كأحد أدوات حروب الجيل الرابع والشائعة هى ( إدعاء مزعوم على غير الحقيقة يستهدف زعزعة ثقة المستهدفين فى الدولة ).
إن الثورة التكنولوجية وانعكاساتها على وسائل التواصل الاجتماعى وعبر السوشيال ميديا عوامل مساعدة لترويج الشائعات، كما أنها أتاحت فرصة للأشخاص الذين يجيدون الصيد فى المياة العكرة لتنفيذ مخططاتهم الرخيصة ضد دول بعينها بغية اسقاط هذه الدول من خلال بث أكاذيب والترويج لها بشكل يؤدى إلى عدم الاستقرار وزعزعة ثقة المواطن .
حرب الشائعات.... والاقتصاد المصري
غنى عن البيان أن كثرة الشائعات تثير البلبلة داخل المجتمع وتقود إلى عدم الاستقرار.
إن مصر ليست ببعيدة عن هذا الاستهداف ، حيث جندت جماعة الإخوان كوادر محترفة فى مجال الترويج للشائعات والتي استهدفت كل من :
١- أسعار السلع والخدمات.
٢- أسعار العملات ولاسيما الدولار.
٣- بورصة الأوراق المالية.
٤ الأوضاع الاقتصادية المعيشية.
إن تداول الشائعات يُشكل عاملًا رئيسيًا من الممكن أن يدمر اقتصاد الدولة ..كيف ؟
لأن تداول الشائعات يؤثر بالسلب على :
١- جذب الاستثمار العربى والأجنبى.
٢- تحويلات العاملين بالخارج.
٣- إيرادات قطاع السياحة.
٤- خلق أزمات اقتصادية.
إن حرب الشائعات الموجهة نحو مصر لن تتوقف خاصة مع كل تقدم اقتصادى تحققه مصر وينال شهادة منظمات اقتصادية دولية كصندوق النقد والبنك الدولى وإشادات من مؤسسات اقتصادية دولية كتقرير بلومبرج ...كما أن التصنيف السيادى للاقتصاد المصرى ( ستاندر اند بورز ) والذي أكد نجاح تجربة الإصلاح الاقتصادى المصري خلال الفترة من ٢٠١٦ وحتى الآن سيقابله حربًا جديدًا من الشائعات.
سبل مواجهة حرب الشائعات
إن مواجهة الشائعات يحتاج إلى جهدًا رسميًا وشعبيًا فى ذات الوقت ، الجهد الرسمي يتمثل فى التزام الحكومة بالمصداقية والشفافية فى الإعلان عن خطتها العامة أولًا بأول، بالإضافة إلى تعيين متحدث رسمي لكل قطاع من قطاعات الحكومة على حدة يكشف وبشكل دوري عن الإجراءات الحكومية الرسمية.
وبالمقابل يجب على كل مواطن إعمال العقل وتحرى الدقة عند سماع كل شائعة ، وبالنسبة لرواد الفيس نقول لهم ( فكر قبل ما تشير ) لأن كثير ين منا سرعان ما يبادرون إلى مشاركة كل الأخبار التى تتعلق بحياتنا اليومية دون إعمال للعقل ودون التأكد من صحتها.
نحن جميعًا ( قيادة وحكومة وشعبًا ) فى خندق واحد فى مواجهة عدو بغيض خسيس يتبنى توظيف إعلامى استراتيجى فى ظل تمويل ضخم ، مما يقتضى توظيف استراتيجى صحيح للقوى الناعمة الوطنية فى المرحلة الراهنة .
