الإسكندرية تصرخ
بقلم : السيد مسعود ـ مملكة البحرين
مدينة الإسكندرية كانت من أكثر المدن جمالًا ولُقِبت بعروس البحر المتوسط عن جدارة واستحقاق فأين هي الآن ؟
منذ سبعينات القرن الماضي تعرضت الإسكندرية للإهمال ولحملة من الإعتداء علي تراثها المعماري والثقافي والحضاري بدءًا من الإعتداء علي الكورنيش الأنيق الذي أصبح يَعُج بالمقاهي والشيشة وانقراض المباني التي تحمل الطابع الإيطالي في وسط البلد والقصور والفلل التي كانت تمتد علي طول الكورنيش من المنتزة حتي رأس التين.
فقد تم هدمها وبناء عمارات تزيد علي ال٣٠ دورًا في ارتفاعها تفتقر إلى المنظر الجمالي ولا تنسجم مع طبيعة المدينة، وانتهاءًا بضياع الشياكة والأناقة والسلوك المتحضر الذي كان يميز أهل الإسكندرية حتى أصبح أهل الإسكندرية لايرون البحر بعد أن غطته المباني علي الجانب الملاصق للبحر ففقدوا المصدر الرئيسي للإلهام الثقافي.
فقد كانت كل المقاهي والكازينوهات علي الجانب الآخر للبحر لتعطي الفرصة لمشاهدة البحر في بانوراما طبيعية خلابة لمنظر البحر اللامتناهي تاركة العنان للمشاهد ليري بخياله اليونان وإيطاليا وقبرص وفرنسا ويحلم بمشاهدتها ، ومن هنا كان تأثير البحر علي الذوق السكندري ، فخرج من بينهم الفنانين والأدباء وأصحاب الفكر أمثال سيف وانلي وأدهم وانلي ومحمود سعيد وفاروق حسني وسيد درويش ويوسف شاهين وحسن فتحي وأبطال سباحة المسافات الطويلةمثل عبد اللطيف أبوهيف وحنفي محمود وحسن عبد الرحيم ونبيل الشاذلي وغيرهم وديميس روسوس وعمر الشريف وتوفيق الحكيم وإبراهيم عبد المجيد وكثيرون غيرهم.
وللأسف إبتليت الإسكندرية بعدد من المحافظين من كارهي الجمال الذين أهملوا كنوزها وساعدوا علي تشويهها هم والمرتشين الفاسدين في الحكم المحلي الذين أجرموا في حق هذه المدينة نظير الأموال التي تقاضوها عن طريق الحرام واصدار تصاريح الأبنية المخالفة وانتشرت العشوائيات في أرجاء المدينة وأكوام القمامة، والتوك توك، والميكروباص، وأصبحنا نتحسر علي ترام الرمل كوسيلة مواصلات راقية فهل هناك أمل أن تعود الإسكندرية يوما ما ؟؟؟
وعمار ياسكندرية ياجميلة ياماريا
وعد ومكتوب عليا ومسطر عالجبين ...
