تأملات فى خلق الله

ا. د. محمد المليجي   كيف تحدث العدوى بالميكروبات عموما وكيف الوقاية منها   عندما نطالب الناس بالابتعاد عن مصادر العدوى كأول سبل الوقاية نكون نتحدث عن حقيقة لا يعلمها ألا المتخصصون في هذه العلوم وهي ان وصول الميكروب وملامسته الجسد أكبر مشكلة في انتشار العدوى وحدوث المرض.  مجرد هبوط الميكروب على جسد الإنسان هو بداية معركة شرسه لا يعلم نهايتها إلا الله. الميكروب ليس ذرة رمال ولا شعرة تطير من رأس عندما تلامس الجسد يمكن التخلص منها بالماء الجاري او بالماء والصابون لأن الأمر مختلف تماما.    لا اريد ان ادخلك في تفاصيل كثيرة لعملية غزو الكائن الممرض لجسد الإنسان او الحيوان او النبات ولكنى سأبسط الامر ليفهمه كل الناس بقدر المستطاع.    الكائنات المسببة للامراض غالبا فيروسات او بكتيريا او فطريات والأخيرة نادرة لحد ما. ولنبدأ بالبكتيريا   عندما تلامس جسدك بكتيريا ممرضه وكان جلدك به جروح فقد سهلت الأمر عليها فهي تدخل بسرعة من الجرح وتتكاثر بأعداد فلكية وتفرز سمومها في الجسد والتى تسري مع الدم وتسبب الأورام والآلام. نفس الشيء إذا ابتلعت البكتيريا او استنشقتها.     ولكن ماذا يحدث اذا هبطت على جلدك السليم تماما بكتيريا ؟    تفرز البكتيريا الممرضة مادة لاصقة او تكون هي نفسها مغلفة بهذه المادة ويسمونها Capsulated وهي من مادة الجليكوبروتين التى تلصق البكتريات بالجلد ولا يمكن ازالتها بالماء العادي مثل ماء الوضوء ولا بالصابون غالبا ولكنها تحتاج مادة مطهرة للتخلص منها. تستمر البكتيريا فى التكاثر بتفتيت الجلد والتغذية عليه وتكون الدمامل واذا لم تستخدم المضادات الحيوية تنتشر في الجسم.    لذلك فالغسيل فقط بالماء لا يعني شيء لهذه الانواع من البكتيريا الممرضة وللحد منها يجب البعد عن مصادرها والتطهير بالكحولات والفينولات والعلاج بالمضادات الحيوية اذا اشتد تمكنها من الجسد.    الفيروسات أشد خطوره وأسرع فعلًا من البكتيريا ولا يؤثر فيها الماء ولا الصابون إن لامست جلدك للأسباب التالية.  الفيروس مادة كيماوية بحته يتردد الكثير من العلماء بتسميتها كائن حي ولكنى حسمت امري منذ مدة وسميته كائن حي ودرست طلابي على هذا الأساس رغم انه لا يحمل كل صفاة الكائن الحي التقليدية ولكنه كائن حي أشد ذكاء وابسط تركيبًا من الكائنات الحية الأخري.    الفيروس يحمل على جسده مستقبلات تشبه قرون الإستشعار وهذه تلتصق بخلايا العائل ( المريض) إما كهربائيا او فيزيائيًا وتحقن المادة الفيروسية النووية داخل الخلية اما عن طريق جرح دقيق أو ان تبتلع الخلية الفيروس بأكمله من خلال مايسمى بالإحتواء او الابتلاع Phagocytosis بحيث ينتقل الحمض النووي من خارج الخلية الحية إلى داخلها وهنا لا يفيد اي شيء في وقفه إلا المناعة الداخلية فلا يفيد غسيل او تطهير او علاج كيماوي.   

لذلك فأفضل طرق العلاج هي الوقاية بحيث لا تتعرض لهذه الكائنات وافضل طرق تقليل فرصة الإصابة هي ان تغسل يديك باستمرار بالماء والصابون وتستخدم المطهرات كلما امكن فهذا يقلل اللقاح إن وجد ولا تلمس يديك وجهك وانفك كلما امكن ذلك واستخدم القناع فى الاماكن المشكوك فيها.