عيد الحب للغائبين
بقلم : د.هدى بسيوني
عيد الحب حتى لمن لا يقول... أحبك ، ولكن نعلم جيدًا أنه دائمًا هناك !! عيد الحب لمن لا يقول أشتقت إليك ولكنه معنا دائمًا لذلك هو القلب إلى الأبد!! لمن لا يقول.. أنه بحاجة إلينا ولكنه معنا يبتسم وقلبه يتحدث ، لمن لا يتحدث كثيرًا ولكن عينيه ترسل الخير لنا، لمن وجودهم يمتد بعرض الأفق..ويكفي، لمن يستحقون أن نقول لهم "عيد حب بوجودكم بحياتنا".
لكل الغائبين عن حياتنا.. عن عيوننا.. عن قلوبنا، لكننا نراهم بعيون القلب واحساس الذكريات، لمن غادرونا طوعًا أوكرهًا أوقدرًا أوحبًا، لكل من يشعر بنا ونشعر به عبر الأيام والمسافات ، ولكل من غيبته زحام الحياه وأوجعته السنين ، ولكل من أراه رغم البعد إليك كلماتي وأمنياتي بعيد حب تشعر به ويشعر بك.
نعم فالحب يشعر بنا أيضًا كما نشعر به.. أنه المشاعر التي نبقى بحاجة إليها مهما ضيعتنا واتعبتنا الأيام نكبر ونتعب ونحزن ونبقي بحاجة إليها فقلوبنا لا تكبر.
إليكم صورة من صور الحب النادرة في زماننا الإلكتروني البارد والخالي من المشاعر الدافئة
في عيد الحب أتذكر معكم قصة النجم الراحل بطل "حبيبي دائمًا" نور الشريف ، فالرجوله أفعال.. وليست أقوال.
هكذا تحدثت عنه بهدوء وقليل من الكلام بعد رحيله بعامين الزوجه والحبيبه "دره"، فكان الحب والفقد هو السر وراء حزن عيون درة التونسية ملكة الأناقة عندما سألت درة عن حزن عيناها ألتزمت الصمت، ولكن جمهورها يعلم أن درة هي زوجة نور الشريف الثانية الذي علمت بوسي بزواجه منها وصممت علي الانفصال وأنفصلت وبعد زواجهم بعام أصيب نور الشريف بالمرض اللعين.
وصمموا بنات نور الشريف أن يكونوا إلي جوار والدهم في مرضة مما جعل بوسي توافق ولكن بشرط ..أن يطلق درة لتعود بوسي لعصمتة وهنا عندما تتحدث الرجولة لاينطق أحد ..الكل يلتزم الصمت فقد قال النجم نور كلمته لاومليون لا..مش هطلقها ..كلمة لا تخرج إلا من راجل .. واشتد عليه المرض وتم حجزة بالمشفى...ولم يرد بوسي لعصمتة.... ومات نور الشريف محبوب درة ولم تستطع رغم الحب أن تحضر عزاه ولا تأخذ عزاه وخرجت إشاعات كثيرة ولكن درة التزمت الصمت احتراما لزوجها وحبيبها الذي كان عند وعدة وحافظ عليها وحماها ووفر لها الأمان.
لذلك وجب عليها رد الجميل..وهذا هو العشق الذي لا يعلم عنه الذكور شيء...عشق لا يستحقة سوي الرجال الصادقين...ومات نور الشريف وظهرت بوسي في القنوات تهين درة... ودرة ملتزمة الصمت تمامًا وفاءًا لذكرى زوجها وحبيبها ذكرى قصة حب تنافس فيلم حبيبي دائمًا.
ومات نور الشريف ورفضت بوسي إعطاء درة حقها في الميراث الشرعي وقالت إنه زواج مصلحة بسبب الجنسية وأصرت على حرمانها، ولكن قامت مي نور الشريف ابنة نور الشريف باعطائها الميراث من ميراثها الشخصي وقالت أرفض أن يتعذب أبي دنيا وأخره ..وبعد وفاة نور الشريف ظهرت بوسي تستلم جائزة له بالملابس الملونة في الأربعين بينما درة كانت تذهب المقبرة أسبوعيًا لتؤنس وحدة زوجها وحبيبها.
وعندما علمت بوسي رفضت فتح المقبرة لها وتدخلت مي نور الشريف ثانيه وسمحت للحارس بفتحها لها من وراء بوسي ....يقول الحارس كانت تأتي بكاسيت صغير لقراءة القرآن وتجلس من ٧ صباحًا إلى العصر وكل ما أدخل عليها أجدها تبكي بانهيار شديد وتتحدث معة وكأنه أمامها وتبكي جدًا واختفت درة عامان حزنًا علي حبيبها صادق الوعد معها وعندما عادت ..عادت بقوة ولكنها أيضًا التزمت الصمت.
وكنا نرى بعيناها الحزن والأسى والحب والعشق صدق الوعد معها وقدم لها الحماية وحفظها وصانها فكانت الوفية المخلصة له ولعشقها، الرجل عندما يصدق الوعد ولا يظلم أحد .. يرضى عنه الله عز وجل ويحصد الوفاء والعشق.
انظروا لنظرة وعيون درة وستجدو بها الرجولة الحقيقية التي تستحق كل هذا الحب.
