المكتب الثقافي المصري بالرياض يحتفي بنجيب محفوظ ويحتفل بعيد تحرير سيناء

نظَّم المكتب الثقافي التعليمي المصري بالرياض مساء أمس الأول ندوة ثقافية تحت عنوان (نجيب محفوظ حارس الهوية المصرية)، وذلك بالتزامن مع الاحتفالات الوطنية المصرية بعيد تحرير سيناء، وأُقيمت الندوة تحت رعاية السفير إيهاب أبو سريع سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية، وإشراف الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة، وحضور السفير ضياء الدين حمَّاد نائب السفير المصري بالسعودية، وملحق الدفاع المصري العقيد شريف عفيفي، والقنصل عبدالله حسني، والمستشار العمَّالي محمد العليان، وشارك فيها الناقد الدكتور أبو المعاطي الرمادي أستاذ الأدب والنقد الحديث بقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الملك سعود، وأدارها الشاعر والكاتب الصحفي السيد الجزايرلي مدير النشر بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بحضور نخبة من أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية، وعدد من الأدباء والشعراء والمثقفين والإعلاميين المصريين المقيمين بالسعودية.

بدأت الندوة بكلمة للملحق الثقافي المصري الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور أكد فيها حرص المكتب الثقافي المصري بالرياض على التفاعل المستمر مع المبادرات الثقافية والمناسبات الوطنية التي تُقام داخل جمهورية مصر العربية بهدف ربط أبناء الجالية المصرية في السعودية بوطنهم، مشيراً إلى أن هذه الندوة تُعد امتدادًا لسلسلة الفعاليات الثقافية المتميزة التي يقيمها المكتب الثقافي التعليمي المصري بالرياض؛ بناء علي توجيهات معالي وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، ومساعد الوزير رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات الدكتور أيمن فريد، كما أنها تأتي في إطار التفاعل الإيجابي والعملي مع المبادرة الثقافية التي أطلقتها وزارة الثقافة المصرية للاحتفاء بالأديب المصري العالمي نجيب محفوظ تحت عنوان (محفوظ في القلب). بالإضافة إلى مواكبة الاحتفالات الوطنية المصرية بمناسبة عيد تحرير سيناء، وإبراز أهميتها التاريخية بالنسبة لمصر والمصريين، وتسليط الضوء على الجهود المصرية التي بُذلت في سبيل تحريرها سواء بالحرب أم بالسلام، وإلقاء الضوء على المشاريع التنموية الحديثة التي أقيمت على أرضها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخاصة النهضة التعليمية التي شهدتها كل محافظات سيناء في السنوات الأخيرة.

مشيرًا إلى الدور الحيوي الذي تقوم به وزارة التعليم العالي المصرية في دعم التنمية المستدامة في سيناء من خلال تحسين جودة التعليم العالي، وتوسيع نطاق الاستفادة من التعليم الجامعي، وتأهيل الكوادر الشبابية لسوق العمل، مؤكدًا أن قطاع التعليم العالي يشهد طفرة غير مسبوقة في سيناء ومدن القناة، وتتمثل هذه الطفرة في تنفيذ مشروعات تطوير جامعة العريش بشمال سيناء بتكلفة تصل إلى 1.7 مليار جنيه، بالإضافة إلى مشروع إنشاء المجمع الطبي الجديد لجامعة العريش الذي سيقام على مساحة 50 فدانًا، وكذلك الدور الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم في تطوير البنية التحتية لمدارس سيناء، وهو ما يعكس حرص الوزارتين على التوسع المستمر في تطوير منظومة التعليم وفق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العام، والتعليم العالي، والبحث العلمي، وبما يحقق أهداف رؤية مصر 2030.

وقد تضمن برنامج الندوة عرض فيلم وثائقي عن سيناء، وفيلم وثائقي عن أديب نوبل نجيب محفوظ، بالإضافة إلى مختارات شعرية قدمها الشاعر السيد الجزايرلي، وتمثلت الفقرة الرئيسية في محاضرة ثرية قدمها الدكتور أبو المعاطي الرمادي تحت عنوان (نجيب محفوظ حارس الهوية المصرية)، أشار فيها إلى أن "كثيراً من الكتَّاب حملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن هوية مجتمعاتهم، ولكن يبقى نجيب محفوظ على رأس المهتمين بقضايا الهوية؛ فقارئ رواياته وقصصه وأحلام فترة نقاهته، يلمس هذا الاهتمام، حيث يركز في إبداعه على فرادة الملامح المميزة لمصر وللمصريين، إضافةً إلى التركيز على هوية المكان المصري، والثقافة المصرية الكزموبوليتية، والتاريخ المصري بطبيعته المتميزة، والروح المصرية الكامنة في تفاصيل الحياة اليومية". موضحًا أن "نجيب محفوظ اهتم اهتمامًا كبيرًا بتاريخ مصر القديم والإسلامي، وسعى في رواياته لإبراز هذا التاريخ والتأكيد على خصوصيته، وعلى كونه علامة إثنية تميز مصر والمصريين عن غيرهم. وهو اهتمام يعد مشروعًا ثقافيًا من مشاريع محفوظ الكثيرة التي يحملها إبداعه". مضيفاً أنه "استثمر المكان الروائي لبلورة هوية مكانية مصرية، فهو يعنون رواياته بأسماء أماكن حقيقية، وهذه الهوية المكانية لا يمكن فصلها عن الهوية التاريخية لمصر والمصريين.

وفي ختام الندوة أجرى الشاعر السيد الجزايرلي فقرة تفاعلية حول تجربة الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، وقد تضمنت هذه الفقرة عدداً من المداخلات المهمة كان من أبرزها مداخلة نائب السفير ضياء الدين حمَّاد، وملحق الدفاع العقيد شريف عفيفي، والقنصل عبدالله حسني، والدكتور مدحت يوسف.