الملياردير الفريد ......!! بقلم دكتور / محمد حسن كامل
الحمد لله لم أكن يوماً ما من أصحاب الملايين
فما بالك بالمليارات ؟
لست أدري المليار كم كيلو جرام أم كم طن من أوراق البنكنوت
دلوني , هل يقاس المليار بالمتر المكعب ؟
المعذرة أنا أصلي :
جاهل جهول جهَال مجهال جَهِل
والبنكنوت ألوان يا غلبان
ورق أخضر ....الحاكم الأعور
أعور حينما لا يصادف الشخص المناسب صاحب الجيب المناسب
وربما يكون أعمى
أعمى حينما يستقر في جيب الأزعر
وللاسف لم يصيبني الدور حتى اكون أزعر
لم تصادفني من قبل ثقافة الإرث والميراث
الحمد لله الجيوب بيضاء
تماماً مثل القلوب
في الكُتاب كنت انجح في الإملاء
كانت كلمة " وَرَثَ " مقررة علينا كل يوم ولكنها لم تقابلنا في الحقيقة .
وَرِثَ فعل ماضي مبني على الفتح
مبني على فتح الشهية للميراث والإرث
ولاسيما وان كان الميراثُ عظيماً
والدنيا حظوظ يا محظوظ
في لحظة تقع عليك ثروة من السماء
يظهرلك فجأة عم في البرازيل مات وأنت الوريث الوحيد له
أفلام عربي مستهلكة
قديمة العب غيرها
استهلكتها السنيما المصرية
ولكن حكايتنا اليوم جديدة
فريدة بما فيها من روائع المفاجأت
هات ياعم هات
من الحكايات والروايات
أصلنا شعب بتاع قصص وحكايات .
على فراش المرض جمع الملياردير كل أفراد أسرته ليودعهم
الكل حول سرير الرجل يدعون له بالصحة وطول العمر بألسنتهم
أما قلوبهم فهي تتمنى الأن نهايته
الكلمات بالعربي الفصيح من خلف دموع التماسيح
كل منهم سافر بخيالة ماذا سيفعل حينما ينالة حظ من الإرث والميراث
أحلام وأوهام تدور في الرؤوس والنفوس
الرجل كان حكيماً
قرأ تلك الحوارات في نفوس مشيعيه لمثواه الأخير
شرب شربة من الماء وابتسم وقال :
أعزائي كلكم سواء عندي
لا فضل لأحدكم على الأخر عندي
أطمئنوا لقد كتبت وصيتي وسجلتها في مكتب التوثيق
بالبلدي في الشهر العقاري
هنا إبتسم الجميع وتهللت الوجوه بالفرح
فهي في الظاهر تدعو له
وفي الباطن تدعو عليه
بسرعة إنقضاء الأجل
وشرع كل واحد منهم بإلقاء قصائد المدح في عميد العائلة الملياردير
وتدور عقارب الساعة بطيئة على هؤلاء
لم يحن أمر الله بعد
وأذن الله بخروج الروح
وبدأ الصياح والنياح
وفي قلوبهم فرح حتى الصباح
وقامت أسرة الفقيد بتنظيم جنازة تليق بالمرحوم قصدي بفلوس المرحوم
ودعوه بالورود والزهور
ثم ذهبوا إلى المحامي لفتح الوصية
بينما تداعب عقولهم عد النقدية
وفتح المحامي الوصية
وقرأ ما فيها :
أقر انا الموقع أدناه ......أني كتبت كل ما أملك من أموال وعقارات ومراكب وجُزر وطائرات وشهادات وسندات إلى " كلبي بوبي " هذا الكلب الوفي لي طوال عمره , كان ولايزال صديقاً لي في اليسر والعسر , في الصحة والمرض , في الشباب والكهولة , الكلب المخلص أخلص لي فأخلصت له , أما أنتم ليس لكم مليم عندي , اذهبوا إلى الكلب ليعلمكم منى الحب والإخلاص والوفاء , لم ولن يكن له طمع ولا جشع مثلكم , ولذلك أوصيت بكل ما أملك له , وحينما يموت , تؤول الثروة للكلاب الجائعة في العالم .
انتهت الوصية
هرع الجميع يبحثون عن المليادير الجديد
وبدات عبارات التدليل " لبوبي "
بينما كانت دموع بوبي تنهمر على رحيل صاحبه .
دكتور / محمد حسن كامل
