الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة ومثال

كتب التميمي الحبال بعث الله نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم ،هاديا وبشيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا،وجعل رسالته خاتمة الرسالات ،وصالحة ومصلحة لكل زمان،وفى أى مكان،،فإستوجب ذلك أن يكون الرسول فى أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته ،نموذجا يحتذى به،تطبيقا لدعوته وصحيح الإسلام،ولا عجب فى ذلك ،فقد إلتزم القرآن الكريم فى علاقاته مع ربه،وعلاقته مع الناس كلهم،وعلى اختلاف أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم،لذا كانت إجابة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،حين سئلت عن خلق النبى ،فقالت:(كان خلقه القرآن). إن المتدبر والباحث فى سنة النبى ليجده خير أسوة وقدوة فى كل أحواله وأقواله وأفعاله،. وعلى سبيل المثال لا الحصر يتضح ذلك فى صدقه وأمانته ،فلقد كان صادقا أمينا،طيلة حياته ،حتى لقب بالصادق الأمين، وخير دليل رد الكفار عليه (ما عهدنا عليك كذبا)،وفى ذلك يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: لقبتموه أمين القوم فى صغر  وما الأمين على قوم بمتهم  وعندما استدعى -هرقل ملك الروم-أبا سفيان بن حرب-قبل اسلامه-ليسأله عن رسول الله،دار بينهما حوار طويل جاء فيه:(أن هرقل قال لأبي سفيان:هل كنتم تتهمونه بالكذب؟قال: لا. ،قال هرقل:فهل يغدر؟قال أبو سفيان:لاونحن فى مدة منه لم نعهد عليه ذلك،ونحن معه فى عهد لا ندرى ما يمكنه أن يصنع بنا فيه__ولم أجد من الكلام كلمة أتقول بها عليه . ظهر خلق. الأمانة جليا فى أعلى صوره وأبهى معانيه فى شخص الرسول ،حينما أمر عليا كى ينام فى فراشه ليلة الهجرة ،ليرد الأمانات إلى أصحابها .رغم أنهم ناصبوه العداء،وٱذوا أصحابه ،وأخذوا منهم كل ما يملكون،،ذلك لأن الخيانة صفة ذميمة كريهة ،لا يجب أن يتصف بها المسلم. كما كان صلوات الله عليه أوفى الناس فلم ينكر يوما فضلا لأحد،ولم يتنكر من أحد ،وكافأ كل صاحب جميل على جميله،فقال(ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافئناه ،ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافئه الله به يوم القيامة). ومن مظاهر وفائه مع غير المسلمين قوله (لو كان المطعم بن عدى حيا ،فكلمنى فى أسرى بدر لأطلقتهم). فلقد كان المطعم كافرا ولكن الرسول دخل مكة فى جواره بعد عودته من الطائف. لقد كان الرسول قدوة ومثال ونموذجا يحتذى به في كافة مناحى الحياة،. مع أهله،وأزواجه،وأبنائه وبناته،وأحفاده. بل كان نموذجا مع المسلمين،وغير المسلمين . فأين نحن من أخلاق الرسول،وأين نحن من عطاياه........