أسرار بئر يوسف بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة
سامي الكيلاني المصريين بالخارج
تقرير سامح طلعت
يقع البئر فى الجهة الجنوبية من مسجد محمد بن قلاوون فى القلعة، ويمكن الوصول إليها من طريق فتحة باب فى الناحية الجنوبية الشرقية يفضى إلى قبو وسلم حلزونى منحوت بالصخر.
أمر ببناء البئر صلاح الدين الأيوبى، طالباً من وزيره بهاء الدين قراقوش نحت هذه البئر فى الصخر لأخذ المياه منها وقت الحصار. وأمر ايضا صلاح الدين الأمير قراقوش ببناء القلعة، وكانت البئر فى الموقع نفسه، خلف جامع الناصر محمد بن قلاوون فى القلعة، أعاد الأمير قراقوش إنشاءها، وحفر على عمق 90 متراً (85 منها منحوتة فى الصخر) حتى يصل إلى المياه العذبة، ومن ثم حفر مرة ثانية لإمداد القلعة بالمياه اللازمة، إلا أن المياه شابتها الملوحة
ومع أن البئر عرف لدي العامة بأنه البئر الذي ألقي فيه نبي الله يوسف عليه السلام، فإن الحقيقة هي أنه سمي بهذا الاسم نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي الذي كان اسمه يوسف بن محمود وكنيته صلاح الدين
ذكر المقريزى فى أحد كتبه أن "الأمير قراقوش حفر فى القلعة بئراً وكانت هذه البئر من عجائب الأبنية، يدور البقر من أعلاها، وينقل الماء من وسطها، وتدور أبقار أخرى فى وسطها، فينقل الماء من أسفلها، وجميع ذلك حجر منحوت ليس فيه بناء، وقيل إن ماء هذه البئر كان عذباً فى أول الأمر، ثم أراد قراقوش الزيادة فى مائها، فوسعها، فخرجت منها عين مالحة، غيرت حلاوته"
ويرجع بعض الباحثين الاثريين ان بئر يوسف، وتسمّى أيضاً بئر أيوب، إلى العصر البطلمى، وسميت بئر يوسف نسبة إلى الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب، وهو صلاح الدين الأيوبى.
البئر عبارة عن ثلاث طبقات، يلتف حولها سلم حلزونى يضيق فى الطبقة السفلى عنه فى الطبقة الوسطى، وفى البئر ساقيتان واحدة فى الطبقة السفلية تستخدم لرفع الماء إلى الطبقة الوسطى بواسطة قواديس تديرها دواب.
ولبئر يوسف مستويان، العلوى الذى يبلغ عمقه نحو 45 متراً، وهو الأكثر اتساعاً وفيه ساقية تسحب المياه من أحواض مختلفة فى أعلى المستوى السفلى الذى يصل عمقه إلى نحو 50 متراً، وفيه أيضاً سواقٍ لسحب المياه ورفعها إلى أعلى، باستخدام ثيران صغيرة كانت تنقل للعمل فى الساقية العليا بعد أن تكبر، وتُذبح لاحقاً لتوزع على العاملين فى البئر والجنود وساكنى القلعة.