في ذكرى التأسيس : تحية إجلال وتقدير لجهاز المخابرات العامة المصرية

كتب : سامح طلعت 
في ذكرى تأسيس جهاز المخابرات العامة 22 مارس 54، تحية إلى جهاز المخابرات العامة المصرية وأبطالها الذين يعملون في صمت من أجل حماية الوطن.

عين حورس أسفلها مباشرة نسر قوي ينقض علي أفعى سامة لينتزعها من الأرض، يعملون في صمت هدفهم الأساسي هو حماية الأمن القومي المصري والعربي، ويغلبون مصالح الوطن فوق كل إعتبار. 

تاريخهم مشرف نــــاصع البياض، يتميزون بالخداعية والمراوغة والكفاءه الذهنيه في تشتيت إنتباه عدوهم عن أهدافهم واستخدام المعلومات التي طرفهم بدرسه واعية، ويحسنون خطواتهم ، وماهرون في تحليقهم، ومتفوقون في ضرباتهم الإستباقية. 

فلا يكفي أن تكون الدولة كاملة الاستعداد للحرب في وقت السلم، بل لابد لها من معلومات سريعة كافية لتحمي نفسها ، وتحقق أهدافها في المعترك الدولي.

لقد أثبتت لكم الأيام والأحداث جليًا أن المخابرات العامه المصريه والمخابرات الحربية الضمان الأساسي للاستقلال الوطني، النسق الثاني للقوة العسكرية ..وصمام الأمان للوطن والمواطنين، والركيزة الأساسية لحماية الأمن القومي المصري. 

وأكدت الأحداث وشهد العالم لكفاءة صقورنا منذ نشأة الجهاز علي يد زكريا محيي الدين وكانت الإنطلاقه الأولي علي يد المرحوم صلاح نصر، وكانت أولى قضاياه الشهيره قضيه " لافون "عام 1954 ، وكانت قضية كبيرة عالمية وكانت لها ضجة، وقضايا أخرى قبل وبعد نكسه 67. 

وقد أثمرت هذه العمليات عن حصول المخابرات على كم هائل من المعلومات وضعت أمام القيادة السياسية والعسكرية وتم الاستفادة منها في حرب أكتوبر وكان وقتها العمل مكثفًا، فتم ضبط أكثر من30 عملية تجسس خلال تلك الفترة، ومن أهمها العميلة هبة سليم وفاروق عبدالحميدالفقي الذي كان مصرحًا له بالدخول إلى منطقة القناة، وتم النجاح في إيقاف نزيف المعلومات الذي كان يذهب إلي الجانب الإسرائيلي، وحرمنا العدو من الحصول علي أي معلومه تخص أمننا القومى. 

إن وسائل التجسس والتخابر تتطور كل يوم بناء على التطور التكنولوجي في ذلك المجال، كما أن إسرائيل تسعى إلى تجنيد كوادر مصرية جديدة علي درجات علمية كبرى ، فقد نجح الموساد في تجنيد طارق عبد الرازق في الصين، وكذلك أحد الباحثين في هيئة الطاقة الذرية المصرية، وذلك لمعرفة كافة خطوات عمل تلك الهيئة.

وتم افشال تلك العمليات بالقبض علي المتهمين، وكذا محاولة اختراق والتجسس علي كل الاتصالات المصرية، ولكن رجال المخابرات يقفون بالمرصاد لكل تلك المحاولات، ودائماً ما تنتهي كل عملية يحبطها رجال المخابرات العامة بإرسال رسالة مصرية مشفرة من خلال نفس العميل وبأجهزته إلى الموساد يكون نصها نشكركم علي تعاونكم معنا، جهاز المخابرات العامة المصرية. 

وليس من الضرورى أن تكتشف جاسوسًاوتلقى القبض عليه، فمن الممكن أن تتركه وتستفيد منه دون أن يعرف أنه مرصود وإذا حولته إلى عميل مزدوج ليستجلب لك بعض المعلومات
فهذه عبقرية أخري.

ربما لا يعرف البعض أن الجاسوسية تعرف باسم جريمة الخيانة العظمى وهى تعنى خيانة التراب الوطني، كما تعد من أعلى الجرائم بشاعة وانحطاطًا وبمجرد كشف النقاب عن واحدة منها يصبح مرتكبها من أحقر المخلوقات بين أفراد شعبه والتي قريبًا سنكشـــــــــــف المستور عن إحدي كبرياتها وفى المقابل عندما يكشف الستار عن بطولة ما لفدائى حمل روحه على كفه مثل كثير من أبطالنا الصامتيين ويظل الناس يدينون له بحياتهم جيلاً بعد جيل.

وشتان هنا بين الخائن والفدائي فالأخير عاش أشد لحظات الموت والخوف فى سبيل جلب معلومة صغيرة لبلاده، والأول خان وباع ربما من أجل امرأة عاهرة، أو رغبة فى كسب حفنة من الدولارات الملوثة، ومنهم من عاش خائن ومات كافرًا. 

تحياتي لكل عيون مصر الساهره وصقورها اليقظه التي لاتنام