د. محمود عثمان يكتب من ميلانو - مصر وإيطاليا وأزمة نقص الكمامات

 

نحن أبناء الجاليه المصرية بإقليم لومبارديا في شمال إيطاليا ؛ وهي المقاطعه الأكثر إصابه ووفيات بفيروس كورونا ونواجه الآن مخاطر إنتشار العدوي من فيروس كورونا والذي تخطي حاجز المصابين به حوالي خمسه وخمسون الف مصاب وتجاوز عدد الوفيات حتي الآن أكثر من خمسه آلاف إنسان في كارثه صحيه وإنسانية لم يشهد العالم لها مثيل منذ مائة عام أو أكثر ونحن كمصريين هنا سعدنا جدا بما فعلته الحكومة المصرية بتقديم دعم يتمثل في ارسال مليون كمامة الي إيطاليا استجابة الي النداء التي وجهته إيطاليا الي المجتمع الدولي باحتياجها الي أربعة عشر مليون كمامة علي وجه السرعة وذلك نظرا لتفشي الوباء بصورة كبيرة ونحن كمصريين مقيمين هنا منذ عشرات السنين ورغم الظروف التي يمر بها الشعب الإيطالي ونحن معهم نشاركهم ويشاركوننا هذة المأساة ولم نجد أي تفرقه في المعاملة بينا وبين الإيطاليين سواء علي مستوي الرعاية الاجتماعيه أو الصحية أو الخدمية ولذلك فإننا قد سعدنا جدا جدا وارتفعت روحنا المعنوية أمام الإيطاليين بسبب إرسال مصر طائرة بضائع أمس محملة بمليون كمامة الي مقاطعه لومبارديا والتي يتواجد بها أكثر من نصف مليون مواطن مصري بأسرهم وأطفالهم وأن المليون كمامة التي وصلت أمس السبت 21 مارس لن تحل المشكلة هنا تماما فالمطلوب أربعة عشر مليون كمامة إلا أن هذا التصرف من جانب مصر فى هذا التوقيت الصعب وفي ظل تخاذل دول كانت تدعي صداقتها لإيطاليا في ارسال يد العون فكان هذا الموقف المصري المحترم والذي نال إحترام وشكر وإمتنان الشعب الإيطالي بصورة كبيرة والذي لن ينسوة لنا علي مر الزمان وأقول الي جميع الذين يهاجمون هذا الدعم البسيط الذي قدمته مصر لإيطاليا بدون وجه حق ومن نظرة أفق ضيقه جدا جدا تدل على عدم الفهم و الوعي لما أقدمت عليه مصر من تقديم يد المساعدة البسيطه هذة الي دوله إيطاليا فمصر دوله مبادئ ولا تنسي أبدا من قدم لها يد العون والمساعدة في يوم من الايام وإيطاليا هي إحدي الدول التي قدمت يد العون والمساعدة لمصر في يوم من الأيام وإيطاليا الآن يعيش علي أرضها ووسط شعبها أكثر من نصف مليون مواطن مصري بصفه قانوني’ وذلك غير الآلاف الذين يقيمون بصورة غير شرعيه ويتمتع الجميع هنا بنفس حقوق المواطن الإيطالي كما سبق أن ذكرت بكافه الحقوق من رعايه صحيه ومساعدات إجتماعية غير مسبوقة تقدمها الحكومه الايطاليه للجميع هنا من دون تفرقه وقد كلفتهم مليارات اليوروهات رغم الظروف الصعبة ولم تفرق في المعامله بين إبن البلاد الأصلي والوافد والضيف وبالرغم من كل هذا نجد كثيرا من التعليقات التي تتسم بروح التهكم والسخرية علي هذا الدعم البسيط الذي قدمته مصر لإيطاليا من دون علم أو درايه لأسباب إتخاذ هذا القرار الإنساني في المقام الأول والذي لمحنا اثارة الطيبه في نفوس الايطاليين الذين نعرفهم ونعيش بينهم وهي آثار مفعمه بالامتنان والشكر لمصر والمصريين علي هذا العمل الإنساني وأننا هنا في إيطاليا كمغتربين مصريين ندعو الله أن يزيح هذة الغمة عن إيطاليا وباقي دول العالم ونتضرع الي الله عزوجل أن يحمي الشعب المصري من هذا الفيروس اللعين والحمد لله أن نسبه الاصابة في مصر بسيطة وتحت السيطرة حتي الآن وذلك بفضل الإجراءات غير المسبوقة والتي قامت بها مصر للحد من انتشار فيروس كورونا .

وكانت خطوات استباقية أكثر من رائعه لم تسطيع دول كبري أن تتخذها وتساهلت مع الأزمة في بدايتها ولم تبخل مصر رغم التكلفة المادية الكبيرة في إجراء تحاليل الدم في المطارات المصرية والمنافذ الحدودية لجميع المسافرين القادمين إلى مصر في خلال الفترة الماضية وقبل توقف حركة الطيران فكان لهذا الإجراء والحمد لله أحد الأسباب الرئيسية والتي ساهمت في الحد من انتشار فيروس كورونا .

وأخيرا نتوجه بالدعاء الي الله الواحد القهار المنعم الجبار أن يرفع هذا البلاء عن جميع دول العالم وعن مصر وأهلها وشعبها الطيب بإذنه تعالي وفضله وكرمه اللهم امين.