جريدة المصريين بالخارج تكرم شباب مصر المتطوعين بالخارج

تقرير : علاء سحلول

تنكشف الأخلاق ساعة الشدة ، فالمثل الشعبى يقول: «وقت الشدة تظهر معادن الناس»..وهو عادة ما يتردد على ألسنة المصريين وقت الشدائد والمحن، فالظروف الصعبة دائما تجمع الناس أو الشعوب بكل توجهاتهم على قلب رجل واحد، وانفردت صحيفة المصريين بالخارج بعرض بعض النماذج الملهمة للشباب المصري والذي ضرب أروع الأمثلة في العمل الإنساني التطوعي وخدمة البشرية مجسدين بذلك الصورة الحقيقة لمصريين الخارج والتي انعكست إيجابيا عليهم وعلى وطنهم الأم .

البداية من إيطاليا :

محمد أحمد عثمان شاب مصري يعيش بتوسكانا لورنسيا – إيطاليا ، تبدأ قصة محمد مع أزمة كورونا والتي ضربت إيطاليا في 18 فبراير والتي أدت إلى توقف توقفت الحياة تمامّا في المجتمع الإيطالي ، فكر محمد عن آلية يساعد بها جيرانه وأصدقائه من الشعب الإيطالي رغم أن مايدخره من مال يكاد لايغطي نفقاته الشخصية ، وقرر شراء الطعام لتلك الأسر المحتاجة ، فينهض في الصباح لشراء الخضروات والفاكهة من محل البقالة ، ثم ينتقل بمساعدة صديقه إلى السوبر ماركت ليشتري الخبز والأرز والمكرونة والطعام المعلب ، ثم يعود إلى المنزل بعد ذلك لأقوم بتغليفها كوجبات في أكياس .

ويقوم محمد بتوزيع تلك الوجبات على العائلات الأكثر احتياجًا من خلال الاتصال بهم ، وينتقل إليهم بدراجتىه معرضا حياته للخطر ، وقد أوقفته الشرطة أكثر من مرة و أوضح لهم ما يقوم به وتفهموا الموقف ،ثم تواصل مع الصليب الأحمر ليقوموا بهذا الدور بدلّا عنيه ، فأصبح يجهز أكياس الطعام يوميًا وهم يقومون بتوصيلها للعائلات الأكثر تضررًا .

بالانتقال إلى بلاد العم سام :

هابي هلال فهمي شاب مصري يعيش بالولايات المتحدة الأمريكية يمتلك شركة سياحية يسعى من خلالها إلى ترويج السياحة لبلده مصر ،تبدأ قصة "هابي" حينما عصفت جائحة كورونا بالمجتمع الأمريكي، فهو مقيم في مدينة نيويورك في أكثر المناطق المصابة بالعدوى "بروكلين"، وقد سخر نفسه متطوعًا لتوصيل الدواء لجميع المرضى الغير قادرين على النزول الشوارع حيث لاتمتلك الصيدليات خدمة التوصيل للمنازل. وأوضح هابي انه لم يفكركر لحظة فيما قد يقع علي من ضرر، ولكن جل اهتمامه تقديم المساعدة لغير القادريين، فإن تلبية الاحتياجات الغذائية والدوائية للأسر المتضررة ضرورة حتمت عليه فعل ذلك مكتفيًا فقط برسم الابتسامة على شفاههم. "

ويسعى هابي هو ومصريون آخر بتطوير تلك الفكرة وعدم الاقتصار فقط على توصيل الأدوية بشكل مجاني، حيث يطمح أن يقوم بتوصيل الاحتياجات الغذائية الأساسية من خضروات وفاكهة وأرز وخبز للأسر الأكثر احتياجًا والتي تعاني من ضيق ذات اليد خلال تلك الفترة، ويؤكد لنا أن كثير من رجال الأعمال المصريين تحدثوا إليه في هذا الأمر ، وأنهم على استعداد كامل لدفع الضرر عن كاهل تلك الأسر.

والختام من النمسا :

الطفل ميسرة محمود مقلد ؛.نشأ ابن الأربعة عشر ربيعًا فى جهينة بمحافظة سوهاج ، ثم ارتحل مع أهله إلى أوروبا ؛ فكانت وجهتهم النمسا ؛ آملًا في تغيير واقع فرضته الحياة.، بدأت قصة ميسرة مع أزمة كورونا والتي اصابت النمسا اصبح الكثييرن غير قادرين على تأميين احتياجاتهم الضروروية لذا اتفق مع اثنين من أصدقائه وأطلقوا مبادرة لمساعدة كبار السن فى النمسا وتلبية كل احتياجاتهم ؛فكتب رقم تليفونه وايميله.. فانهالت عليه طلبات كثيرة فكان يشر احتياجات كبار السن من طعام ومستلزمات طبية ومطهرات وما شابه دونما أن يتقاضى زيادة عن ثمنها المدون في فواتير الشراء. 

ونتيجة لأعماله الخيرية وتصرفاته النبيلة ؛ بادر التليفزيون النمساوى بتسجيل حلقة معه ؛وكذلك الصحف النمساوية نشرت حكايته كإحدى القصص المُلهمة فى مواجهة أزمة فيروس كورونا ،حتى ذاع صيته هناك ورفع اسم مصرعالياً بشهامته ونخوته ورجولته وإحساسه بالمسئولية فى أوج الأزمة .
إن ماقام به أبطالنا من أعمال تطوعية في ظل تلك الأزمة التي يمر بها العالم يُعد مصدر فخر وإعجاب لنا جميعًا، فكثير من الكوارث كادت أن تحدث لولا وجود المتطوعين أمثالهم ، والمصريين بالخارج تتبنى مثل هذه المباردات وتدعيمها فكان لزامَا علينا تسليط الضوء عليهم وتقديم الشكر والتقدير لهم .