كورونا تجتاح العقول
بقلم : د.هدى بسيوني
أصابتنا الكرونا في مقتل.. فهي لم تصب أجسادنا فقط ! بل أصابت عقولنا وقلوبنا وأفكارنا وضمائرنا وأتلفت بعضها وتسلل إلى بعضها الكبر والخيانة والغربة بالمكسب على حساب الوطن والمواطنين سواء بالغش التجاري أو الاحتكار للسلع والمواد الغذائية، كشفت الستار والقناع عن الوجوه الحقيقيه للبشر، عن الأرواح الطيبة والجنود البيضاء التي تقدم نفسها يوميًا وكأنها على خط النار والنتيجو كانت هي التنمر والتنكر من الناس الطيبة، وكأنهم بثواني نسوا كل التضحيات للدور الذي يقدمه جيش مصر الأبيض المرابطون الآن على حدود الشفاء وداخل مستشفيات العزل والمستشفيات الأخرى بكل مصر يتعاملون مع المرض المعدي مباشره ولا يهابون الموت ، عن الشرطه المتواجدة في أماكن الحظر والعزل بكل جرأه ، ويقدمون أنفسهم بشجاعة، عاشقين للشهاده يوميًا فداءالوطن، عن القوات المسلحة السباقه كعادتها على خط النار فنزلت تشارك بالتأمين وتطهير وتعقيم كل شبر بمصر إلى جانب الجهود الجباره يوميًا في الابتكار والاختراع والتجهيز لكل المستشفيات الميدانية والأجهزة الطبية واكشاك التعقيم التي ستستخدم المرحلة القادمه ـ إن شاء الله ـ لمنع انتشار الكورونا.
من أهم الظواهر السيئة التى كانت من تأثير كورونا أنه أصاب بعض العقول فمحى منها كل شيء إلا الجهل وأصاب بعض القلوب فمحى منها الإنسانية والرقة والإحساس ولم يبقى فيها إلا الجمود والقسوه والتحجر والتعصب والفتن.
نلمح ذلك جيدًا في سلوك بعض البشر الذين لا أستطيع أن أشبههم بشيء إلا بمن يكسر بيده آخر قارب نجاة يستطيع النجاة به من الخوف والمرض والفيروس والمعاناه والهرب من الموت، خوفًا من الغرق كيف تكسره بيدك وأنت تريد النجاة؟! ، لا يفعل ذلك إلا أحمق أو جاهل، وهؤلاء كثير فى هذا الزمان نراهم ونسمع عن أخبارهم المؤسفة وليس أدل على ذلك أكثر مما حدث في كفر الدوار مع والد طبيب مستشفى العزل الذى انتقلت إليه العدوى من ابنه الطبيب ولقى ربه ويقف من كانوا يستغيثون بالطبيب ليمنعوه من دفن والده بالبلدة، ثم صاحبة العمارة بالشهداء تجمع توقيعات السكان لطرد طبيب من العمارة خوفًا من نقل العدوى إذا أصيب الطبيب ، ثم ما حدث اليوم مع طبيبة الدقهلية وهذا الموقف المؤسف الذى لم يراع أهل بلدتها حرمة الميت ولا هيبة الموت حقًا ، إن الكورونا أظهرت الخلايا الإخوانيه الكامنه داخل العقول المستعدو للتصديق والتأجيج الذي أصاب العقول الجاهله التي تتخيل أن من يحميها مثل من يقتلها.
لذلك التمس من كل العقول الرشيدهذة والقلوب النابضو بحب الوطن بالداخل والخارج ان نؤازر بعضنا البعض ، أن نلتزم بكل التحذيرات والاحتياطات، الناس بالشوارع وعلى الطرق وفي كل مكان وكأننا قد أنهينا الحظرر والخطر، الانتشار للفيروس يحدث بسبب الإهمال من الناس بالشوارع والتجمعات وكأن المرض لن يطالهم، الناس عادت للجلوس أمام المحلات والعمارات والشباب بالشوارع طوال اليوم بلاسبب.
لنا ولكم الله نسأله سبحانه أن يزيح الغمة وأن يرفع عنا البلاء والوباء وأن يجعل مصرنا وكل العالم فى أمان وسلام.
