الغوص في الأعماق والجينات الصامتة Silents gen

 ا. د محمد المليجي في حوار علمي امس تحدث فيه عالم متخصص في فسيولوجيا ووراثة الأمراض الفيروسية مع مقدم أحد البرامج الجادة عن موضوع في غاية الأهمية يتعلق بمرض الكورونا وأسبابه. تعلمون ان قرابة ٨ ألاف توفوا بالمرض في مدينة نيويورك وحدها وكان معظم الذين توفوا من المسنين أو لديهم أمراض تنفسية وامراض اخري سابقة او من المدخنين. ولكن كان هناك حوالى ٦٠٠ من الذين ماتوا عمرهم اقل من خمسين عاما وشباب وليس لديهم اي سابقة مرض ولا هم من المدخنين بل اصحاء تماما. يرجع الأستاذ المتخصص هذه الظاهرة إلى ان هؤلاء الأصحاء المتوفون بالكورونا لديهم وراثيًا جينات صامته تتفاعل مع الفيروس وتزيد من تكاثره بدرجة تفوق العادة وهذه الجينات لا تنشط ألا في وجود فيروس الكورونا. ذكر أيضا ان هذا حدث في ثلاث فيروسات اخري وكان هو وعالمة اخري اول من اكتشف هذا الأمر وتم نشر أبحاثهما وهما الآن يعملان على تاكيد ذلك في حالات فيروس الكورونا في نيويورك من خلال فحص عينات الدم التى أخذت من كل مريض بالمستشفيات. من المعلوم ان بكروموسومات البشر مساحات تحتوي جينات صامته لا تعرف وظيفتها ولكنها كما يبدوا تحتفظ باسرار كثيرة قد تحدد مصيرنا وقابليتنا للإصابة ببعض الأمراض وربما تتحكم في وظائف اخري عديدة نجهلها ولكنها لا تنشط ألا بمؤثرات خارجية سواء كانت فيروسات او مواد كيماوية او حتى انفعالات نفسية والانفعال النفسي هو في الواقع تفاعل كيميائي بحت يحدث في الجسم وعلى مستوي الخلية. وكما نعرف ان الفيروس عبارة عن عدد قليل من وحدات الحمض النووي التى تعمل كالجينات وعندما تدخل الخلية البشرية او الحيوانية او النباتية تتفاعل مع جينات الخلية وتأمرها بتصنيع وحدات جديدة للفيروس وإن لم تجد الجينات المتوافقة معها لا تحدث العدوي ولا يظهر المرض. في محاولات لوقف مرض الإيبولا الفيروسي حاول بعض العلماء تعطيل الجينات التى تتفاعل مع الفيروس لكي لا يجد الفيروس مكان يتفاعل معه في الخلية ولكنهم وجدوا ان هذه مهمة اصعب من الهبوط على القمر قد أشرح تفاصيلها في وقت آخر حيث مرت بمراحل كثيرة من النجاح والإخفاق. ولكن ما دور المناعة او التحصين Immunization من كل هذا ؟ المناعة او التحصين تعني وجود مكونات في الخلية تلتهم كل ما يدخل او يتكون في الخلية من فيروسات. وهذا هو الأمل في انهاء فعل فيروس الكورونا وهذا ايضا يمكن شريحة لاحقًا بإذن الله.