الموقف الحالي لفيروس الكورونا في الولايات المتحدة الأمريكية

ا. د. محمد المليجي

قد يبدوا ما سأقوله صادمًا للكثير من الناس خاصة الذين لا يعرفون ما هو الفيروس وخاصة فيروس الكورونا الجديد COVID19 الذي حير العلماء حتى الآن ولكن هذه هي الحقيقة التي لا تخضع للمزايدات ولا التخمينات ولا السياسة والتى استخلصتها من الواقع الذي نعيش فيه ساعة بساعة ومن الأرقام ومن أحاديث العلماء الذين يعملون ليل نهار في المختبرات بالفعل ولهم تاريخ في صد هجوم الفيروسات سابقا من أولاد عمومة هذا الفيروس ومن عائلة الكورونا كفيروس سارس وفيروس آخر هدد البشرية من قبل وتم ايقافه وهو فيروس إيبولا.

الصراع القائم اليوم بين محافظين الولايات الموبوءة بالفيروس بقيادة محافظ نيويورك والرئيس ترمب ومن خلفه رجال الأعمال حيث يصر المحافظين على عدم الفتح الكامل للأنشطة الحياتية والعملية كالسابق بعد ان انخفضت نسب الإصابة كثيرا بل العودة التدريجية للحياة الطبيعية حتى يتم انتاج مصل للفيروس. الرئيس ترمب يصر على انه صاحب القرار وعندما يقول افتح يا سمسم خلال الأيام القليلة القادمة على المحافظين السمع والطاعة. كل جانب يقول ان الدستور معه ورغم الصراع السياسي القائم والذي سينتصر فيه المحافظين غالبا فالحقائق على الأرض تقول التالي.

١- فيروس الكورونا الجديد باقي معنا وسيظل ينتقى ضحاياه كل يوم حتى نجد له مصل واقى ومسألة الأدوية المطروحة في الأسواق لا تجدي معه شيئا ولا تشفي منه بل بعضها يقلل من آلام المريض ويعالج البكتيريا إن وجدت مصاحبة للفيروس أما الفيروس نفسه تقتله المناعة فقط شأنه شان كل الفيروسات في الإنسان والنبات.

٢- معني ذلك ان الفيروس سيظل يطحن في شعوب الأرض لمدة عامين تقريبا حتى يتم إنتاج لقاح أو مصل ويوجد الآن في المختبرات حول العالم ٧٠ مصل للفيروس دخل ثلاثة منهم فقط المرحلة الأولي لسلسلة التجارب والبروتوكول المعتمد علميا لإنتاج الأمصال ويمر بست مراحل مذكورة أسفل ونحن الان في المرحلة الثانية التي تم تلقيح ٤٢ متطوع أصحاء لمعرفة أثر اللقاح على بدن الشخص (الصورة لأحد هؤلاء الأبطال ) وتستمر ثلاث شهور سيتبعها المرحلة الثانية وبها ٥٠٠ متطوع وهذه لمعرفة قدرة اللقاح على صد الفيروس طبيعيًا وهكذا تتدرج الخطوات حتى يصبح آمنا ان نلقح بهذا المصل لحماية الناس من الفيروس كما حدث في الفيروسات الأخرى. لذلك فالحد الأدنى للحصول على مصل عام او عام ونصف ولا تصدق غير ذلك.
The general stages of the development cycle of a vaccine are:مراحل انتاج الفاكسين
* Exploratory stage.المرحلة الكشفية
* Pre-clinical stage.مرحلة ما قبل الاختبار السريري
* Clinical development.المرحلة السريرية على المرضي
* Regulatory review and approval.المراجعة للإقرار
* Manufacturing.التصنيع
* Quality control.المراقبة على الجودة اثناء التصنيع
*
٣- حتى يتم انتاج فاكسين لن تكون هناك تجمعات كبيرة بالمرة كملاعب الكرة أو قاعات السينما أو مؤتمرات بكل اشكالها أو صلوات في الكنائس والمساجد أو سياحة نهرية أو شاطئية والمنتظر فقط هو فتح الأعمال الصغيرة بإجراءات محددة من حيث المسافات بين الجلوس وقد يخفض عدد الطاولات إلى النصف أو الثلث حسب ما سيتم اتخاذه من قرارات في الأيام القادمة.

٤- عودة المدارس مازال مشكوك فيها ولكن لان الأطفال اقل الناس تأثرًا بالمرض رغم إصابتهم فسيتم في الغالب عمل احتياطات شديدة لمنع ان يكونوا وسيلة لنقل الفيروس للكبار. أو قد يستمر التعليم عن بعد حتى يتوفر لقاح وهذا موضع جدل ونقاش الآن.

٥- ثبت من المعلومات المتاحة ان الفيروس مختلف عن أشقاءه ولا يعرف عنه الكثير فلا يعرف بعد ما هي طول فترة المناعة التي يكتسبها الذين يصابون منه ويشفون، شهر أو شهرين أو عام أو عامين فمازال ذلك مبهم ولكن المؤكد عنه أمرين الأول ان الإصابة به لا تحترم عمر معين ولا صحة معينة فهو يصيب الأصحاء والمرضى فيكل الأعمار والأمر الثاني المؤكد أيضا ان ٨٠٪؜ من الوفيات هم من المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والتنفسية والأكثر وزنا والمدخنين.

٦- انحسار المرض وغيابه مؤقتا من اي مجتمع في الوقت الحالي يعتمد فقد على أمرين وهما التباعد لوقف انتشار المرض والوعي الصحي ولا توجد اَي وسائل اخري كالدعاية المنتشرة في بلاد العالم الثالث عن رفع المناعة بأنواع من الطعام او استنشاق بخور معين، كل هذه خزعبلات لا يعرف عنها ولا يسمع بها ولا يقرها المجتمع العلمي في امريكا وكل التركيز الآن على إنتاج فاكسين ليضع حد لانتشار المرض.
الخلاصة
لن تعود الحياة كما كانت في الولايات المتحدة الأمريكية أبدا قبل عام ونصف وربما ستتغير أشياء إلى الأبد ورغم انحسار المرض في كل الولايات تقريبا واتجاه عدد الوفيات إلى الهبوط اليومي فلن يصل عدد الوفيات من كورونا إلى الصفر قبل انتاج مصل مقاوم له. لن تعود حركة الطيران كما كانت ولا السياحة ولا الملاعب للضجيج ولا فرق الموسيقي للعزف في الهواء الطلق حتى يختفى خطر الكورونا وسيكون لذلك اثر إقتصادي مخيف على العالم كله.

أما ماذ ينتظر ان يحدث في العالم الثالث بسبب كورونا فهذا يعتمد على قدرة كل بلد على إحتواء الفيروس ووعي شعوبها وإلا ستكون كوارثها كبيرة وضحاياها تفوق البلاد المتقدمة وكان الله في عون البلاد الفقيرة.