مسلسل الاختيار.. واستعادة ذكرى ثورة 30 يونيو 2013

بقلم : د.محمد حجازي 
إن مسلسل الاختيار الذي يجسد بطولات الأسطورة الشهيد أحمد المنسي علي أرض سيناء في مواجهة المنتخب العالمي للإرهابيين يجسد ملحمة تاريخية لبطولات حقيقية تقترب من بطولات الشهيد إبراهيم الرفاعي في مواجهة العدو الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر. 

ومع بداية الحلقة الأولى من المسلسل استرجع الشعب المصري أحداث سنة حكم الإخوان لمصر واستئثارهم بالرئاسة ومجلس الشعب والجمعية التأسيسية ومجلس الشورى ومحاولات اختراق مؤسسة الجيش والشرطة ، والتي دفعت الشعب إلى استصراخ وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي وقتئذ لانقاذ مصر من الاختطاف السياسي.. وبالفعل استجاب السيسي ومعه الجيش لنداء الشعب ، ليبدا الإخوان ـ بعد الاطاحة بحكمهم ـ في انتهاج أسلوب الاحتراب الأهلي والتسويق له بالتخندق في رابعة العدوية وغيرها من أساليب نظرية الأرض المحروقة. 

رأينا العجب خلال سنة حكم الإخوان :

‏فى سنة حكم الإخوان رأينا العجب . . رأينا أناس كانت لاتملك قوت يومها  ، وإذ فجأة ركبوا عربيات أحدث موديل واتفرعنوا على جيرانهم ومعارفهم، ورأينا إعلام تحول فجأة أصبحت البرامج كل ضيوفها إخوان وكل كلامهم عنجهية واستعلاء وتكبر وتجبر، رأينا الإخوان فى ‏المصالح الحكومية وقد تبوؤا المناصب القيادية بعد أن تخطوا رؤساءهم، كيف حدث ذلك... لاتسأل، رأينا رئيس أصدر إعلان دستورى قال فيه أنا ربكم الأعلى، رأينا أناس تقتل بعضها البعض على انبوبة بوتجاز وأناس بتقطع بعضها فى محطات البنزين، رأينا رئيس خايف على الإرهابيين وبيطالب بالحفاظ على الخاطفين ‏والمخطوفين، رأينا ولأول مرة رئيس حكومة الناس هاجمته فى أحد المساجد خلال صلاة الجنازة علي شهداء رفح 2 وطلع يجرى بالشراب، رأينا ولأول مرة نائب عام بيتعزل وبيتعين نائب عام إخوانى ملاكى من أجل تحريك القضايا ضد الوطنيين، رأينا ولأول مرة انشقاق فصيل من القضاة عن الصف القضائى واسمو أنفسهم قضاة من أجل مصر مثل وليد شرابى . . رأينا العحب.

‏إن أكتر لحظة خشيت فيها على مصر عندما أصدر الرئيس محمد مرسي عفوًا عن كل الإرهابيين ممن كانوا فى السجون والمحكوم على بعضهم بالإعدام وبأحكام مشددة ،(طارق الزمر وعبود الزمر وعاصم عبد الماجد.. وآخرين) شعرت حينها أننا نسير في طريق حالك السواد.

الإخوان هم من يسوقون لسيناريو الاحتراب الأهلى :

 الشعب يتذكر أن الإخوان منذ اللحظة الأولي للإطاحة بنظامهم الفاشل وهم يقامرون علي ورقة (الاحتراب الأهلى )، بل وفي بداية حكمهم حين أعلنوا أن مصر سيتم إغراق شوارعها بالدماء فى حال فوز غيرهم بمنصب الرئاسة ،والرئيس المعزول في آخر خطاباته قد أعلن تهديداته علي ذات المحور حين قال بأنه بنفسه فداءً للشرعية المزعومة التي خرج عليها وانحرف عن مسارها بإعلانه غير الدستوري الذي انقلب به علي  قسمه ( الثلاثي) باحترام القانون والدستور .

ونتذكر أنهم تخندقوا في رابعة العدوية والنهضة بعد أن دشنوا مواقع وحصون ونصبوا على ثغورها الأسلحة في تحد متبجح لسلطات الدولة وسيادتها، وأعلنوا الحرب علي المجتمع ، ولا أدل على ذلك من تلك السرايا التي يسيرونها محدثة هرجًا ومرجًا في ربوع مصر يتم تصويره وتصديره للعالم باعتباره انقسامًا داخل المجتمع المصري يتهدده بالحرب الأهلية .

الأمر الذي يبرر للأمريكان والغرب ويمنحهم الغطاء الشرعي للتدخل في شئون مصر وفرض أجندتهم عليها لصالح هذه الجماعة ولصالح مشروع الشرق الأوسط الجديد بتقسيماته المستحدثة والمستنسخة من اتفاقية سايكس / بيكو التي قسمت العالم العربي في أوائل القرن الماضي .

السيسي... وثورة 30 يونيه : 
‏سوف يذكر التاريخ أننا الجيل الذى شهد أعظم ثورة فى التاريخ فى 30 يونيو حين استطاعت مصر بفضل ابنها البار عبد الفتاح السيسى أن تنقذ مصر من براثن جماعة ارهابية فاشية ظلامية.فى هذه اللحظة استردت مصر هويتها وتنفس وادينا المزهر هواء الحرية بعد سنة سوداء سادت فيها الفاشية والرجعية. 

 تحية من القلب للفارس النبيل الذى وضع رأسه على كفة وواجه فصيلًا دمويًا ظل لأكثر من ثمانين عامًا يحلم بحكم مصر وحين تمكن حكمها بالحديد والنار، وفي ذات الوقت نترحم علي شهداء مصر من أبناء المؤسسة العسكرية وفي مقدمتهم الأسطورة أحمد المنسي.

‏أجاب مسلسل ‎الاختيار للأخوان علي سؤال حيوي وهام ، هو : لماذا لم تنكسر مصر رغم دولارات أُنْفقت، وأكاذيب أطلقت،وإرهاب وحملات مستمرة،وعملاء تآمروا،واستنزاف دائم لمواردها وأرواح ابنائها؟

مفاد الإجابة : لدي المصريين إصرار علي سحق الإخوان وكل التنظيمات الإرهابية مهما طالت المعركة أو تنوعت أسلحتها.