أردوغان يصارع طواحين الهواء
بقلم : د.محمد حجازي
سيقف التاريخ بعض الوقت عند رجل اتقن التهديد والوعيد لكل المحيطين به في الداخل ، وراودته أحلام السيطرة علي دول منطقة الشرق الأوسط بشكل جنوني في سوريا وليبيا واليمن ودول الخليج العربي ، متشحًا بالفخر والخيلاء العثماني ومصدقًا لهتافات غلمانه بأنه خليفة المسلمين.
أردوغان يضمر الكراهية لدول الخليج العربي :
من لازال يعتقد أن لحزب العدالة والتنمية والرئيس أوردوغان ذرة من نوايا الخير لدول الخليج فهو خائن لأمته، لم يعد مقبولًا التساهل في تلميع ومدح هذا الرجل بعد كل ماقام به في الربيع العربي ومايقوم به في ليبيا وسوريا، قواه الناعمة التي تسوق للجميع أنه خليفة المسلمين يجب أن تردع وتجرم بشدة .
تهديدات دول الخليج :
يتضح من عودة ارتفاع نبرة الديموقراطيين في أمريكا والنظام الحاكم القطري والأدوات اليسارية في المنطقة مع عودة تلميع رموز الإخوان ـ توكل كرمان وسيلحقها آخرون ـ مع ما يجري من مسرحيات إعلامية لتصدير الرئيس أردوغان للعالم الإسلامي خليفة المسلمين (مسرحية قراءة ختمة القرآن)، أن هناك تحضيرًا لمشاغبة الخليج في مقدراته ومصالحه وابتزازها.
أردوغان وانتخابات الرئاسة الأمريكية :
هذه التحركات وعودة ترتيب الأوراق مرتبطة بالانتخابات الأمريكية في حال خسر الجمهوريون انتخابات الرئاسة في أمريكا ، الديموقراطيون يرون أن تقويض مشاريعهم وزعزعتهم بسبب دعم روسيا والخليج للرئيس ترمب.
لم يتعرض الديموقراطيون لحرق أوراق وانهيار خطط ـ أهمها الاتفاق النووي ـ كالتي تعرضوا لها في عهد الرئيس ترمب.
أردوغان علي خطي أسلافه :
أردوغان هو امتداد لأسلافه الذين يكيدون للعرب وخصوصًا شبه الجزيرة العربية، لذلك التاريخ وجد لأخذ العبر ونحن اليوم أمام صفحة جديدة تُكتب من الاستهداف التركي لمنطقة الخليج العربي.
لاجديد وهذا هو نهجه وهو ماأخرج داوود أوغلو و باباجان وهم الأقطاب المهمة بحزب العدالة والتنمية ومن الذين تعرضوا لمثل هذا الأسلوب من قبل أردوغان.
اليوم تركيا مقبلة على مرحلة سياسية جديدة تنبؤ بإنقسام قاعدة أردوغان وتشتتها ، فباباجان يؤسس جبهة سياسية ستكون قوة بوجه أردوغان.
مناشدات وتهديدات :
ـ تركيا تسعى لتمويل دولي عاجل لدعم عملتها المتدهورة وتآكل احتياطيات النقد الأجنبي .
ـ المناشدات والتهديدات التي أطلقها أردوغان تتعلق بموقفه الانتخابي المخزي، إذ كان يطمح إلى التحكم بالمنطقة فانتهى به المطاف لسمسار منبوذ دوليا ومحليا .
أردوغان وسوريا واليمن :
تدريب تركيا لمقاتلين سوريين تنوي إرسالهم لليمن وليبيا، لهذه الأخبار تفسيرين :
1ـ تركيا ستحاول سد العجز الإيراني في زعزعة استقرار الشرق الأوسط بعد تقهقر القدرات الإيرانية مؤخرًا.
2ـ تحاول تفكيك وتشتيت الميليشيات السورية بتشريدهم في ميادين القتال لإنهاء الملف السوري أم كلاهما معا؟
أردوغان رجل فقد عمله ، ويصارع أعداء اليوم أصدقاء الأمس في الداخل ، ويحارب في عدة جبهات خارجية مشتعلة في سوريا وليبيا، واليوم ينوب عن إيران في اليمن، ويهدد الخليج العربي، أحلام الخلافة تسيطر عليه..ونحن علي يقين من أن كل هذه الأحلام ستتبخر.
