دار الافتاء: يتعذر رؤية هلال شوال يوم الرؤية الشرعية حسابيً
خالد الخليصى المصريين بالخارجمتابعة/سحر عبدالحميد
تستطلع دار الإفتاء، يوم الجمعة المقبل، هلال شهر شوال للعام الهجري الحالي 1441، حيث تعلن بداية الشهر وأول أيام عيد الفطر المبارك
ويعتمد أساس ثبوت غرة الشهر القمري من عدمه في مصر وأغلب الدول الإسلامية على رؤية الهلال يوم الرؤية الشرعية، مع الاعتداد بالحسابات الفلكية التي يجريها علماء المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والتي تقطع بوجود الهلال الجديد ولا تضمن رؤيته.
وتشير تلك الحسابات هذا العام إلى تعذر رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم ٢٩ من شهر رمضان، أي يوم استطلاعه بالرؤية الشرعية والذي يوافق هذا العام يوم الجمعة المقبل ٢٩ رمضان الجاري.
وقال الدكتور جاد محمد القاضي رئيس المعهد، أن غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر ستوافق هذا العام يوم الأحد المقبل حسابيا، حيث سيكمل شهر رمضان عدته ٣٠ يوما.
ولرؤية الهلال شروط معينة لتلافي معوقاتها، ومنها أن يتجة الراصد لجهة الغرب قرب مغطس الشمس، وأن يكون في الأماكن المفتوحة والمرتفعة التي يشاهد فيها الأفق دون أي تأثيرات أو معوقات، حيث تؤثر عوامل الطقس والغبار ونسبة الرطوبة والغيوم على إمكانية الرصد ووضوح الرؤية، كما يجب على الراصد الإبتعاد عن مصادر الإضاءة العالية المشوشة لعملية الرؤية والرصد الصحيح.
ويصعب رؤية القمر وهو هلال في أكثر من حالة، ومنها قربه من الشمس وتأثره الكبير بالإضاءة المتوهجة الناتجة عن شفقها ، ومنها أيضا أن يكون حجم الجزء المضاء منه صغير للدرجة التى تصعب معها القدرة على الرؤية الواضحة، حيث أن دخول أو بداية أي شهر من أشهر السنة الهجرية يستلزم انقضاء الشهر الذي قبله، ويمكن معرفة ذلك فلكيا بحساب منازل القمر، لكن دخول الشهر وخروجه في الشرع الإسلامي لا يعتمد على حساب المنازل، بل يعتمد على اتباع قواعد الشرع بالرؤية بالعين المجردة، وتلعب وسائل الإعلام دورا مهما في الإعلان عن رؤية الهلال، حيث أن غالبية المواطنين لا يشاهدونه.
والوقت المحدد لرؤية هلال أي شهر قمري، يكون في ليلة التاسع والعشرين من الشهر الذي قبله، وتكون رؤية الهلال مؤشرا على غرة الشهر الجديد فى اليوم الذى يلى يوم الرؤية الشرعية، ودخول أول ليلة منه تكون إما بانتهاء الشهر الذي قبله ناقصا (تسعة وعشرون يوما، بلياليها) ، أو عدم رؤية الهلال وبذلك يكون الشهر تاما ثلاثين يوما.
ويشرع في الإسلام كما فى مصر وأغلب الدول الإسلامية أن تكون رؤية أهلة الشهور الهجرية وبصفة خاصة رمضان وشوال وذى الحجة من اختصاص دار الإفتاء ودائرة قاضي القضاة، على أن يقدم علم الفلك المساعدة والمساندة لهما في هذا الشأن، ولا يجوز لأي جهة أو شخص يوم الرؤية ، الاعلان أو تقديم أي توقعات لوسائل الإعلام بخصوص رؤيته دون الرجوع إلى دائرة القضاة، لتجنب ظهور الاختلافات والشكوك بين أفراد المجتمع الإسلامي الواحد.
وتعتمد مشاهدة الهلال بالعين المجردة أو باستخدام المنظار الفلكي أساسا على شرطين، هما:
أولا ميلاد الهلال قبل غروب الشمس بفترة زمنية كافية لرصده بعد غروب الشمس يوم تحرى الرؤية ويتحدد هذا بدقة كافية بالحساب الفلكي.
وثانيا السطوع النسبى للهلال الجديد مقارنة بلمعان شفق السماء، الذي ينجم عن تشتت ضوء الشمس بعد غروبها بواسطة الغلاف الجوى للأرض ، فإذا كان الهلال باهتا بالنسبة لضوء الشفق عندئذ يغمره ضوء الشفق وتستحيل رؤيته ، وإذا كان سطوع الهلال يفوق ضوء الشفق تسهل رؤية الهلال ، وقد يتساوى سطوع الهلال مع ضوء الشفق وتصعب رؤيته أيضا لهذا السبب .
ويتم ربط رؤية الهلال ببعض الحقائق الفلكية الثابتة مثل ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري، اللتين لا تحدثان شهريا، وتستخدم كضوابط لبدايات الأشهر الهجرية ومنتصفها، حيث يحدث الكسوف الشمسي عندما يكون القمر فى مركز المحاق عند بداية الشهر الهجري، وتكون الشمس والقمر والأرض في وضع الاقتران التام أي أن مراكز الأجرام الثلاثة تكون على استقامة واحدة، و الكسوفات الشمسية ، هى الفرصة الوحيدة التي تتيح رؤية المحاق وهو يعبر قرص الشمس، فكما أن ولادة الهلال الجديد تأتى مباشرة بعد حدوث الاقتران فإن حدوث الكسوف الشمسي، يعد بمثابة اقتران تام يبشر بقرب ولادة الهلال الجديد، أي انه لا رؤية للهلال الجديد قبل حدوث الاقتران أو قبل حدوث الكسوف الشمسي.
ومن ناحية أخرى، فإن الخسوف القمري يحدث عند اكتمال القمر بدرا في منتصف الشهر الهجري، فإذا كانت البداية لهذا الشهر قد تم تحديدها بالدقة الكافية المرتكزة إلى الأسس العلمية ، فإن رصد الخسوف القمري يؤكد صحة بداية الشهر الهجري.
وحتى الآن لا تزال رؤية الهلال الجديد وهو في المهد من الأرصاد الفلكية الصعبة التي تستعصى على الراصدين في جميع أنحاء العالم، ولهذا فإن الأمر يتطلب استخدام الوسائل الفضائية التي ستساعد على تجنب التأثير المعوق لجو الأرض على رؤية الهلال عند مسافات قوسية صغيرة بالنسبة لقرص الشمس، وهذا ما أثبتته الأبحاث العلمية الحديثة