ترامب..... وتقييد وسائل التواصل الاجتماعي
بقلم : د.محمد حجازي
انقسمت آراء الناس بين مؤيد ومعارض لقرار ترامب برفع الحماية الفيدرالية علي وسائل التواصل الاجتماعي ( تويتر وفيسبوك)، ووسط تباين المواقف المؤيدة والرافضة يطرح تساؤل حول هل نحن لنا ناقة أو جمل إزاء هذا الحدث الذي يتزامن مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة في نهاية عام 2020 م ؟
أبعاد قرار ترامب :
الرئيس الأمريكي يوقع أمر تنفيذي يوجه وزير العدل بتفعيل قوانين الولايات لمحاسبة مواقع التواصل الاجتماعي؛ يعلم الجميع أن شركات التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي شركات أمنية في المقام الأول وتعد تاج القوة الأمريكية الناعمة وأحد أهم أدوات التجييش الاعلامي الاستراتيجي الامريكي في حربه المزعومة ضد الارهاب من جهة ومن جهة أخري في مخططه لتكوين شرق أوسط جديد ، ولذا من المستبعد أن يقوم ترمب بإغلاقها أو حجبها، أقصى ماقد يفعله هو أن يحد من قدراتها على التأثير (المباشر) في الانتخابات الرئاسية عبر تعديل بعض القوانين وتقليص بعض الصلاحيات والتسهيلات الممنوحة لتويتر تحديدًا .
ترامب لديه ماضي غير مرضي له مع تويتر منذ توليه منصبه كرئيس ، وجاك دورسي الرئيس التنفيذي لتويتر ديمقراطي الهوى وقد منحه أوباما أحد الأوسمة عام ٢٠١١م ولعل هذا يفسر التوتر في العلاقة بين الرئيس الاميركي ترامب وتويتر.
وحهة النظر المؤيدة لقرار ترامب :
يري أنصار هذا الرأي أن قرار ترامب قرار جميل جدٍا .. لأن في الفترة الأخيرة صارت مواقع التواصل أدوات يتم توجيه الرأي العام بها .. وأحيانًا قد تكون علامات التوجيه واضحة ( تعيين توكل كرمان المحرضة علي العنف وتوظيفها في أعلى هرم فيسبوك ).
ويرون أنه أفضل خطوة للتخلص من الحسابات التي تدعوا الى الارهاب.كما يرون أنه أمر غريب وقوف الكثير ضد قرار ترامب مشيرين إلي أنه لولا هذه الوسائل لما علت أصوات المتطرفين وأصبح لهم مكانة فضلًا علي التشجيع على إسقاط دول وتشريد شعوب.
هم يرون أن هذه ضربة شديدة الخطورة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي سترفع عنها قانون الحماية الفيدرالية، أي يمكن لكل شخص ـ حكومة مقاضاة تويتر على أي محتوى ضار ـ لذلك يجب أن تتراجع إدارة تويتر لتوقف هذا الأمر عبر الالتزام بحياديتها، لو لم تتراجع ستتصاعد القضايا المرفوعة بمبالغ قد تهدد الشركة وتؤدي لخطر خروجها من السوق ومن ثم الاستحواذ من قبل مستثمرين آخرين.
وجهة النظر المعارضة لقرار ترامب :
بمجرد إعلان قرار ترامب برفع الحماية الفيدرالية علي وسائل التواصل الاجتماعي تعالت أصوات المعارضين من داخل أمريكا وتحديدًا أعضاء الحزب الديموقراطي المعارض للرئيس الجمهوري ترامب، حيث سيتم تقييد تويتر كمنصة اعلامية ضد ترامب في انتخابات الرئاسة المرتقبة.
ويعارض هذا القرار بقوة دول وكيانات أنفقت مئات المليارات من الدولارات لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي كقوة ناعمة وتجييش اعلامي استراتيجي لاسقاط دول بعينها في إطار حروب الجيل الرابع.
تفكير ترامب :
منذ وصول ترامب إلي البيت الأبيض الامريكي ونحن نقول أنه يفكر بعقلية التاجر وليس بعقلية الرجل السياسي، ترامب يتعامل مع السياسة بعقلية التاجر ولن يخرج منها بدون ربح مادي وسياسي.وهو إسناد ادارة تويتر لشخص آخر وإدخال مستثمرين جدد لتمويل توتير بعد أن تكبدت الشركات المستثمرة في تويتر خسائر كبيرة.
ونحن نري من جانبنا أن إدارة تويتر غير عادلة وتحاول تكميم الصادقين بينما تغض الطرف عن الكثير من المفسدين، تويتر كمنصة تواصل غير حيادية وتتدخل ضد الحسابات الوطنية التي تدافع عن أوطانها ضد أعداء بلدانهم المرتزقة عن طريق إيقاف وحجب ميزات الحساب و للاسف أكثر من 4 سنوات وهي علي هذا الحال تفتح الباب علي مصراعيه للمرتزقه تهاجم بلدان معينة لتنفيذ أجندة ضد بلدان معينة وتقيد الوطنيين بالرد.
وهذه المعركة ليس لنا فيها ناقة ولا جمل إلا في حالة واحدة هي انتهاز الفرصة والاستحواذ على أسهم الشركة إذا عُرضت للبيع من قبل مستثمرين بدولة عربية تضررت من وسائل التواصل الاجتماعي ولاسيما من قبل تويتر.
ترامب يتعامل مع السياسة بعقلية التاجر ولن يخرج منها بدون ربح مادي وسياسي وعلى كل حال إدارة تويتر غير عادلة وتحاول تكميم الصادقين بينما تغض الطرف عن الكثير من المفسدين والمعركة ليس لنا فيها ناقة ولا جمل إلا في حالة واحدة هي انتهاز الفرصة والاستحواذ على أسهم الشركة إذا عُرضت للبيع.
