الاختيار... وكورونا... والإرهاب
بقلم : د.هدى بسيوني
أجمل ما في مسلسل الإختيار اسمه الاختيار، لو خيّروك بين الوطن و أي شيء اختار الوطن، لا تقف في جبهة ضد وطنك مهما كان جائرًا !لاتقف ضد وطنك فيما يقرره العلماء والأطباء والمتخصصون والقيادات فالوطن كالأَب ظهراََ وسنداََ قد تضِيق به لكنه في النهايه أبوك !
فجأه بلا مقدمات وقعنا في مالم نحط به خبرًا، نمنا في عالم واستيقظنا في عالم آخر مختلف، لم يعد العالم كما هو تشرق الشمس وتغرب في موعدها ولكن العالم لم يعد كما كان بسبب فيروس غير مرئي اسمه كورونا،، فيروس لايري بالعين المجرده، لم تعد أوروبا هي الحلم للهجرة، و لم تعد أمريكا أقوى دولة فباتت تجتاجها الكرونا من جانب، والمظاهرات من جانب آخر، باريس مدينه النور الساهره لم تعد رومانسية، نيويورك مدينه الحريه والحريات لم تعد أمنه، الصين اختل توازنها ولم يعد سور الصين حصناً ، مكةالمدينةالكعبه والمسجد النبوي فقدوا المصلين كل مساجد العالم فارغه، الكنائس أغلقت أبوابها.
الكل أصابه الهلع خوفًا وأدركنا حجمنا الحقيقي، فلا قيمة للإنسان على وجه الأرض إلا بإذن الله، فجأة أدركنا أن لا قيمة فعلية للقوة والجمال، وأصبح همنا الاكبر أن نحصل على الأوكسجين وأجهزه التنفس ونضمن وجوده ضد الفيروس، توقفت كل لغات الحياة فلا مطارات ولا مدارس ولا جامعات ولا مطاعم ولا كافيهات ولا نوادي، لقد أصبح العالم أكثر طهارة وأجمل وأنقى إلا أن الكرونا شأنها شأن الإرهاب عدو خفي لا نراه بالعين هو حولنا في كل مكان أمامنا خلفنا بجانبنا فوقنا بجوارنا ولكنا لانراه. يصيب البعض، ويعالجه البعض الاخر فينتقل إلى المعالج سواء طبيب أوتمريض أو إسعاف . فيروس ديمقراطي لايعترف بالملكيه أو الرئاسه أو القيادات أو اللواءات الكل امامه سواسيه يهاجم بلا عنصريه.
وهذا وجه الشبه بينه وبين الإرهاب الأسود لا نراه يأتينا من حيث لانعلم يهاجم الجميع، لايفرق بين صغير كبير، ولا مسلم ولا مسيحي ولامدني ولا عسكري الجميع، أمام الإرهاب سواسيه
الإرهابي الخائن قد يكون من الأقرباء أو الغرباء من الزملاء أو الجيران أو الاصدقاء الإرهاب فيروس خفي شانه شأن الكورونا ينهش في الخفاء داخل كل منظومه تجد منه يعيش مستتر بين أفراده حتى يحين وقت الظهور فينفحر، لذلك كان الاختيار والكورونا والإرهاب، إما أن تختار الأخلاق والوطني والرجوله والحق في كل خطواتك مثل المنسي وأبوشقره وخالد مغربي دبابه وأبو ورده، وغيرهم الآلاف من القوات المسلحه ورجال الشرطه الشجعان كلهم يواجهون عدو خفي جبان يستنصرون بالله ويستشهدون راغبين حبًا وفداءً وشجاعة.
الأطباء يواجهون الموت أمام فيروس كورونا الخفي الذين لايعلمون كيفيه مواجهتته حتى بالبدل الراقيه والماسكات والمعلمات وكافه الاحتياطات الوقائيه شأنه شأن الإرهاب،كورونا والإرهاب لاتعلم كيف تأتيك الضربه منهم ولكنها تأتي ويواجهها الابطال فقط السند والدرع والآمان على الجبهه أو بالشوارع أو المستشفيات.
بالنهايه نحن أمام الاختيار أنا نحيا بشرف ضد الإرهاب ونتمسك بالوطنيه مثل المنسي والشرفاء أو نكون خونة جبناء مثل عشماوي ورفاقه جميعًا من زبانيه الإرهاب، ومع كورونا لنا الاختيار إما نلزم بيوتنا ولا تتحرك إلا للضروره القصوى بكافه الاحتياطات الازمه وملتزم بمواعيد الحذر وعدم الاختلاط
أو نكون متمردين على أنفسنا بلا وعي وبلهاء ونتحدي من أجل اللهو ونكسر الحظر وننقل الفيروس الذي يتغذى على الزحام والغباء.
بالنهايه نحن أمام الاختيار مابين هذا ومابين ذلك والنهايه نحن من سبجتي ثمره اختياره، نعم كل شيء بأمر الله وبموعد محدد. لكن أومرنا أن نلتزم ونسمع ونصبر على مالم نحط به خبرًا، أعتقد أنها رسالة من السماء تقول لنا :
“ الأرض والماء والسماء والهواء بدونكم بخير.. والعالم مستمر بدونكم.. وعندما تعودوا للحياة، لا تنسوا أنكم ضيوف لا تساوي شئ بدون رحمه الرحمن الرحيم. ندعوه أن يرفع عنا البلاء والوباء.
