نثق في قدرة الشعب الليبي في تحرير بلادهم من الغزو التركي
كتب/بهجت العبيدى
ليس هناك إنسان ينتمي لأي وطن يقبل أن تدنس أية قوات أجنبية تراب هذا الوطن، ولا شك أن هؤلاء الذين يشجعون أي محتل لدخول أوطانهم هم أحقر أنواع البشر، وكما هو معلوم، فإن كل محتل غاشم وكل طامع حقير، يسوق المبررات لهذا الاحتلال وذلك الطمع، رافعا شعارات رنانة، غالبا ما يكون الدين أو القيم الإنسانية هي الستار الذي يُغلَّف به هذا الطمع وهذا التدخل، ولعل هذا ما يبدو واضحا كل الوضوح في النموذج التركي البشع الذي يغيّب عقول الخونة بمثل هذه الشعارات التي يلبسها لباسا دينيا والدين منه براء.
إن التدخلات التركية في الدول العربية غير مقبولة، فهي تعكس الأطماع التركية الهادفة إلى إعادة أبشع صور الاحتلال في التاريخ وهو الاحتلال العثماني الذي كان سببا في تخلف العالم العربي على مدار عدة قرون استولى فيهم العثمانيون على مقدرات الشعوب العربية تحت ستار من الوهم وبالخداع باسم الدين.
إن التدخل التركي السافر في ليبيا الشقيقة يمثل أوضح صور الغزو وأبشع صور الاحتلال، لواحدة من أهم البلدان العربية في الشمال الأفريقي، وواحدة من أغنى الدول بثرواتها الطبيعية، وهو ما يكشف الوجه الحقيقي القبيح لدعاوى أردوغان الكاذبة. الذي مهما حاول أن يخفي وجهه القبيح فلن يفلح أن يخدع كل من يحمل رأسه على كتفيه، أما هؤلاء المغيبون أو هؤلاء الخونة، فهو ليس في حاجة إلى تقديم تبريرات لهم، فهم أكثر منه بشاعة، وأكثر منه طمعا وأحقر منه صفات.
إن الزيارات التي يقوم المسئولون الأتراك والتي تأتي من أعلى رأس عسكري وهو وزير الدفاع التركي خلوص أكار ورئيس الأركان يشار غولر والاتفاقات التي أبرمها مع حكومة غير شرعية تبيح بلدها للمستعمر، إنما تؤكد أن الاحتلال التركي جاء لليبيا ليبقى، وهو ما يهدد السلم والأمن في المنطقة كلها، وهو ما لن تسمح به مصر، وما لن يسمح به الشعب الليبي الجسور الذي يرفض تدنيس الأتراك لبلاده. هذا الذي تؤكده تلك المظاهرات التي انتفض فيها الشعب الليبي الأبي ضد المستعمر التركي من ناحية، وضد الحكومة العميلة الخائنة حكومة فايز السراج من ناحية أخرى.
إن الشعب الليبي الذي ضرب الأمثلة في الدفاع والتضحية وقدم النماذج في مقاومة المحتل عبر العصور لقادر على دحر الاستعمار التركي الجديد بقيادة رجب أردوغان، وإنه على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج فإن الشعب الليبي خرج ليعلن رفضه لهذه الحكومة، وهو ما يؤكد استمرار الشعب الليبي لمقاومة المحتل التركي، ورفض الحكومة التي تأتمر بأمر المحتل، ذلك الذي يعكس أن أحرار ليبيا لن يقبلوا بوجود جندي تركي واحد على أراضيهم.
إن تركيا، بسبب نزق رئيسها وقادتها العسكريين، ستتكبد خسائر فادحة نتيجة لمغامرتها غير المحسوبة في احتلال ليبيا، حيث أن أحفاد عمر المختار الأبطال سيذيقونهم الويلات في ليبيا إلى أن يطردوهم منها شر طردة، بعدما يروون رمال ليبيا بدماء المعتدين الأنجاس.
ولعل الأخبار التي تناولتها وسائل الإعلام العربية والعالمية من تدمير قوات "الجيش الوطنى الليبي" أنظمة دفاعات جوية، "نصبتها تركيا بقاعدة الوطية" (عقبة بن نافع) غرب ليبيا، كانت البداية لمقاومة ليبية شرسة للغزو التركي، وسيتبعها أخبار مفرحة من ليبيا لبطولات يسجلها أحفاد عمر المختار.
إننا نعلن دعمنا المطلق للشعب الليبي الشجاع في مقاومته للغزو التركي الأردوغاني الإخواني، ونؤكد ثقتنا الهائلة في قدرة الشعب الليبي البطل على الانتصار ودحر المحتل التركي الخسيس.
