قطعة من الجنة ...قرية في الغربية تنتج الياسيمن للعالم

تقرير/ سماح رضا

 تفوح على بعد الكيلومترات  رائحتها تشعرك انك في جنة الخلد وبألوانه البيضاء التي تبعث بالهدوء والراحة، هي حقيقة ولكنها على ارض مصرية في قرية شبرا بلولة التابعة لمركز قطور بالغربية والتي تشتهر بإنتاج الياسمين.

يدخل في الادوية وأفخم العطور

حيث اشتهرت مدينتي قطور وبسيون وقرية شبرا بلولة بزراعته، حيث يتم تجميع تلك الزهرة وتصديرها في شكل عطور إلا أن مشكلات عديدة تواجه المزارعين تهدد بعدم إقبالهم على زراعة تلك الزهرة. وتنتج القرى 90% من الانتاج المحلي في مصر- هى قطعة من الجنة على الأرض، ألوان زاهية وزهور حمراء وصفراء وبيضاء نادرة ولا تقدر قيمتها بمال.

وتتميز القرية طوال قرن كامل بجودة إنتاجها من الياسمين، وأصبحت تحتل مكانة عالمية بارزة بسبب ذلك، لافتا إلى أن الياسمين لا يستخدم فقط في صناعة أفخم وأرقى العطور بل يستخدم كذلك في صناعة الأدوية.

ولاشك أن شجرة الياسمين معمرة وتحتاج لرعاية خاصة طوال الفترة من شهر سبتمبر وحتى شهر مايو من العام الذى يليه ,مضيفا أن الشجرة تظل في الأرض طوال 30 عاما أو أكثر وتلقي بزهورها لمدة 8 شهور في العام.

وفي ذات السياق, قالت #إيمان مهنّا، الفلاحة المصرية الشابة أنها تعمل في جمع الياسمين بمجرد إنتصاف الليل، تضع مصباحاً على رأسها وتبدأ جمع زهور الياسمين التي تفوح رائحتها على بعد كيلومترات. وأكدت مهنّا، وهي تمسك بقفص تملؤه زهور الياسمين في أحد حقول القرية الواقعة بدلتا النيل: "نحن نجمع الياسمين منذ الطفولة، ويبدأ الجني من منتصف الليل حتى الثامنة أو التاسعة من صباح اليوم التالي.."

إحصائية رسمية

وتبلغ تكلفة زراعة هكتار (حوالي 2,5 فدان) الياسمين في السنة نحو 6500 دولار، بما في ذلك مصاريف الحصاد، وفق تقرير IFEAT، ما يجعل المزارعين أقل المستفيدين من منتج تباع العطور المصنعة منه بأسعار مرتفعة جدا في كل أنحاء العالم. وتنتج قرية «شبرا بلولة» مركز قطور وحدها نحو 10 أطنان يوميا، ويباع طن الياسمين بنحو 12 ألف جنيه- 800 دولار- ليستخلص منه ما يتراوح ما بين 2 إلى 3 كيلوجرامات من عجينة الياسمين، يتم تصدير الكيلو منها مقابل 15 ألف دولار. ويعمل بهذه المهنة نحو 10 آلاف عامل ومزارع، ووفقا إحصائية رسمية وتوصيات مؤتمر عن زراعة الياسمين في أميركا صدرت مؤخرا فإن ما تنتجه القرية من الياسمين يصل إلى 50% من إنتاج العالم منه، كما أصبحت الأولى في العالم في زراعته.

من فرنسا إلى مصر

قال المدير والمهندس #بدر عاطف إن إنتاج مصر من عجينة الياسمين في موسم زراعة الزهور العطرية يبلغ نحو خمسة أطنان، ونصيب مصنع فخري منها نحو ثلاثة أطنان، "نأخذ بين 60 و70 % من زهور الياسمين على مستوى المحافظة". وأشار عاطف إلى أنه يعمل بمزارع الياسمين في الغربية نحو 50 ألف أسرة، وفق عاطف الذي يوضح أن أسعار البيع إلى المصنع تحدد "بحسب السوق الخارجي بعد توزيع المصدّرين للعينات".

ويعد "فخري " أول مصنع للزيوت العطرية أُنشىء في مصر"، حيث صاحبه أحمد فخري أول من "أدخل شجرة الياسمين إلى مصر" في الستينيات، وجلبها من مدينة غراس في فرنسا حيث كان يدرس, ويعمل المصنع على استخلاص العجينة العطرية من الزهور، إضافة إلى زيت الياسمين الخام.

مراحل تصنيع عجينة الياسمين

تبدأ من مرحلة الزراعة وهي مرحلة تستمر لشهور طويلة في السنة، وكل شجرة تطرح زهرات الياسمين التي تجمع يوميا وخلال المساء فقط، لأن زهرة الياسمين شديدة الحساسية لضوء الشمس، فهي مغطاه بمادة شمعية تعزلها عن حرارة الشمس ومليئة بالزيوت الطيارة، ولو تم جمعها أثناء النهار وفي ضوء الشمس، فسيتعرض الشمع للإذابة، ومن ثم نفاذ الزيوت الطيارة وبالتالي تموت الزهرة ولا يستفاد منها.

وعقب انتهاء مرحلة الحصاد يتم تجميع زهور الياسمين فيما يعرف بالمجمع، الذي يقوم بتجميع حصاد كل يوم، ثم يدفع به إلى المصنعين القائمين في القرية، وهناك يتم وضع الزهور بعد غسلها جيدا في حلة كبيرة يتم خلالها فصل الشمع عن الياسمين بواسطة البخار الناتج عن التعرض لغاز الهيكسان ، ويقول فهمي إن الزهور تنتقل بعد ذلك إلى ما يعرف بالقابلة لاستخلاص الزيت من الزهرة، ليدخل بعد ذلك إلى المعمل العجينة التي تصدر للخارج لاستخدامها في تصنيع العطور والأدوية الطبية.

 مصر والهند تتنافسان,  حيث  تنتج مصر والهند 95% من عجينة الياسمين العطرية في العالم,والهند أبرز منافس لمصر في إنتاج الياسمين بسبب أسعارها المتدنية "وتضطر مصر لخفض سعر منتجها".

ويعتبر زيت زهرة الياسمين، هو زيت عبق شعبي جدا، يحتوي على خلات البنزيل، والتيربينول، والياسمون، وبنزوات البنزيل، والينالول، والكحول ومركبات أخرى. كما يستخرج زيت زهرة الياسمين، من نوعين من الياسمين وهما جاسمينوم أوفيسينال وغرانديفلوروم، ويستخدم في العطور عالية الجودة ومستحضرات التجميل، مثل الكريمات والزيوت والصابون والشامبو.