حسن بخيت يكتب :"سيدة القطار "... ولسه فيها حاجة حلوة 

نادرون هم أولئك الذين تفيض قلوبهم بالشهامة ونجدة الملهوف ، فوسط ركام الآلام والهموم يبرز اصحاب الهمة والرحمة والخلق الرفيع  و وحقاً بذور الرجولة لا تنبت الا في ارض المشقة ( ولا أقصد هنا بالرجولة معنى الذكورة ،، انما أقصد كل الصفات الحميدة سواء قام بها الرجال او النساء )  ،،فهناك صفات جميلة كلما تشبثنا بها لما فيها من قيم ،،  كانت حياتنا وحياة من حولنا أجمل، من هذه الصفات الجميلة (الشهامة ) وبطلة قصتنا اليوم هي سيدة مصرية جسدت معنى الجدعنة وبنت البلد )  في ابعد صورهما، وضربت لنا مثالاً رائعا في الشهامة ومواقف الرجولة .

ولعل المتابع لقصة شهامة سيدة القطار يعرف المعني الحقيقي للرجولة وانها ” افعال وليست أقوال ” وما هي الا وجود خصال حميدة ترتكز حول اهمية كيف اكون انساناً مع كل المحيطين بي ، فثقافة الإنسانية هي ثقافة البقاء والعظمة ، وعندما اكون انساناً ، عندئذ يحترم الناس إنسانيتي ، وعندما اكون عكس ذلك قطعاً اسقط انا وتسقط معي إنسانيتي

أحداث الواقعة 

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لواقعة داخل أحد القطارات المتجهة الى القاهرة صباح اليوم ،،ويظهر بالفيديو محصل الأجرة ، او ما يسمى "بالكمسري" و"رئيس قطار" وهما يعنفان مجنداً من أبناء الجيش ،، لعدم دفعه ثمن التذكرة ويحاولان إنزاله من القطار بالقوة ،، وحاول "الكمسري" ورئيس القطار إجبار المجند على خلع الكمامة التي كان يضعها (ما يشكّل مخالفة لتعليمات رئيس الوزراء ووزير النقل)، بجانب عدم التزامهما بارتداء الكمامة والاجراءات الاحترازية التي أقرتها الجهات المختصة ،،  كما طالباه بدفع مبلغ 22 جنيها.

هذا الفيديو انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التولصل الاجتماعي ، وأثار غضب شديد من الجميع ،، واتهم رواد مواقع التواصل رئيس القطار والكمسري  بالتنمر على المجند وإهانة بدلته العسكرية، وطالبوا بمحاكمتهما وفصلهما عن العمل.

لسه فيها حاجة حلوة 

سيدة بسيطة من سيدات مصر كانت داخل عربة القطار (المقطورة ) التي تم تصوير الواقعة فيها تتصدى للمحصل ولرئيس القطار، وتقوم بدفع ثمن التذكرة عن المجند، ورفضت أن يتم إنزاله أو تسليمه للشرطة العسكرية. في موقف انساني نبيل لا يقوم به الا أصحاب الخلق والشهامة ،، ولاقى موقفها إشادة كبيرة من رواد مواقع التواصل.

لا ابالغ لو قلت انها حضارة إنسانية تزرعها تلك السيدة  الشهمة الجدعة ، كم نحن احوج الي تكرارها في كل اوساط مجتماعاتنا ، انها حضارة الكلمة الطيبة والمواقف العظيمة  وسط الصمت العاجز ، انها الذراع القوية التي تمتد لتحمي الضعفاء ، انه العقل الفطن الذي يفكر ليجبر الخواطر ، انه القلب الطيب الذي ينبض ليسود الغفران والصفح بين القادر والضعيف .
شكرا لبنت مصر ... ولسه فيها حاجة حلوة