التيار الوطني المصري...... حكاية مصرية
المصريين بالخارج المصريين بالخارجكتبت : هبة البشبيشي ـ باحثة في الشئون الأفريقية ومدرس العلوم السياسية
لعل البداية التي دعتني إلى كتابة هذه الكلمات هو الارتباط الحقيقي بيني وبين ثوابت وطنية خلقتها دراستي وقرأتي في الفكر السياسي وحركة تطوره علي مستوي العالم... ولعل أيضًا محاولتي خوض تجربة سياسية جديدة نشأت تحت ظروف غاية في الدقة لوطن عظيم مر بتجارب قاسية لعشر سنوات أو أكثر.. فكانت مصر الدولة الأولي في التاريخ وصاحبة الحضارة الإنسانية في حالة تعطش سياسي لإعادة انتاج المنتج الأهم والأبقى في التاريخ وهو الإنسان المصري الذى يسعي دومًا لتطويع الظروف وتجاوز المرارات مهما كانت.
وجاءت تجربة التيار الوطني المصرى بقيادة اللواء طارق مهدى كخطوة أولى علي الطريق لاستعادة العمل السياسي بالغ الوطنية والدقة والانتظام لخدمة مجتمع غابت عنه الممارسة السياسية لسنوات وتحكم المال السياسي في اختيارات مجالسه النيابية فطرح الفكرة وحرك المياه الراكدة منذ سنوات وداعب حلم الشباب والشرفاء في طرح قائمة وطنية من اسماء لا تملك إلا سمعتها في العمل العام وتخدم وطنها بلا مقابل.. هل إلي هنا انتهى دور قائمة التيار الوطني المصرى فقط؟
أتصور أن الغرض الاساسي لطرح هذه القائمة في هذا الوقت الحرج هو محاولة من رجال حاربوا ووهبوا حياتهم لهذا الوطن لانقاذ سفينة الوطن من الاستغلال لصالح حزب بعينه بدأ أعضائه بالبحث عن المصالح الشحصية تاركين العمل السياسي يذهب للجحيم... ثم إن ما طرح في الإطار الفكري للتيار الوطني جعلني أشعر أن هناك حالة من التصميم علي إشباع رغبة المعرفة ورغبة العمل السياسي التي تجرى مجري الدم في المصريين... المصرى الذى يتحدث عن السياسة وهو يأكل وهو في سيارته وهو في عمله.... إذًا نحن أمام مواطن متشبع بالحراك الساسي ومتعطش لممارسة العمل فيها وبها.. إذًا ما العمل؟ كيف نخرج كل هذا الزخم من المصريين تجاه وطنهم وفي حالة شبه جمود سياسي وثبات استاتيكي علي الأرض من غالبية الأحزاب وشبه استحواذ علي مقاعد مجلس الشيوخ أدى لأزمة باطنية يشعر بها كل مواطن ولا يستطيع الحديث عنها.... فكان الضوء الذى خلق نفق الخروج من هذه الأزمة وبدأ يشير ولو من بعيد علي أدوات قل استخدامها في أحاديثنا فشاور من بعيد حول مفاهيم الشفافية والتنمية السياسية والاجتماعية وووو..... وكثير من الاستخدامات السياسية التي ما عاد المصري يستحدمها ظنًا منه بعدم جدواها.. ولهذا السبب قررت أن أخوض التجربة مع التيار الوطني المصرى ِ.. نعم لقد تشبعت سياسيًا تماما بهذا المنتج المصرى الذي يشبهنا جميعا لقد شاهدت في مقر التيار كافة أطياف المصريين شاهدت البدو من سيناء وشاهدت أبناء الصعيد بجلابيتهم الشهيرة وشاهدت أساتذة الجامعة والقانون ورجال الدولة والمشاهير.
فعلا وحقيقي مثل التيار الوطني المصرى حكاية مصرية خالصةِ... شكرًا لانسانيتك ووطنيتك التي شعرت بصدقها وغزارتها سيادة اللواء طارق مهدى مؤسس التيار الوطني المصرى.