رحل العميد الدبلوماسية العربية والكويتية
الشيخ الصباح أحمد الصباح عرف بمواقفه المعتدلة في الكثير من القضايا العربية والدولية، لعل أبرزها الأزمة الخليجية والتي وقف فيها على الحياد بين قطر ودول المقاطعة.
ولقب أمير الكويت بعميد الدبلوماسية العربية والكويتية، نظرا لحكمته وبعد نظره في التعامل مع الدول البلدان الأخرى.
كذلك، هو دبلوماسي مخضرم كرّمته الأمم المتحدة ومنحته لقب "قائد إنسانى"، كأول قائد عربي يتم الاحتفاء به لجهوده في المجال الإنساني والتنموي قبل 6 أعوام.
كان الشيخ الصباح أحمد الصباح أول من رأس وزارة الإعلام في بلاده، قبل أن يعين وزيرا للخارجية لطيلة 4 عقود، والتي أكسبته حنكة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة، وتمت تسميته أميرا للبلاد عام 2006، ليكون الأمير الثالث الذي يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في تاريخ الكويت.
وعمل الصباح على تحويل بلاده إلى مركز تجاري ومالي عالمي مستغلا بذلك ثروات بلاده الكبيرة.
على مدار ما يقرب من أربعة عقود، اعتمد صباح الأحمد خلال عمله الدبلوماسي مبدأ التوازن والوسطية، فهو يتمتع بخبرة واسعة في مجال السياسة الخارجية، وحقّق الكثير من النجاحات الدبلوماسية، وكان أول اختبار سياسي له عام 1966، عندما شارك مع ممثلي مصر والسعودية، في لقاء نظمته الأطراف المتناحرة في اليمن الشمالي، من مؤيدي الجمهورية ومؤيدي الملكية، لوضع حد للحرب الأهلية..
واستُؤنفت اللقاءات في الكويت عام 1966، وعندما بدأت الصدامات الحدودية بين اليمن الشمالي والجنوبي عام 1972، قام بزيارة إلى الدولتين، في مهمة وساطة، أثمرت عن توقيع اتفاقيتين بين الدولتين، واحدة للسلام والأخرى للتبادل التجاري.
ونجح صباح الأحمد في مهمة وساطة أخرى بين سلطنة عمان واليمن الجنوبي، عام 1980، كانت نتيجتها توقيع إعلان مبادئ، لتخفيف حدة التوتر بين البلدين، وأعقب ذلك بلقاء بين وزيري خارجية البلدين في الكويت عام 1984، لإعلان إنهاء الحرب الإعلامية، والحفاظ على حُسن الجوار، وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.
يذكر أن أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح هو الابن الرابع لأحمد الجابر الصباح من منيرة العثمان السعيد العيّار.
وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية، وإبان رئاسته لمجلس الوزراء حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية، ثم عينت أول امرأة في حكومة برئاسته عام 2005، تلا ذلك مشاركة المرأة في العملية الانتخابية في أوّل انتخابات نيابية بعد توليه مسند الإمارة.
وتُوجّت سياسته الإصلاحية بدخول المرأة لأوّل مرة عضوًا في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجري في عهده، وقد سمح للمرأة بدخول السلك العسكري، كذلك أعاد التجنيد العسكري الإلزامي في الكويت.
وغادر الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بلاده في 23 يوليو الماضي، متوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لاستكمال العلاج الذي بدأه في مستشفى بالبلاد، وذلك بناء على نصيحة الطاقم الطبي.
واليوم ٢٩ سبتمبر توفى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، (91 عامًا) في المستشفى الذي يتلقى العلاج بها بالولايات المتحدة الأمريكية.
