حرب أكتوبر..... وتوجه السياسة الخارجية المصرية
بقلم : د.محمد حجازي
شكلت حرب أكتوبر أحد أهم المؤثرات في محاور ودوائر السياسة الخارجية المصرية وعلاقاتها بالدول الإقليمية والدولية حيث أصبحت حرب أكتوبر متغير فاعل ومؤثر في بنية التوجهات السياسية والعسكرية والخارجية المصرية .
عقب نصر أكتوبر ١٩٧٣ م ، حدثت تحولات كثيرة شهدتها السياسة الخارجية المصرية فيما يتعلق بالجوانب السياسية والبعض الآخر يتعلق بالجوانب الاقتصادية والعسكرية.
وتأسيسًا علي هذه التحولات ، شهدت علاقات مصر الخارجية أنماطًا متعددة من المخرجات في علاقاتها بدول الجوار وعلي المستويين الإقليمي والدولي ما بين التقارب ( الانفراج ) وبين التباعد ( التوتر ) .
ان متغير الحرب لم تتوقف أحداثه عند حدود المعركة العسكرية ، ولكن امتدت انعكاساته لدوائر السياسة الخارجية المصرية في ظل نظام دولي عالمي جديد ، وحدوث تحولات جذرية منها :
١ - انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه إلى ١٥ جمهورية سوفيتية.
٢ - التحول من القطبية الثنائية إلى أحادية القطبية وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالهيمنة .
الثابت في الأمر أن مصر أثبتت قدرتها علي تغيير سياساتها الخارجية وفقًا لمصالحها وامنها القومي رغم كل الظروف الدولية المحيطة بها سياسيًا وعسكريًا.
في الآونة الأخيرة برزت العديد من التهديدات الإقليمية والدولية والتي أضافت بعدًا جديدًا الي دوائر السياسة الخارجية المصرية وهي ( دائرة مكافحة الإرهاب ) والتى ظهرت بصورة كبيرة بعد ما يسمى بأحداث الربيع العربي. مما دفع القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية الي تبني استراتيجية شاملة لبناء قوة عسكرية يحقق لها القدرة علي تحقيق الردع والقدرة علي الدفاع عن أمن مصر القومى.
شهدت السياسة الخارجية المصرية دفعة قوية لا مثيل لها من قبل تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث ارتكزت السياسة الخارجية المصرية علي الركائز التالية :
الركيزة الأولي : زيادة عدد المحاور في الدوائر الإقليمية والدولية:
حيث عززت مصر علاقاتها مع الدول الكبرى ( الولايات المتحدة الأمريكية - روسيا - الصين ) كما عززت علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي ( اليونان - قبرص - إيطاليا - ألمانيا - إسبانيا - النمسا )كما عززت علاقاتها مع الدول الآسيوية ( الهند - باكستان - اليابان - أوزبكستان ).
الركيزة الثانية : تعزيز علاقاتها الأفريقية والعربية .
وتتمثل أسس السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة ٣٠ يونيه ٢٠١٣
فيما يلي :
١ - الندية.
٢ - الاحترام المتبادل.
٣ - الانفتاح علي كافة الدول.
٤ - التوازن.
٥ - عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري.
ختامًا ، نجحت السياسة الخارجية المصرية في إعادة شبكة علاقات مصر الإقليمية والدولية الي المستوى المأكولات من التوازن والندية والاحترام المتبادل بما يساهم في تحقيق أهداف الأمن القومى المصري ودعم قوة الدولة وقدراتها الاقتصادية والعسكرية.
