من يجيب على تلك الأسئلة....؟

كتب : د.أحمد سماحه 

ثمة أمور وظواهر تدفعك الي الوقوف أمامها مندهشا لا للمشاهده فقط ولكن للتساؤل كيف حدث ذلك، خاصة إذا كنت  من المتابعين للأحداث منذ بدايتها،بل ومن الدافعين الي إتخاذ مواقف ايجابيه تجاهها ،والظاهرة التي لفتت نظري بل وأنظار العديدين ممن عرفوا مدننا وحياتنا وطباعنا واقتصادنا وجوانب عديده من حياتنا هي (وأكرر لست هنا ضد ذلك ولا ضد الأخوة اللذين اتحدث عنهم هنا) هي هذ التحول الكبير في مدننا  وفي حياة كل او معظم ابناء سوريا الشقيقه في مصر.

منذ دخول مصر بعد أحداث سوريا أتذكر أن أبي (يرحمه الله) كان يحثني علي مساعده الأخوة السوريين حتي بمسكن صغير كنت املكه في إحدي محافظات مصر وكانت أسرتي تساعد ماأستطاعت بعض الأسرمنهم ،وكان عدد الوافدين الي مصر حينها مايقرب من5 ملايين ، ولم أكن حينها وقبلها وحتي الآن أجهل قدرات هذا الشعب( فقد مكثت هناك مايقرب من 6 شهورفي موقع رسمي) منذ زمن وأدرك انهم شعب عملي فالكل يعمل حتي الطفل الذي عمره4 سنوات شاهدته يساعد الأب في تجهيز مايحتاجه مطعمه أو متجره أو مصنعه.

في وقت اللجوء الي مصر  كانت تعج شوارع المحافظات بالعديد من طالبي المساعده ولم تكن الشاورما والمتبلات وغيرها من الأطعمه التي يقبل عليها الشعب المصري.والآن بعد مرور مايقرب من 8 سنوات أو أكثر لايخلو شارع من محل كبير للشاورما أو البقالات أو غيرها من المواد الأستهلاكيه ولم يعد في الشوارع متسول واحد .

ماذا حدث..؟

عندما تفكر وتقارن بين من لجأوا الي مصر ومن هم في بلدان عربيه أخري تجد ثمة فارق في التعامل وفي  التسهيلات وفي غيرها من الأمور وحتي في فرض الضرائب ، الآن مدن بأكملها تحولت من مناطق غير مأهولة الي مناطق مزدحمه او لنقل أضحت مدن سوريه ومنها6 اكتوبر والرحاب والعصافره بالأسكندريه وغيرها ،فانت لاتستطيع أن تجد مكانا أو محلا وربما مسكنا بها  والشقة الصغيره التي كان ايجارها لايتعدي الألف جنيه أضحي إيجارها تسعة او عشرة الآف فالخمسة ملايين ازددادوا علي الأقل مليون خلال فترة التواجد .ويستوقفك التفكير تجاه أسئلة كثيرة خاصة وانت تعرف دول عربية اخري عشت بها أو زرتها وشاهدت وضع الأخوة السوريين بها.

السؤال الأول والذي ربما إنتبه اليه المسئولين مؤخرا هو كيف أنشأت المتاجر والمطاعم والبقالات الكبيره ،وبأي الأموال ؟ والسؤال الثاني لماذا لاتجد توظيف أموال في إنشاء مصانع وتشغيل عماله مصرية والإتجاه فقط  الي الحوانب الأستهلاكية ؟

وثمة سؤال عن من يكفل هؤلاء ويكون مسئولا عنهم مثلما يحدث في دول الخليج هذا طبعا باستثناء من ضخوا أموالهم لاأموال (الإخوان).في إنشاء بعض الصناعات الصغيره أو الاستهلاكية أو غيرها.

وثمة قضية حدثت في الأسكندريه يعلم بها الناس والمسئولين أستطاع معلم الشاورما البسيط الذي جاء الي مصر وعمل عند البعض أن يدفع الملايين للخروح من القضية .

كيف حصل عليها ؟وكيف يملك الآن مايقرب من 5 مواقع كبيره منها موقع لم يستطع احد البنوك دفع ايجاره لضخامته.

إننا نقدر جهد كل إنسان وندافع عن ثمار جهده إذا كان يسهم في بناء دوله أو يدفع ضرائبه ومستحقات الدوله وأن يعتبرها وطن لامجرد مكان يعيش ويحصد فيه مايريد من مزايا ثم يرحل ذات يوم .

وأكرر اقدر جهد كل انسان وأهيب بالشعب المصري أن يعرف كيف يستثمر جهده وكيف يدفع هؤلاء الي الاستثمار في الصناعة او التجاره وليس في ملأ البطون.

****