الالتزام والمسؤولية المجتمعية في مواجهة أزمة كورونا
خالد السيد المصريين بالخارج
في ظل الأزمة التي تشهدها دول العالم ومنها مصر، والمتعلقة بتفشي فايروس كورونا (كوفيد19)، فقد أعادت المسؤولية المجتمعية فرض نفسها وبقوة، وشهدت مفهوماً أكثر شمولا لأفراد ومؤسسات المجتمع، من أجل التعاطي مع هذه الجائحة التي تتطلب تكاتفهم جميعا للتخفيف من آثارها السلبية، لاسيما على المستوى الاجتماعي باعتباره الجزء الأهم للمتضررين منها.
لا بدّ أن نكون متيقنين بأن كل الأمور والقضايا الأخرى تعتبر اليوم ثانوية أمام سلامة وصحة أفراد المجتمع أمام حالة الحرب والمواجهة مع فايروس كورونا الذي هو بازدياد على مستوى العالم ويشكل تحدي كبير وواضح لأعتى الدول مما يلقي بظلاله علينا سلباً إن لم نهتم بأخذ الحيطة والحذر وتعزيز ثقافة التعامل مع واقع الحال والإذعان للقوانين وما يصدر من تعليمات بهذا الشأن، فالكل مسؤول لمواجهة الجائحة والتخفيف من آثارها الاجتماعية والاقتصادية، بدءا من الأفراد، مرورا بالمؤسسات، وذلك استشعاراً من الجميع بمسؤولياتهم ومساندتهم للجهود الحكومية في مواجهة الأزمة، وتعزيزاً للمشاركة الوطنية في الأزمات والكوارث.
التصدي لوباء كورونا شكّل فرصة لتعزيز الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، وهذه المسؤولية تقننها إجراءات وقرارات تفرض غرامات على من لا يلتزم بالإجراءات الاحترازية، فالدعوة إلى الانضباط تحمي المجتمع من الضرر، بالتالي فإنه على عاتق الفرد تقع مسؤولية كبيرة في أن يلعب دورا رئيسياً في الجهود الهادفة إلى كبح جماح هذا الفيروس والعمل على منع انتشاره، وذلك عبر استيعاب أهمية الإجراءات والخطوات الاحترازية التي تتخذها الدولة في مواجهة هذا الفيروس عبر الالتزام بهذه الإجراءات.
اقرأ أيضاً
- رئيس الصحة اللبنانية: نشهد ارتفاعا في إصابات كورونا.. ولا أسًرة فارغة
- مخاوف من انتشار أوسع لكورونا في الصين
- التنمية المحلية تتابع تنفيذ قرار التحصيل الفورى لغرامة عدم ارتداء الكمامة
- مستشفى طلبة حلوان تقدم خدمات طبية متميزة في مواجهة الموجة الثانية لكورونا المستجد
- زايد: منظومة مميكنة لتتبع موقف المخزون اليومي لكميات الأوكسجين والغاز المسال
- نيويورك تسجل أول إصابة بسلالة فيروس كورونا المتحورة
- خلال الاجتماع الأول للحكومة بالعام الجديد: رئيس الوزراء: الأطقم الطبية تقوم بـ ”ملحمة حقيقية”
- ”التضامن” تقرر استمرار العمل بالحضانات وتقليل الكثافة لـ٥٠ ٪ والغلق حال زيادة إصابات كورونا
- الصحة: تسجيل 1277 إصابة جديدة بكورونا
- الحكومة الألمانية: زيادة إصابات كورونا جعل وضع المستشفيات ”صعب للغاية”
- لبنان يعلن الإغلاق العام للحد من تفشي فيروس كورونا
- رئيس الوزراء البريطاني يؤكد ضرورة فرض إجراءات صارمة لمواجهة فيروس ”كورونا”
إن الفرد هو الحلقة الرئيسية في مواجهة فيروس كورونا، قد يكون سببا في نقل العدوى ورفع أعداد الإصابات وإثقال كاهل المنظومة الصحية والدولة، وقد يكون سببا في تحجيم هذا الفيروس وكبح جماحه والعبور بسلام من هذه المحنة.
لقد شهدت الدولة المصرية خلال الفترة الماضية مشاركة مجتمعية لافتة، بعدما تنامى شعور لدى قطاع كبير من المواطنين بمدى خطورة أزمة كورونا وعمق تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية على الفئات الضعيفة والأكثر فقرا، فيحق أن نفتخر بوعي وثقافة المجتمع المصري الذي تعود على التكاتف والثبات في أوقات الشدائد على مر التاريخ، في ظل وعي وإحساس بالمسؤولية يمكن التعويل عليهما في مواجهة التحديات الراهنة التي تعتمد إلى حد كبير على أن سلوك الفرد رافداً مهماً للوقاية من انتشار هذا الوباء.
وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثقته في تكاتف الشعب لتجاوز محنة فيروس كورونا المستجد، محذرا من "أعداء الوطن" و"المتربصين".
وقال السيسي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "نقف معا في لحظة مهمة من عمر الوطن في مواجهة وباء كورونا الذي يتطلب من الجميع استمرار التكاتف والتضامن لعبور هذه المحنة بسلام، والمحافظة على ما حققناه من نجاح في مختلف المجالات".
أخيراً نحن جميعا نرى ونلمس الجهود الكبيرة التي تبذل اليوم وبالجاهزية العالية للدولة المصرية في مواجهة هذا الوباء مع الاستمرار في تنفيذ خطط التنمية والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في أصعب الظروف، ولكن ذلك يحتاج منَّا جميعاً الدعم والمساندة والوعي اللازم لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة بسلام، فالضمير المجتمعي مطالب بأن يكون داعما للجهود المبذولة من قبل الدولة في مواجهة هذا الفيروس واتباع الإجراءات الاحترازية الصحية.
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد العالم