هل يتم ضرب إيران ؟

جمال رشدي: يكتب

تتصارع الأحداث وتتناثر التصريحات، ومن هنا وهناك يترقب الجميع ما ستسفر عنه المبارزات الكلامية ما بين إيران وأمريكا ومعها الاتحاد الأوربي وبعض دول المنطقة، وما بين فريق وأخر تطرح التحليلات والتخمينات، فمنهم من يقول لن يكون هناك جديد ولن تنشب حرب لان ذلك المشهد الضبابي من تلك التصريحات المتبادلة ليس بجديد بل مستمر منذ سنوات طويلة، فتتبدل الإدارات الأمريكية ويذهب رئيس ويأتي اخر والمشهد ثابت لا يتغير وكل ما يحدث ما إلا تمثيلية إيرانية أمريكية غربية لاستحلاب خزائن العرب.

وعلي النقيض تمام هناك فريق اخر يخرج من عباءة المشهد التقليدي، ويقول أن الأحداث الحالية تختلف كليًا عن الأحداث المتكررة داخل المشهد الإيراني الغربي من سنوات طويلة، والتغير يتمحور في عدة أحداث متلاحقة وقوية، منها العلاقات الإسرائيلية العربية التي دخلت حيز أول خطوات التطبيع الكامل، ومن داخل هذا التطبيع اعتبارات وشروط لكامل الإطراف منها يلزم القضاء علي النفوذ الإيراني الذي اصبح واقع متمرد ومناقض لأي عوامل استقرار وتنمية في المنطقة.

وما بين الفريقين هناك فريق اخر ربما يكون قليل العدد ومستبعد من أطروحاته، يقول أن ضرب إيران هو سيناريو من إدارة ترامب يساندها فيه أطراف عدة لتكون القشة التي تقسم ظهر البعير، وتطيح بكل نتائج الانتخابات الأمريكية التي جاءت ببايدن وتسمح ببقاء ترامب في الرئاسة طبقا للدستور الأمريكي.

فهل يمتلك ترامب صلاحية إعلان حرب على إيران دون موافقة الكونغرس؟

من الناحية القانونية ووفقا لقانون "قرار قوى الحرب" الذي أصدر عام 1973 من طرف الكونغرس، فإنه يجب على الرئيس الأميركي طلب إذن الكونغرس قبل إعلان الحرب.

لكن، يستثني القانون حالات معينة يمكن للرئيس فيها التصرف وحيدًا في حال حدوثها، إذ يقول نص القانون إنه يمكن استخدام القوة في حالة "إعلان الحرب أو عند وجود إذن قانوني محدد أو في حالة إعلان طوارئ على المستوى القومي حيث تتعرض الولايات المتحدة أو أراضيها أو قواتها المسلحة لهجوم"

أن شرطي الاعتداء على ممتلكات الولايات المتحدة وقواتها المسلحة، حاضران في حال استهداف قاعدة عسكرية تحوي قوات عسكرية أميركية أو منشات وممتلكات اقتصادية أو بعثات دبلوماسية أو مصالح أمريكية من أي نوع.

وقد استخدم عدد من الرؤساء الأميركيين هذا القرار من باب "صد الهجمات المفاجئة"، مثل محاولة الرئيس جيمي كارتر تحرير رهائن السفارة الأميركية في طهران عام 1980، والهجوم الصاروخي الذي أمره به الرئيس بيل كلينتون في عام 1998، انتقاما من هجمات القاعدة في أفريقيا.

ولذلك لن يصبح الكونجرس عائق أمام اتخاذ الرئيس قرار الحرب خارجيًا، وبعد أن تناولنا أراء الفرقاء في تحليل الأحداث المتصارعة الجارية في المنطقة نستطيع القول أن الجميع يترقب الأحداث ولا نستبعد أي سيناريو ممكن حدوثه.

فلهيب السنة نار التصريحات في الساعات والأيام الأخيرة تنذر بوقوع مواجهات ربما تمتد إلي حرب إقليمية كبري، فبعد أن خرجت طهران وأعلنت علي لسان المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي في الرابع من يناير الجاري، بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة حيث صارعت واشنطن بوصف تلك الخطوة " الابتزاز النووي " واعتبرها الاتحاد الأوروبي مخالفة كبيرة للاتفاق المبرم عام 2015 وسيكون لها تبعات خطيرة.

وقالت الوكالة الدولية في بيان أرسل إلي الأعضاء أن إيران رفعت مستوي التخصيب إلي 20 قي المئة، وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو بالقول أن بلاده لا تسمح إطلاقًا لإيران بإنتاج أسلحة نووية، وبدوره حذر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قمة التعاون الخليجي الأخيرة، من دور إيران في المنطقة وطالب المجتمع الدولي بضرورة وقف نشاطها المتعلق بالبرنامج النووي، حيث أضاف تواجهنا تحديات لمواجهة سلوك إيران التخريبي مشيرا إلي أن البرنامج النووي الإيراني يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.

وفي الأخير ننتظر ما ستسفر عنه تلك الأيام الحبلى بالأحداث خلال الأيام القادمة وتحديدًا من الان والي 20 يناير الجاري.