لماذا تنخفض درجات الحرارة كلما ارتفعنا لأعلى رغم اننا نقترب من الشمس ؟
كنّا في الطائرة على ارتفاع ٣٠ الف قدم ودرجة الحرارة في الخارج تشير الى ٥٤ تحت الصفر رغم ان اشعة الشمس ساطعة وتدخل الينا من نافذة الطائرة. من المفترض اننا أقرب الى الشمس من الأرض وتكون درجات الحرارة اعلى من الأرض فما سبب ذلك ؟.
سألت زوجتي بجواري هل لديها تفسير فقالت بعبارة مقتضبة ربما لانخفاض الضغط ورغم انها اجابة صحيحة ولكن تحتاج الى تفسير
هي فعلا ظاهرة محيرة ولكن اذا عرف السبب بطل العجب فالحرارة التى تأتي الينا في شكل ضوء من الشمس لا يمكن الشعور بها الا من خلال مادة تصطدم بها ويتحول حينها فقط الضوء الى حرارة.
بمعني ان ضوء الشمس الذي تراه طاقة ضوئية لا يتحول الى حرارة محسوسة الا بعد ان يمتص بجزيئات مادة فيتحول الى طاقة حرارية تحرك جزيئات هذه المادة فتشع الحرارة بقدر امتصاصها للضوء الساقط عليها ومدة تعرضها له. تختلف المواد كثيرا في قدرتها على امتصاص الضوء وتحويله الى طاقة.
على سبيل المثال لو تركت بطانية صوف تتعرض للشمس ستحتفظ بالحرارة بدرجة مختلفة عن لحاف من القطن او ملائة من الكتان.
نعود لموضوع لماذا يكون الجو بارد جدا في المناطق المرتفعة وهو لأنه بالارتفاع تقل كثافة الهواء اي يقل عدد جزيئات الهواء التى هي المادة التى تصتدم بها اشعة الضوء لتتحول الى حرارة، كلما قلت اعداد الجزيئات كلما قل الضغط وكلما اصبحت الحرارة أقل ولذلك تنخفض درجة الحرارة في غلاف الكرة الأرضية بالصعود لأعلى.
ولكن ما هو الحال خارج غلاف الكرة الأرضية حيث لا توجد مادة بل فراغ لا نهائي بين الكواكب والنجوم ؟
خارج الغلاف الجوي الذي يحمينا في الأرض من اشعة الشمس وتقلباتها إما ان نحترق تماما اذا تعرضنا لأشعة الشمس حيث تصبح اجسامنا هي المادة التى يتحول فيها ضوء الشمس الى طاقة حرارية فتشتعل ابداننا في لحظة، ام نتجمد في ثواني في غياب اشعة الشمس لأن درجة الحرارة تكون اقل من ٢٠٠ درجة تحت الصفر في المناطق المظلمة. لذلك صنعت حلل الفضاء التى تعذل الملاحين من هذه التأثيرات الحادة والمميتة.
الخلاصة هي انه لا حرارة بدون مادة وضوء الشمس طاقة تنتقل بالإشعاع وتترجم الى حرارة في وجود مواد فقط وان الارتفاع لأعلى يصاحبة انخفاض في الضغط وانحسار لعدد جزيئات الهواء في الوسط ولذلك تقل درجة الحرارة حتى تنعدم في الفضاء الخارجي.
