ع الماشي : الإعلام العمالي ضرورة حتمه لتعزيز الوعي
بقلم : طارق فتحي السعدني
لم أكن أود يوما أو حتى أفكر مجرد لحظة أن أكتب مقالات في السياسة أو عنها أبدا لكنني كنت دائم التعليق على الأحداث التي تمر بنا عبر صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" كنت أشجب وأدين وأستنكر المحاولات الإرهابية والعدائية التي تحاك بالوطن وأبناءه كنت أعلق بسبب المشاكل المتراكمة منذ عقود ماضتت انتجت عدم قدرة بالتعامل الجيد في معالجة القضايا الشاكة التي تمس المواطن
فلا أحد على هذه الأرض سعيد هؤلاء المتشعبطون في الأوتوبيسات ليسوا سعداء ولا حتى الذين يفتحون أبواب المترو عنوة لـ "ينحشروا" وهم سعداء على الرغم من ابتسامتهم البلهاء التي تعلو وجهاهم أو الموظف والموظفة الجالسان على مكتبهما يتبادلان حديثا مكررًا معادًا مع بعضهما ليسوا سعداء
الموضوع حزين لأنني أكتب وأتراجع وأكتب مجددا وأتراجع ثانية أخشى أن أكتب بناء على معلومات خاطئة فأصيب قومًا بجهالة فلا يخفي علي أحد أن الإعلام له دورا مؤثرا وفعالا على جميع الأصعدة والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في حياة المجتمعات خاصة دوره التعبوي والمتطور في تعزيز الوعي الجماهيري والمحرك لاتجاهات الناس نحو مختلف القضايا ذات البعد التغييري المرتبط بشرائح وفئات المجتمع بتنوعهم
و بما أن العمال يمثلون شريحة كبيرة في المجتمع تربطهم مصالح وقضايا وهموم مشتركة لابد من وجود إعلام عمالي قوي ومؤثر يستطيع التعبير عن مواقفهم وتوجهاتهم , لذلك نتطلع من أجهزة الدولة بوضع اليات واسترتيجات تبرز من خلالها دور الحركة العمالية لأنه كشريك في العملية التنموية الاقتصادية والاجتماعية ومن هنا تأتي أهمية الإعلام العمالي حيث يجمع بين الاختصاص في عرض القضايا العمالية والنقابية ومشكلاتها، ومواقفها الوطنية والتزاماتها ومساهماتها الاجتماعية الاقتصادية والسياسية والثقافية، كجزء أصيل من المجتمع باعتبارها تمثل السواد الأعظم والأكثر تأثيرا
خاصة أن التنظيمات العمالية اهتمت منذ تكويناها ونشأتها بالأعلام كأحد وسائلها النضالية لإيصال رسالتها في مختلف الاتجاهات وخاصة للإعلان للقواعد العمالية عن الأنشطة والبرامج التي تقوم بها والقضايا التي تتبناها والمطالب التي تناضل لتحقيقها بما ينسجم ويستجيب لتطلعات وطموحات وآمال العمال
من هنا تكون الحاجة والضرورة لأهمية وجود الإعلام النقابي الذي يقوم بدوره يتبنى قضايا الحركة النقابية والعمالية ومصالحها والدفاع عنها مواقفها التي تحمي الحقوق الاجتماعية للعمال لما تتعرض له من هجوم مستمر ودائم على حساب حقوق العمال لذلك وجود أعلام عمالي ضرورة ملحة حتمه ليحمي حقوق العمال خاصة في ظل الظروف والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلي أضعاف دور العمل النقابي
خاصة في أطار تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدفاع عن مصالح العمال وتحسين ظروفهم المعيشية إيماناً من فخامة الرئيس خاصة وأنهم يمثلون شريحة كبيرة في المجتمع, وأنني اتذكر دائما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتطلع لتعزيز العلاقة بين الطبقة العمالية وأجهزة الدولة وترسيخ قيم أخلاقية ومهنينة للأرتقاء بالانتاج نوعاً وكماً
