المصريين بالخارج في مأمن
قبل أعوام ليست بكثيرة كنت أتابع مشاكل وأزمات المصريين في الخارج وكنت اقرأ عن حوادث لا حصر لها ويصعب وصفها بالشنيعة والمريرة وأحيانا تصل للتعذيب والقتل، وأيضا بعض القضايا الكيدية فمشاكل الخليج كانت ممثلة في الكفيل على سبيل المثال، ومشاكل العمل وإعفاءات السيارات للتأمينات والمساعدة القانونية وغيرها، كان المواطن المصري لا يشعر بالانتماء لمصر وإنه طالما خرج منها لا يجد من يعتني به، فالسفارات كانت تحاول أن تقوم بأعمالها ولكن الأعباء كانت كثيرة عليها، مضت سنوات من ضياع حقوق المصريين لفترة، ولكن أختلف الأمر الأن أصبحت هناك وزارة تهتم بشئون المصريين في الخارج، ومنذ أن تولت الوزارة "السفيرة نبيلة مكرم "، أصبحنا نجد من يتحرك على الفور جراء أي قضية تخص المواطن المصري في الخارج.
فالوزيرة لا تدخر جهدا في التواصل مع أي مواطن يواجه مشكلة في الخارج، فالمصريون في الخارج أصبح "لهم ضهر" فمنذ أن تولت السفيرة نبيلة زمام الوزارة، حتى الشكاوى والاغاثات التي كانت ترسل لنا كشخصيات عامة حتى نصل بصوتهم لذوي الشأن، أجد أن الوزيرة قد تحركت بالفعل لمتابعة المشكلة عن كثب.
وبالفعل قامت الوزيرة بوقفة أمام العالم كي يعرفوا قيمة المواطن المصري ومثلما تحترم مصر أبناء الدول الأخرى يجب عليهم أن يحترموا أبناء الوطن، ليشعروا أنهم تحت مظلة الحماية المصرية واهتمام الحكومة، وحتى لا يشعروا بالغربة، وحتى لا يتم التفريط في الثوابت التي ترتبط بأبناء مصر في الخارج وهذا ما قامت به الوزيرة نبيلة مكرم.
الآن المصريين هم من يفرضوا على الدولة التي يعملون بها الاحتياج لهم دون أن يكونوا مفروضين عليها، وفي المقابل يحترم المصريين بالخارج قوانين الدول التي يعملون بها، في الوقت الذي تحترم هذه الدولة المصريين وتحافظ على حقوقهم.
ومن أهم الأزمات التي كان يتعرض لها الشباب المصري والتي احجمت عملها الأن هي تسفير الشباب بشكل غير قانوني فكانوا يقعون فريسة الهجرة غير الشرعية.
كما وجدنا خلال الأزمة الأخيرة للمصريين العالقين في طريقهم للكويت عقب إعلان دولة الكويت غلق الحدود أمام غير مواطنيها جراء الإجراءات الاحترازية من انتشار فيروس كورونا المستجد غرفة عمليات وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج قامت على الفور بإعداد قائمة بيانات بالمواطنين العالقين ووضع كل الخيارات الممكنة وعودتهم للوطن سالمين والتأكيد على عدم غرامتهم ووضعهم في اعتبارات إتاحة فرص عمل لهم داخل الدولة عن طريق مبادرة "نورت بلدك" والتعاون مع الجهات المعينة بذلك.
وتتابع وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج عن كثب مشكلة أي مواطن في الخارج من خلال موقعها الإلكتروني وصفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي وأرقام مكتب الشكاوى الخاص بالوزارة، وهذا حقهم الذي تؤمن به الدولة المصرية أمام مواطنيها، لأن المصري بالخارج درع للأمن القومي، وحائط صد ضد المتربصين، وهذه هي الدول الجديدة التي تقودها مؤسسات مسئولة عن أمن وسلامة مواطنيها ووضعهم على أولويات القضايا.
