الفرق بين الاجداث والقبول
المصريين بالخارج
متابعة/ د. فوزي الحبال
ذكر الله تعالى أماكن دفن أجساد البشر في الحياة الدنيا بإسم القبور، ولكن عندما وصف كيفية البعث وهوالخروج ، يوم القيامة ذكر أماكن الخروج بإسم الأجداث، ولم يقل القبور كما هو مبين في الآيات
[ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ح] (7) .
( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ ) (43) .
{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } (51) .
نلاحظ بشكل واضح من الآيات أن الخروج يوم القيامة يكون من الأجداث وليس من القبور ، ما هو الفرق ؟
قال تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار .
لكي نعرف الفرق ، دعونا نفكر قليلاً .
اين القبر الذي سيخرج منه ذلك الذي مات غريقاً في بحر او نهر وأكلت جسده الأسماك ؟
أين القبر الذي سيخرج منه ذلك الذي مات في البرية وأكلت جسده الوحوش وطيور السماء ونثرت تراب عظامه رياح الصحراء ؟
أين القبر الذي سيخرج منه ذلك الذي مات في مجتمع يحرق أجساد موتاه وينثر رمادها في الهواء او في الأنهار ؟
من خلال هذه التساؤلات نكتشف أن الأجداث لا تعني القبور .
إذاً ما هي الأجداث ؟
لكي نعرف المعنى الحقيقي للأجداث دعونا نتفكر في الآيات التالية ( وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ) (4)
يقول الله تعالى في هذه الآية ان القبور التي نراها حالياً موجودة سوف تُبعثر ، بمعنى انها ستتحطم ويتغير اماكن وجودها من جراء تحرك صفائح الارض وارتجافها وزلزلتها وغيرها من التغيرات الجغرافية التي تحدث للأرض عند نهاية اجل كل امة او في يوم القيامة .
اذاً واضح أيضاً من هذه الآية ان قبور الدنيا سوف تتلاشى وتبقى الأجداث مبعثرة ومختلطة بتراب الارض أينما وُجدت .
والآن لنبحث في القرآن عن كيفية الخروج من تلك الأجداث .
يقول الله تعالى { وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ } (9)
( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ) (10)
[ رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ ] (11)
سبحان الله العظيم.
لاحظ جملة كذلك الخروج في هذه الآية .
واضح من الآية ان كيفية الخروج من الأجداث هي كما تنبت الجنات وحبوب الحصيد وغيرها من النباتات عندما ينزل عليها الماء من السماء .
ونحن نعلم ان الارض مليئة بذرات صغيرة جداً من البذور التي تنبت منها الأشجار عندما يهطل المطر عليها .
اذاً فالأجداث هي ذرات متناهية الصغر من خلايا الجسد ينبت منها كل انسان مات في الحياة الدنيا وحيثما كانت تلك الذرة ينبتها الله وينسل منها جسد المبعوث .
قال الله تعالى( وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ) (17)
( ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ) (18).