في استراحة الجمعة محسن طاحون يكتب عن ”عيد الأم”

قال تعالى : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)
الذاريات (55)إنني أحُبكم في الله و أذكركم دائماً بالخيرات لتنالوا رضى الله و محبته ..

بعد غداً يحل علينا يوماً جميلاً ننتظره كل عام لنحتفي بامهاتنا الغاليين وندعو بالرحمة والمغفرة لأمهاتنا الذين رحلوا عنا إلى جوار ربهم.. أسكنهم الله فسيح جناته ..

و قد عبر الشاعر الجميل حسين السيد
أفضل تعبير عن مسيرة الأم بكلمات عاشت
و ستعيش قروناً في وجداننا .. فكلماته فريدة لم يأتي مثلها من قبل و لا من بعد .. إذ قال :
ست الحبايب ياحبيبه... يا اغلى من روحي ودمي.. ياحنينة وكلك طيبة يارب يخليكي يا أمي... زمان سهرتي وتعبتي وشلتي من عمري ليالي... ولسه برضه دلوقتي بتحملي الهم بدالي.... انام وتسهري وتباتي تفكري
وتصحي من الآدان وتيجي تشقري
تعيشي لي ياحبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكي
أنا روحي من روحك أنت وعايشه من سر دعاكي
بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة
وتحسي بشكوتي من قبل ماأحس أنا
يارب يخليكي ياأمي يارب يخليكي ياأمي.

لو عشت طول عمري أوفي جمايلك الغاليه على.... أجيب منين عمر يكفي وألاقي فين أغلى هدية.... نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي... لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي.

تمعنوا في هذه الكلمات و تذكروا ما مر بكم في حياتكم يتفق و معانيها لتعلموا عظمة الأم .. و أهميتها في حياة كل أسرة ..

هي دي الأم محل الاحتفاء ..
الأم الفياضة بالحنان و الطيبة .. والتي تؤصل هذا بين افراد الاسرة الواحدة و تربطهم برباط من الحنية و المودة و الرحمة و المحبة والاحترام ليعيشوا مترابطين سعداء .. حتى وإن رحلت يوما ما عنهم ..

هي الأم التي تعبت و سهرت و شالت و طببت و ربت و دعمت و علمت و قلقت و فرحت بثمرة جهودها ..

أطعمتك و أخذت بيدك لتخطوا خطواتكم الاولى و علمتك الكلام و ترعرت و كبرت بين يدها و على صحتها و تضحياتها فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..

و مخطئ من يعتقد ان المرأة تزدهر فى سن معين؛ لكنها تزدهر مع رجل معين فالمرأة انعكاس لرجلها ♡ فكن لها الاب و الاخ و الصديق حلو اللسان و سترى العجب طلبات بسيطة و لكنها مفتاح السعادة ..

تحية تقدير و اعتزاز إلى كل أم كانت نبراساً لأولادها و مصدر سعادة و راحة لاسرتها ..
و ساهمت في إخراج نماذج إنسانية جميلة يدعو لها كل ما يراهم أو يتعامل معهم ..

و نصحية لكل من أنعم الله عليه بوجود أمه
في الدنيا .. أن يبرها و يحسّن إليها و يوقرها
و يسعى لطاعتها في غير المعصية و التماس رضاها في كل أمر فالجنة تحت قدميها و هي كنز لا يعوض .. إكسبوا دعواتها فلن تجد إنسان في الكون كله يدعو لك مثلها ..
فهي من تكرمكم السماء من أجلها ..

وعلموا أولادكم كيف يحتفون بأمهم و يهادونهن و لو بوردة جميلة و كلمة طيبة
فالأم رغم تضحياتها الجسام تقنع وتفرح بكلمة طيبة تشعرها بأثر عملها و تعبها .

والأم هي الانسان الوحيد الذي يعمل طول حياته دون أجر أو أجازة و ليس لها ساعات عمل محددة ..

ونذكركم ونفسي بقوله تعالى :( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) لقمان - ١٤

( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا , حملته أمه كرها ووضعته كرها , وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ) الاحقاف - ١٥

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله : من أحق الناس بصحابتي ؟
قال :« أمك ».
قال : ثم من ؟ قال : « أمك » .
قال : ثم من ؟ قال : « أمك » .
قال : ثم من ؟ قال : « أبوك ».

كل عام و كل أم بخـــير و سلام و صحة طيبة و هناء و سرور و التوفيق و رخــــاء .. و ربنا يعوضها خيراً و يبارك لها في أولادها و زوجها و يهديهم لها و يقر عينها بهم جميعاً ..