الأب هو احلي هدية وأغلي ما في الكون..... بقلم : د فوزي الحبال
محمد فوزى-الامارات المصريين بالخارجﻓﻲ ﺻﻐﺮﻙ، ﺗﻠﺒﺲ ﺣﺬﺍﺀﻩ ﻓﺘﺘﻌﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﺒﺮ ﺣﺬﺍﺋﻪ ﻭﺻﻐﺮ ﻗﺪﻣﻚ ، ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺍﺗﻪ ﻓﺘﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ، ﺗﻠﺒﺲ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﻓﺘﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﺍﻟﻬﻴﺒﺔ، ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻚ ﺷﻴﺊ ﺗﺎﻓﻪ ﻓﺘﻄﻠﺒﻪ ﻣﻨﻪ، ﻓﻴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻚ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﺳﺮﻭﺭ، ﻭﻳﺤﻀﺮﻩ ﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﻣِﻨَﺔ، ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﻴﻀﻤﻚ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺿﺎﺣﻜﺎ ﻭﺍﻧﺖ ﻻﺗﺪﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﻗﻀﻰ ﻳﻮﻣﻪ، ﻭﻛﻢ ﻋﺎﻧﻰ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ .
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻛﺒﺮﻙ ، ﺍﻧﺖ ﻻ ﺗﻠﺒﺲ ﺣﺬﺍﺀ ﺍﺑﻴﻚ، ﻓﺬﻭﻗﻪ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﻫﻮ ﻻﻳﻌﺠﺒﻚ ، ﺗﺤﺘﻘﺮ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻭﺃﻏﺮﺍﺿﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻﺗﺮﻭﻕ ﻟﻚ، ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻼﻣﻪ ﻻ ﻳﻼﺋﻤﻚ ﻭﺳﺆﺍﻟﻪ ﻋﻨﻚ ﻫﻮ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻧﻚ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻﻳﺮﻭﻕ ﻟﻚ ،ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﺗﺼﻴﺒﻚ ﺑﺎﻟﺤﺮﺝ، ﻭﻛﻼﻣﻪ ﻳﺸﻌﺮﻙﺑﺎﻷﺷﻤﺌﺰﺍﺯ ،ﺇﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻭﻗﻠِﻖ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﺎﺗﺒﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻚ ﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ
ﻳﻀﺎﻳﻘﻚ ﻭﺗﺘﻤﻨﻰﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺮﻳﺔ ،
ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪﺍﻷﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ .
ﺗﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﻀﺎﻳﻘﻪ ﺑﺮﺩﻭﺩﻙ ﻭﻛﻼﻣﻚ ﻓﻴﺴﻜﺖ ﻟﻴﺲ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻨﻚ ، ﺑﻞ ﺣﺒﺎ ﻓﻴﻚ ﻭﺗﺴﺎﻣﺤﺎ ﻣﻌﻚ، ﺇﻥ ﻣﺸﻰ ﺑﻘﺮﺑﻚ ﻣﺤﺪﻭﺩﺏ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻻ ﺗﻤﺴﻚ ﻳﺪﻩ ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻧﺖ ﺃﻃﻮﻝﻣﻨﻪ، ﺃﻧﺖ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻠﻌﺜﻢ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻭﺗﺨﻄﺊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑﻓﻴﻀﺤﻚ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎﻭﻳﺘﻘﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺮﺣﺎﺑﺔ ﺻﺪﺭ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺘﻀﺎﻳﻖ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺗﺴﺎﺅﻻﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﺼﻤﻢ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﻤﻰ ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻨﻪ .
ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﺑﻮﻙ ،ﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﺑﺪﺍ ﻻ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻙ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻛﺒﺮﻙ
ﻭﺍﻧﺖ، ﺗﺘﻤﻨﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻓﻠﻘﺪ ﺿﺎﻳﻘﻚ ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ
ﻭﻗﺪ ﻳﻀﺎﻳﻖ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ ﺍﻳﻀا .
ﺗﺤﻤﻠﻚ ﺍﺑﻮﻙ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ، ﻓﻲ ﺟﻬﻠﻚ، ﻓﻲ ﺳﻔﻬﻚ ﻓﻲ ﻛﺒﺮﻙ ، ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻚ، ﻓﻲ ﻋﻮﺯﻙ ، ﻓﻲ ﻓﺎﻗﺘﻚ، ﻓﻲ ﺷﺪﺗﻚ ،
ﻓﻲ ﺭﺧﺎﺋﻚ،ﺗﺤﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺊ .
البر ليس مجرد قبلة تطبعها على رأس أمك ، أو أبيك ، أو على أيديهما ، أو حتى على قدميهما ، فتظن أنك بلغت غاية رضاهما ،ولا أن تجعل لها كلمات في صورة واتس أو فيسبوك ولا أن تسمع انشودة عن البر فتدمع عينك ليس هذا هو البر الذي نقصد…
البر هو
أن تستشف مافي قلب والديك ، ثم تنفذه دون أن تنتظر منهما أمرا، أن تعلم مايسعدهما ، فتسارع إلى فعله ، وتدرك مايؤلمهما ، فتجتهد أن لا يرونه منك أبداً ،أن تحرص على راحة والديك ، ولو كان على حساب سعادتك ، فإذا كان سهرك في الخارج يؤرقهما ، فنومك مبكراً من البر بهما ، حتى لو فرطت في سهرة شبابية ، قد تشرح صدرك
البر هوأن تفيض على والديك من مالك ، ولو كانو يملكون الملايين دون أن تفكر كم عندهم ، وكم صرفو وهل هم بحاجة أم لا ، فكل ما أنت فيه ، ما جاء الا بسهرهما ، وتعبهما ، وقلقهما ، وجهد الليالي التي أمضوها في رعايتك .
البر هوأن تبحث عن راحتهما ، فلا تسمح لهما ببذل جهد لأجلك ، فيكفي ما بذلوه منذ ولادتك ، الى ان بلغت هذا المبلغ من العمر، كثيرة هي طرق البر المؤدية الى الجنة ، فلا تحصروها بقبلة ، قد يعقبها الكثير من التقصير .
بر الوالدين ليس مناوبات وظيفية ، بينك وبين إخوانك ، بل مزاحمات على أبواب الجنة ان كانوا أحياء أو من الأموات
ﻓﻬﻞ ﻓﻜﺮﺕ ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻥ ﺗﺘﺤﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ﻭﻣﺮﺿﻪ؟
ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻴﻪ، ﻓﻐﻴﺮﻙ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻔﻆ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍٓﺑﺎﺀﻧﺎ، ﻭﺍﺭﺣﻢ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺳﺎﻣﺤﻨﺎ ﺍﻥ ﻗﺼﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻣضي ،ﻭﻭﻓﻘﻨﺎ ﻟﺒﺮﻫﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ عن البر .