×
7 ربيع أول 1446
10 سبتمبر 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

الدكرورى يكتب عن.. يوم بدر دروس وعبر 

المصريين بالخارج

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

لقد أنعم الله تعالى علينا بهذه النعمة العظيمة، والمنة الجليلة الكريمة، فبلغنا شهر رمضان، وما كنا لنبلغه إلا بفضل الحليم الرحمن، فقد بلغنا شهر رمضان ونحن فى عافية فى الأبدان، وأمن فى الأوطان، ورغد عيش بين الأهل والولدان، فالحمد لله كالذى نقول، والحمد لله خيرا مما نقول، وها هى أيام الشهر قد تتابعت، ولياليه الغر قد تلاحقت، فهذه أيام رمضان قد أوشكت على الرحيل، فقد انتصف الشهر، وها نحن فى هذا الشهر وبعد أيام قليله سنستقبل العشر الأواخر، فهى ختام شهر رمضان ووداعه، وقد وقفنا على الليالى العشر ونحن فقراء إلى رحمة الله، وقفنا على أبواب العشر الأواخر نشكو تقصيرنا إلى الله، وقفنا على أبواب العشر الأواخر وكلنا أمل وطمع فى رحمة الله أن لا يخيب رجاءنا، وأن يستجيب دعاءنا، وقفنا على أبواب عشر ما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شد مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله، بينها ليلة خير من ألف شهر، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وعشر إذا دخلت على الأخيار والصالحين.

فروا إلى بيوت الله معتكفين ركعا سجدا، يبتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم فى وجوههم من أثر السجود، قد فارقوا النوم والكرى والهجود، يرجون رحمة الله الحليم الودود، ويسألونه مقاما مع الركع السجود، في نعيم الجنات جنات الخلود، مع المقربين الشهود، قد سمت أرواحهم إلى الخيرات، وتنافست أجسادهم فى فعل الباقيات الصالحات، عشر وما أدراك ما هذه العشر؟ أقسم الله بها في كتابه المبين، وعظم شأنها بهدى رسول الله الأمين وقال الله عز وجل كما جاء فى سورة آل عمران " ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون" ففى شهر رمضان المبارك من السنة الثانية من الهجرة وقعت أولى الغزوات النبوية الكبرى, غزوة بدر الكبرى وكان سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم بقافلة تجارية كبيرة لقريش عائدة من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب, فأمر أصحابه بالخروج للاستيلاء عليها وقال صلى الله عليه وسلم لهم" لعل الله يمكنكموها" فقد كانت قريش إذ ذاك حربا.

على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحربا على المسلمين وخرج النبى صلى الله عليه وسلم فى ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا من أصحابه, خرجوا لا يريدون الحرب ولا يظنون أن سيكون قتال ولكن أبا سفيان أفلت ونجى بالقافلة أما قريش فلما أتاها الصارخ خرجت بأشرافها عن بكرة أبيهم في نحو ألف رجل معهم مائة فرس وسبعمائة بعير, خرجوا كبرا ورءاء الناس ويصدون عن سبيل الله معهم القيان يغنين بهجاء المسلمين, فلما علم أبو سفيان بخروج قريش أرسل إليهم يخبرهم بنجاته وإفلات القافلة ويشير عليهم بالرجوع وعدم الحرب, فأبوا وقال أبو جهل والله لا نرجع حتى نبلغ بدرا فنقيم فيه ثلاثا ننحر الجزور ونطعم الطعام ونسقي الخمر فتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما علم صلى الله عليه وسلم بأمر قريش جمع من كان معه من أصحابه استشارهم, فقام المقداد بن عمرو رضي الله عنه وهو من المهاجرين فقال يا رسول الله امض إلى ما أمرك الله فو الله لن نقول لك.

كما قالت بنو إسرائيل لموسى " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون " ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك، فأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال" أشيروا على أيها الناس " فقام سعد بن معاذ من الأنصار وهو سيد الأوس فقال لكأنك تريدنا يا رسول الله، فقال أجل، فقال سعد كأنك يا رسول الله خشيت أن تكون الأنصار ترى أنه ليس من حقها أن تنصرك إلا فى ديارهم وأنا أقول عن الأنصار وأجيب عنهم فاظعن متى شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا منها ما شئت والذى تأخذه منا كان أحب إلينا مما تتركه وما أمرت فيه بأمر فأمرنا فيه تبع لأمرك فسر بنا فو الله لو سرت بنا إلى برك الغماد لنسيرن معك ولو استعرضت هذا البحر فخضته لنخوضنه معك, والله لا نكره أن تلقى بنا عدونا غدا فإننا صبر فى الحرب صدق عند اللقاء ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر النبى صلى الله عليه وسلم مما سمع من كلام المهاجرين والأنصار.

وقال لأصحابه "سيروا وأبشروا فو الله لكأنى أنظر إلى مصارع القوم" وسار النبى صلى الله عليه وسلم بأصحابه حتى نزل بأدنى ماء من مياه بدر إلى المدينة، فقال الحباب بن المنذر رضي الله عنه يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أهو منزل أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدم عنه أو نتأخر أم هو الرأى والحرب والمكيدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بل هو الحرب والرأى والمكيدة" فقال الحباب فليس هذا بمنزل فانهض بنا حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من الآبار, فاستحسن النبى صلى الله عليه وسلم رأى الحباب ومضى بأصحابه حتى نزل بالعدوة الدنيا مما يلى المدينة وجيش قريش بالعدوة القصوى مما يلى مكة, وأنزل الله مطرا كان شديدا ووحلا زلقا على المشركين وكان طلا خفيفا على المسلمين, طهرهم به ووطأ لهم الأرض وثبت به الأقدام وبنى المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشا على تل مشرف على موضع المعركة، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسوى صفوف أصحابه.

ومشى فى أرض المعركة يشير إلى مصارع القوم إلى المواضع التي سيقتل فيها زعماء المشركين يقول هذا مصرع فلان إن شاء الله فو الله ما جاوز أحد منهم الموضع الذى أشار إليه النبى صلى الله عليه وسلم, قتلوا فى تلك المواضع التى عينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتقى الفريقان وقام النبى صلى الله عليه وسلم بين يدى ربه يدعو ويلح فى الدعاء ويتضرع بين يدي ربه ويستغيث به, يقول اللهم أنجز لي ما وعدتنى, اللهم هذه قريش قد أتت بخيلها وخيلائها تصد عن دينك وتحارب رسولك, ثم يقول عن أصحابه" اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض" واستجابة من الله سبحانه وتعالى لاستغاثة نبيه واستغاثة الصحابة أنزل عليهم نصره, أنزل الملائكة فهزموا عدوهم, هزمت قريش وولوا الدبر, وقتل من المشركين سبعون وأسر سبعون وجمع من القتلى أربعة وعشرون من صناديد المشركين فألقى بهم في قليب من قلبان بدر, منهم أبو جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.

وغيرهم من رؤوس الكفر وصناديد المشركين، وبعد ثلاث ليالى أقامها النبى صلى الله عليه وسلم ببدر, انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند انصرافه وقف علي القليب ونادى أولئك الصناديد بأسمائهم وأسماء آبائهم, يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا، فقال له عمر الفاروق أتنادى أجسادا قد بليت يا رسول الله، فقال "والله ما أنتم بأسمع لكلامي منهم, ذلك أن الله عز وجل أسمعهم نداء نبيه فى تلك اللحظة" وفى هذين الفريقين فريق الإيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفريق الكفر والشرك قريش وصناديدها أنزل الله تبارك وتعالى قوله فى سورة الحج " هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم" وفى ثنايا هذا الشهر المبارك كانت ملحمة من ملاحم الإسلام، ويوم من أيامه الجليلة العظام، يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، يوم أعز الله فيه جنده، ونصر فيه عبده.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 04:48 صـ
7 ربيع أول 1446 هـ 10 سبتمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:09
الشروق 05:37
الظهر 11:52
العصر 15:24
المغرب 18:07
العشاء 19:26