الهجرة الداخلية والحياة الكريمة
م. أشرف الكرم المصريين بالخارجتابَعت بشغفٍ ودراسة، مبادرة حياة كريمة التي يتبناها فخامة الرئيس المصري، والتي تتركز نحو القرى المصرية التي تم تجاهلها لعقود طويلة، وهو الذي أدى بطبيعة الحال إلى حركة هجرة داخلية كبيرة نحو المدن، ومن المدن نحو القاهرة، العاصمة التاريخية لمصر وأيضا إلى الإسكندرية والمدن الكبيرة، ما كانت نتيجته اكتظاظ هذه المدن -وبالأخص القاهرة العاصمة- بكثافة سكانية غير مسبوقة بمصر كنتيجة مباشرة لهذه الهجرة الداخلية.
ولقد عانت تلك المدن بسبب ذلك، لدرجة أن كل الحلول التي تم تنفيذها مثل مترو الأنفاق أو توسيع مساحة القاهرة لتكون القاهرة الكبرى، أو الكباري العلوية والمحاور وغير ذلك، لم تفلح حتى في تسكين المرض المزمن المتمثل في زيادة الكثافة السكانية المستمرة، فضلًا عن علاجه.
اقرأ أيضاً
- عمال مصر: ”حياة كريمة” تحقق العدالة الاجتماعية والسعادة للشعب المصري
- وزير الأوقاف: مبادرة ”حياة كريمة” مشروع إنساني وطني بامتياز
- السفير السعودى بالقاهرة يهنئ الرئيس السيسى على ”حياة كريمة”
- الرئيس يشاهد فيلما تسجيليا لحالات مؤثرة استفادت من حياة كريمة
- مدبولي للشعب المصري: أرجوكم حافظوا على مشروعات حياة كريمة
- أعلام مصر تزين استاد القاهرة بالمؤتمر الأول لحياة كريمة
- الرئيس يرحب بحضور مؤتمر حياة كريمة
- بث مباشر.. انطلاق فعاليات المؤتمر الأول للمشروع القومي حياة كريمة
- الرئيس يصل استاد القاهرة لحضور فعاليات المؤتمر الأول لحياة كريمة
- وزير النقل يتفقد أعمال تطوير وتوسعة الطريق الدائري حول القاهرة الكبرى
- القاهرة الجديدة: تنفيذ حملات مكبرة للقضاء ظاهرة مركبات ”التوك توك” و”التروسيكل”
- الطقس.... حار على الوجه البحرى والعظمى بالقاهرة 37 درجة
وكان من بين الآثار السلبية لإهمال تنمية القرية والمدن الصغيرة أيضا، أن هناك بعض المواطنين الذين يهاجرون إلى العاصمة لا يملكون تكاليف العيش فيها، وبالتالي فقد لجأ هؤلاء إلى إشغال المقابر والعشوائيات طلبًا للحياة الكريمة في جنبات تلك المدن الكبيرة، وهو ما زاد من تفاقم أزمة المدن الكبيرة ومشاكل السكن والخدمات وعدم كفايتها لهذا العدد المهول ممن يهجرون القرى ويقطنون المدينة.
وفي الحقيقة إن أهلنا ممن يسكنون القرى لا يَصبُون إلى العيش بالمدن الكبرى ولا العاصمة، بل هم يريدون البقاء في قراهم ونجوعهم ويتمسكون بها ويسعدون بذلك، وليس عليهم أي ملامَة في نزوحهم للمدن، حيث لا توجد العناية المطلوب توفرها بالقرى عموما ولا الخدمات الواجبة فيها.
وأعتقد جازمًا في أن مبادرة حياة كريمة التي تم البدء فيها فعليًا، سوف تؤتي نتائج هائلة في هذا المحور الذي يمثل عبئًا كبيرا على المدن الكبرى، وستقلل الهجرة الداخلية بمصر، وستجعل كل مواطن مصري في قريته يستشعر اهتمام الدولة بقريته، مما يحدو به إلى عدم ترك القرية، خاصة إذا اشتملت المبادرة على توفير المصانع وأدوات العمل في أماكن تجمّع شباب تلك القرى في مواقع متوسطة بينها.
فتحية إجلالٍ وتقدير لتلك المبادرة، وتحية للقائمين عليها.