نظرة على مستقبل التأمين الصحي بقلم د.عبدالعليم شيشي

 

كتب : د. عبدالعليم شيشي 

"طبيب وخبير تأمين وسفير نوايا حسنة"

في خلال الفترات القليلة الماضية تم إدراج فئةجديدة ضمن قائمة المؤمن عليهم تحت منصة التأمين الصحي ، منها فئات المواطنين السعوديين العاملين في القطاع الخاص وتابعيهم، وزوار المملكة من السياح والمعتمرين وكذلك العمالة المنزلية كما أن الزيادة السكانية بمعدل سنوي يصل إلى 2.4% والتغييرات الإجتماعية التي تشهدها المملكة حالياً ستكون من العوامل المهمة لنمو عدد المشمولين بالتأمين الصحي. 

وبالتالي ستساهم في نمو هذا القطاع وقد بلغ حجم قطاع التأمين الصحي 20 مليار ريال عام 2018 وأصبح يشكل 55% من إجمالي حجم سوق التأمين، وقد ارتفع بنسبة 15% خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2019..وكالعادة "بوبا" و"التعاونية" يستحوذان على نصيب الأسد بنحو 73% من إجمالي الأقساط المكتتبة. 

ومع تزايد حجم قطاع التأمين الصحي فإن عدد المشمولين بالرعاية الصحية تحت مظلة التأمين الصحي وصل بنهاية العام الجاري إلى قرابة 12 مليون فرد بما فيها فئات الزائرين. 

الأمر الذي يؤكد أهمية هذا التأمين في دعم خطط الرعاية الصحية والتوسع في استثمارات القطاع الصحي الخاص بعد أن أصبح حملةبطاقات التأمين يشكلون حوالي 85% من إجمالي المراجعين في المستشفيات الخاص. 

هناك العديد من العوامل المتداخلة التي تمهد الطريق للنجاح المستقبلي في مجال التأمين والتي يعززها قاعدة المستهلكين المتزايدة ، وزيادة الوعي بالتأمين ،والانتعاش الاقتصادي ، وتطورات البنية التحتية. 

ﻋﻼوة ﻋﻟﯽ ذلك المبادرات المطروحة من قبل مجلس الضمان الصحي مثل مشروع المنصة الموحدة للمطالبات، والتي تستهدف تحقيق الشفافية وقياس الأداء وتحديد المسؤوليات وبذلك فإن الدور الذي يؤديه مجلس الضمان هو تحقيق الشفافية والحوكمة. 

كما أنه ﻣن اﻟﻣرﺟﺢ أن ينشأ نموذج لشركات تنافسية قوية من خلال اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎرﻣﺔ، ومن هنا وعلى عكس مايروج البعض بأن العرض أصبح أكثر من الطلب فإن جميع المؤشرات تؤدي إلى أنه مازال هناك زيادة في الطلب على الخدمات الصحية وأن الخدمات الصحية المتاحة حالياً لن تكون كافية لتلبية الطلب المتزايد ولا سيما أن عدد المستشفيات والمراكز الصحية ومعدل الأسرة والأطباء والعاملين بالفئات الطبية المختلفة أقل كثيراً من المستوى المطلوب سواء في الوقت الراهن  وكذلك في المستقبل القريب. 

وعلى هذا الأساس فإن التوسع في إنشاء المستشفيات والمراكز الطبية خطوة حتمية وكذلك زيادة عدد العاملين بالفئات الطبية المختلفة، ولكن هذا لن يمنع وجود منافسة قوية بين مزودي الخدمة وسيكون الفيصل هو تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية تضمن استمرارالمؤمن عليهم في شراء وتجديدوثائق التأمين. 

وسيكون الارتفاع الباهظ في تكاليف تقديم الرعاية الصحية معوقا قويا قد يؤدي إلى اختفاء بعض صغار مزودي الخدمة وحتى مع زيادة قطاع التأمين وتوجيه قطاع كبير من الوثائق التأمينية إلى مزودي الخدمة الصغار ولكن مع عدم وجود خطط تسعير منظمة وهيمنة بعض الشركات على قطاع التأمين والضغط على صغار مزودي الخدمة فسيكون استمراريتهم ماهي إلا مسألة وقت كاحتضار الميت حتي خروج الروح.