في استراحة الجمعة "محسن طاحون" يكتب : الأخلاق هي العملة النادرة في هذا الزمان

بقلم : محسن طاحون 

إنّ الأخلاق هي الريح الطيّب الذي يرافق صاحبه فيجذب الناس إليه، وهي النور الذي ينعكس على صاحبها فتضيء روحه وقلبه وتظهر في حُسن تصرفاته، وهي ما تجعل منه شخصًا محبوبًا؛ فهي تحمله لترتقي به بين الناس بما حاز من حُلو الشمائل والصفات والأفعال، وهي التي تقوّم النفس وتهذّبها وتجعلها تسير في الطرق المُزهرة التي تملؤها الخيرات. 

إنّ الإلتزام بالأخلاق الحميدة الراقية ترتقي بصاحبه لترفع شأنه وتجعله محبوباً، وإذا ما التزم فيها كلّ فرد فبذلك يسود الحب والمودة والإخلاص في المجتمع وتساهم في تنقيته من العداوة والبغضاء والأنانية. 

فالأخلاق هي لبنة المجتمع الصالح وأساس بقائه واستمراره، وهي أمانه من الانهيار والفساد، والأخلاق الحميدة تشمل :عدم الكذب، العدل، والتسامح، والصدق، والأمانة، والاحترام، والشجاعة، والكرم، والتعاون، والإخلاص بالعمل ومصادقة الناس والوفاء بالوعود وأيضآ الحياء للذكر والأنثى .

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)(آل عمران: 159).

لقد حثنا الرسول ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ بالأخلاق الحسنة، ومن الأحاديث التي ذكرت أخلاق المسلم الحسنة هي : (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ). 

(أقربكم مني مكانةً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً بين الناس ).

( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلقٍ حسن ).

( أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك).

(لاتظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك) .

( من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله) .

(من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه). 

( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) .

(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر). 

(ماأكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه) .

(من لايرحم الناس لايرحمه الله). 

(إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع). 

( ما من شي أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامه من خلق حسن ... وإن الله يبغض الفاحش البذيء). 

فلنتعلم ونتبع ما قاله رسولنا الكريم ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ لتستقيم الكثير من أمور حياتنا. 

وقال أمير الشعراء أحمد شوقي:

صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه   

فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ

والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ

والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ

الأخلاق الخيّرة تشبه التربة التي نزرع فيها بذورنا فتنبت لنا أحلى الثمار، وتبقى دائمة الخضرة كلّما اعتنينا بها وسقيناها، لذا هذه التربة يجب أن نزرع بذورنا فيها ابتداءً من التربية السليمة، إذ إنّ تحلّي الإنسان بالأخلاق الرفيعة يبدأ من العائلة ومما تزرعه في أطفالها من قيم منذ صغرهم.