عسكر وحراميه
بقلم : م.طارق الإمبابي
"عسكر وحرامية" لعبتنا المفضله في الطفوله،وكم كنا دائمًانختلف من أجل أن نكون نحن العسكر لما تربينا عليه صغار من تقدير الخير والقوه والشهامه، وكان الشرطي والضابط هو رمز الحق والخير والقوة.
ومرت الأيام والسنون ، وتبدلت القيمه والمعني الحقيقي للخير والشر ، وشاهدنا وتابعنا في الإعلام كيف أصبحنا نقدر ونحترم الحرامي والقوي بالشر وليس القوي الذي يدافع عن الخير ، أصبحنا لا نري الخير إلا ضعيفًا مهزومًا مقهورًا.
أصبحنا ندمر كل القيم والتقاليد التي تربينا عليها، أصبحت الوجاهه والبراءة عنوان للضعف والاستكانه والخوف والتبعية ، وأصبح الشر عنوان القوةوالسطوة، لم يعد يهم من أين لك هذا ؟ ولكن الأهم أنه صار لك، كل هذا ولم يبق لأصحاب الضمير حاجة.
زمان كان رمز العسكر بدلة الظابط والشرطي ولها قيمتها ووقارها ، والحرامي كانوا يرسموه بفانله مخططة بالعرض ، ويرتدي فوق عينيه قناع يخفي ملامحه ليعطي للجميع رمزًا وانطباع سيء عن هذا اللص أو يقوم بدوره رجلًا شريرًا ذو ملامح شريره حتي يجعلنا جميعا ننفر ونكره تلك الشخصيه الشريرة، وتجعلنا جميعا نخرج في نهايه الفيلم فرحين عندما ينتصر الخير علي الشر ويتم القبض علي زعيم العصابه.
وها نحن اليوم انقلبت كل الموازين واختلط الحابل بالنابل، وصار الكتاب والمخرجين يتفننوا في بناء شخصية المجرم المقهوره المظلومه والتي صنعها المجتمع يتعاطف معها المشاهد لدرجه أنهم يتمنوا لو أنه لا يتم القبض عليه، بل يتمنوا لو ينتقم من هذا المجتمع الظالم وعلى رأسه الشرطه ورجال القضاء والنيابة وكل من يدافع عن الحق وضعوه وراء القضبان ، صاروا متهمين بعد أن كانوا يدافعون عنك وعني وعن الحق صاروا متهمين.
خطه جهنمية استطاع أن يصنعها مجرمون تحت شعار مخرجين ومبدعين ، وتركوا للإبداع العنان من أجل أن يُحَبِب إليك كل ماهو ضد القانون وضد الشرع والشريعة ، حتى صار الخير يلهث من أجل إثبات براءته من كل التهم الموجهه له.
وصار أطفال اليوم يتمنوا أن يكونوا عبده موته وإبراهيم الأبيض، وصار رجل القانون والشرطة يهرب من العداله علي يد هؤلاء عدالة الغابة التي صنعها اصحاب الأهواء والتي دمرت كل قيمه حلوه وكل خير باقي في قلوبنا.
ونحن اليوم نحتفل بعيد الشرطه أتمني أن يُعاد الرقابه علي مدعي الإبداع الذين لم يتركوا الفرصه من أجل هدم قيمة حلوه أوخلق رفيع إلا وانتهجوه، في مثل هذا اليوم أقدم التحيه لرجالنا البواسل وشرطتنا الذين لولاهم لصرنا عرضه للنهب والسلب والاغتصاب أمام العيون ولصارت لغه الغاب هي السائدة.
أتمني أن تعود بنا الأيام مره أخرى لكي العب مع أصدقائي عسكر وحراميه، وأتمنى أن أظل دائمًا هذا الضابط الذي يدافع عن الحق والخير وعن الأمن والأمان في مجتمعنا الآمن بفضلهم، فتحيه خاصه لشرطه مصر ضباط وجنود في عيدهم وكل عام ومصر في أمن وأمان دائم طالما كانت هناك عيون مثل شرطتنا تسهر علي أمنهم.
