الطاعة ونقيضها
التميمي الحبال يكتب لا شك أن كلا منا يحرص على طاعة الله ويحاول جاهدا عدم الوقوع في المعاصي ،نحاول أن نرضى الخالق حتى نسعد فى الٱخرة بالزعيم ،وفى الدنيا ننعم بطيب العيش. فكيف يمكن لنا أن نسير فى الحياة بلا معاصى،لا شك أن هناك قواعدتحكم ذلك.... خمسة أشياء إن ابتعدت عنها تجنبك المعاصي ،فما هى؟ إعلم أن الله إذا أراد بعبده خيرا فتح له أبواب التوبة وسهل له أسبابها والندم على المعاصي والإنكسار والذل والإفتقار إلى الغنى الغفار والإستعانة برب الأرباب وصدق اللجوء إليه،ودوام التضرع والدعاء،والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات،ما تكون تلك السيئة سبب رحمة الرحيم الرحمن،حتى يقول عدو الرحمن:ياليتنى تركته ولم أوقعه. ذهب رجل إلى إبراهيم بن أدهم _وقدكان من أطباء القلوب_فقال له:إنى مسرف على نفسى فأعرض على ما يكون زاجرا لها .فقال له بن أدهم :(إن قدرت على خمس خصال لن تكون من العصاة .فرد عليه الرجل وكان متشوقا لسماع موعظته -:هات ما عندك يا إبراهيم.فرد قائلا: الأولى:إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه،فتعجب السائل وقال متسائلا:كيف ذلك والأرزاق كلها من عند الله؟فقال:إن كنت تعلم ذلك فلا تأكل من رزقه وتعصيه؟!قال :لا،هات الثانية . فقال إبراهيم:إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن فى بلاده،فتعجب الرجل أكثر من تعجبه الأول ثم قال:كيف تقول ذلك يا إبراهيم؟والبلاد كلها ملك لله.رد عليه قائلا: إن كنت تعلم ذلك فهل يجدر بك أن تسكن فى بلاده وتعصيه؟!قال :لا يا إبراهيم هات الثالثة فقال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله فانظر مكانا لا يراك فيه فاعصه فيه،قال الرجل :كيف تقول ذلك وهو أعلم بالسرائر -يعلم السر وأخفى-ويسمع دبيب النملة على الصخرة الصماء في الليلة العلماء.قال بن أدهم إن كنت تعلم ذلك فلا يجوز لك معصيته. قال:لاياإبراهيم هات الرابعة،قال ابن أدهم :إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له أخرنى إلى أجل معدود . ،فقال الرجل :كيف تقول ذلك يا إبراهيم؟!والله تعالى يقول:(إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)،فقال له : إن كنت تعلم ذلك فكيف ترجو النجاة؟!قال نعم ،قل الخامسة ،قال بن أدهم: إذا جاءك الزبانية و هم ملا ئكة جهنم ليأخذوك إلى جهنم فلا تذهب معهم، وما أن سمع الرجل هذه حتى قال باكيا :كفى يا إبراهيم،أنا أستغفر الله وأتوب إليه....... ولازم العبادة حتى فارق الحياة. أرأيت كيف كان السلف حريصا على الطاعة ،والبعد عن المعاصر. يامن أجبت دعاء نوح فانتصر وحملته. فى قلمك المشحون يامن أحال النار حول خليله روحا وريحانا بقولك كونى يا من أمرت الحوت أن يلفظ يونسا وسترته بشجيرة اليقطين يا رب إنا مثلهم فى كربهم فارحم عبادا كلهم ذو النون أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن علينا جميعا بالتوبة الصادقة النصوح ،وأن يباعد بيننا وبين الخطايا بعد المشارقة والمغاربة
⇧
