قاسم أمين أعتق المرأة من رق الأفكار الرجعية

   ولد قاسم محمد امين بالإسكندرية في 1/12/1863 ، وكان والده والي للدولة العثمانية على كردستان، ووالده اصلا من صعيد مصر وليس تركي الاصل.

 نشأ قاسم امين في فترة كانت النهضة التعليمة الشاملة فتفتحت مداركة مبكرا، فكان للأنشطة الثقافية والفكرية وللصحف دور كبير في التطوير والتنوير.

حصل في عام 1881 على ليسانس الحقوق وكان أول الدفعة، وأرسل الى فرنسا ببعثة، فبهرته الحياة الثقافية والاجتماعية هناك وأعجب بانطلاق المرأة وتحررها والعمل واختلاطها بالرجال وكل ذلك بسبب مناخ الحرية السائد بالبلاد الأجنبية.

والتقي بالإمام محمد عبده وبجمال الدين الافغاني، وانضم لـ (العروة الوثقي) جماعتهم السياسية الدينية، وعاد الى مصر عام 1885 وعين بعد عودته بالقضاء. وفي يونيو 1892 عين نائب للقاضي في محكمة الاستئناف، ثم مستشار وهو في سن الحادية والثلاثون فكان اصغر مستشار وقتها.

وشارك بفكره وقلمه ولسانه في دفع حركة النهضة الوطنية وشدد على الضرورة لتغذية العقول بالمحاسن عن التاريخ الإسلامي وعن سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم وعن الخلفاء الراشدين باعتبار أنهم مثلاً صالحًا في الحياة. وكانت دعوته حتى نهاية حياته هي الدعوى التي اشتهر بها، فكان يحث الناس على التعليم للفتيات وتثقيفهن وجعلهن مشاركات بأعمال الخدمة العامة، بما يتفق مع قدراتهن .

 فالمرأة متساوية مع الرجال في كل الأركان بالعبادات؛  انقسم الناس بين مؤيد ومعارض لآرائه ومحايد، واسرع المتطرفون يرمونه بالفساد، وجريدة اللواء قامت بحملة عليه وأفسحت كل صفحاتها للمعارضين. ثم أصدر كتاب باسم (المرأة الجديدة) يدعم اراءه ثم يمضي فيقسم واجبات المرأة الى ثلاثة أقسام ( أولا: ما تحتفظ به لنفسها ، ثانيا: ما ينفع أسرتها ، ثالثا: ما تفيد به المجتمع).

توفي قاسم أمين في 23/4/1908 بعد الحياة المليئة بالإنجازات وبالكفاح.