الحقيقة

كتب : م.طارق الإمبابي 

تدور بنا الأيام والليالي والشهور والعمر يمضي ونحن في ثبات دون حلول فلا علم نافع ولا دين يعفينا من الذنوب ولا عادات وتقاليد أبقت علي أخلاقنا من الذبول. 

كل ما نعيشه هو ضحك علي الذقون، نوهم أنفسنا أننا نقف عن الحدود رغم أننا نتخطاها وننسي إشارات حمراء تظهر لنا طوال طريق مليء بتحذيرات وعهود ووعود، ولكن من منا يؤمن بالعود؟ حتى في مواعيدنا لا نلتزم ونعطي لأنفسنا أسباب بلا حلول. 

كل ما نعيشه ونمر به هو ناتج للتواكل والبعد عن الأصول، لو كنا نعيش في مجتمع مفتوح وبحساب الدنيا لكنا أحرص علي أعمالنا خوفا من عقاب موجود ولكننا نتهاون في الحدود وهي حدود الله وضعها لكي نرقى وننعم بسلام لو طبقناها.

صار موجود كل شر صنعناه بأيدينا، لم تعد تهمنا الحدود إلى أن كانت بين البلاد ، فلا يمكن أن تتخطي الحدود حدود البشر، نخشاها ولا نتخطاها إلا بجواز وتأشيره، تخطي الحدود إما حدود الله لا نقف عندها ولا نستأذن من المولى تخطي تلك الحدود، وهكذا أعادنا المولى كل في حدوده موجود بأمر من المولى لا أمر من المعبود، صار الجميع بين حدوده محبوس يبكي، يتمنى أن يعود فلا من مجيب إلا كلمة واحدة الزم الحدود. 

تلك حدود البشر لم تستطيعوا تخطيها، فكيف كنا لحدود المولى نتخطى، نرقص ونمرح ونجري ونلعب نسرق ونقتل نزني ونفرح بكل موبقاتنا نفرح بلا خوف من المولي الموجود. 

أين نحن اليوم؟ نحن جميعًا خلف الحدود، فهل لنا أن نقف عند الحدود بأمر من المولى المعبود؟