×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

دكتور فراج هارون يكتب : السم في العسل

دكتور فراج هارون يكتب : السم في العسل
دكتور فراج هارون يكتب : السم في العسل

كتب : د فراج هارون 

 

لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد مواقع عادية موجودة على الإنترنت، بل أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، إلى درجة أن غالبية الناس لا يستطيعون تصور حياتهم من دون “فيسبوك” وتصفح الموقع يوميًا، وصار يُنظر للأشخاص الذين هم خارج هذا الموقع باعتبارهم خارج الحياة الطبيعية اليوم.

 

يحاول “طوني صغبيني” في هذا الكتيب أن يصل إلى مجموعة من الخلاصات المتعلقة بالآثار السلبية المترتبة على العيش في موقع “فيسبوك”، باعتبار أن هذه الآثار تحاكي شعور جميع من تفاعلوا مع هذا الموقع، وسيشعر به الفرد بعد أن يحاول ترك “فيسبوك” لمدة معينة، ويرى أثر ذلك عليه ويقارنها مع الفترة التي كان موجودًا فيها في الموقع.

 

لا ينكر الكاتب بطبيعة الحال النقاط الإيجابية الموجودة في موقع فيسبوك، مثل أنه فتح العالم على بعضه البعض بشكل غير مسبوق، كما أنه ساعد في الحفاظ على التواصل بين الناس البعيدين عنا، بالإضافة أنه سهل عملية التعرف على أشخاص يشتركون معنا في الاهتمامات والأفكار، وغير ذلك من الفوائد على الصعيد الاجتماعي والسياسي والعملي؛ ولكن سيطرته على حياتنا اليومية يدعونا لعمل مراجعات لآثاره وتقييمًا بانعكاساته على حياتنا

 

وحدنا معًا

 

يقول صغبيني إنه بعد خمس سنوات من استعماله لموقع فيسبوك، قد لاحظ انخفاضًا في مستوى التفاعلات الإنسانية الحقيقية في حياته، ومن ضمن الأسباب التي أثرت على ذلك هو طبيعة العلاقات الاجتماعية في الزمن الراهن، حيث يقول إنه “خلال هذه الفترة، نمى إحساسي بأنه هنالك نقص غريب في حميمية معظم التفاعلات الإنسانية في يومي؛ الكل يبدو أقل حضورًا، أقل إنسانية، مستعجل ومرهق بشكل دائم، وأكثر ميكانيكية، لكن الكل كان يعيش على الفيسبوك أفضل أيامه”.

 

بمعنى أنه هناك نوعًا من الانفصام بين حياة الناس العادية، وبين ما يظهرونه على حسابات الفيسبوك الخاصة بهم، وبالتالي هذا جعل الاتصال الشخصي مع بَعضُنَا البعض أقل من اتصالنا بالأجهزة والتكنولوجيا، إلى درجة فقدان الهوية الشخصية الحقيقية على حساب الهوية الافتراضية على الفيسبوك.

 

بالإضافة إلى إفراط التعلق بالحياة الاجتماعية على الفيسبوك أكثر من الحياة الواقعية، مثل أنه يمكن أن تلتقي صدفة بصديق ضمن قائمة أصدقائك من دون أن تلقي التحية عليه في الشارع أو في الحياة العادية، أو كيف أن البعض يشعر بصعوبة في إقناع صديقه أو أَحد أفراد عائلته بالنهوض عن اللابتوب والخروج للتسكع بدلاً من الجلوس، أو أن تطلب من أحدهم أن ينظر إلى وجهك عند الحديث معه بدلاً من طأطأة الرأس نحو هاتفه الذكي.

 

والحالة القائمة أثناء الرحلات من الانصراف عن جمال المشهد والتأمل، والتوجه نحو التصوير والمشاركة على الفيسبوك، فبدلاً من رؤية المشهد مباشرةً ينظر المرء إليه عبر شاشات الهاتف.

 

وذلك بالإضافة إلى الإمكانية القائمة في صرف للانتباه عن طريق الـ notifications المتكررة، التي ما أن تظهر على الشاشة حتى تستولي على انتباه الشخص.

 

ولكن يقول إنه بعد أن ترك الفيسبوك لمدة معينة؛ أصبحت حياته أكثر حيوية وإنتاجية، وأقل ضجيجًا، وأحسن في تشكيل العلاقات والتواصل مع الآخرين.

 

الفيسبوك والعلاقات الاجتماعية

 

وجدت بعض الدراسات أن المراهقين الذين يعتمدون كثيرًا على الفيسبوك غالبًا ما يدخلون بعلاقات سطحية مع عدد كبير من الأصدقاء الافتراضيين، من دون أن يطوروا علاقات حميمية حقيقية وجهًا لوجه.

 

وكما تقول سيري توركت، صاحبة كتاب “وحدنا جميعًا”، بأنه “قد يكون لدينا خيار العمل والتواصل من أي مكان، ولكننا معرَّضون أيضًا لأن نكون وحيدين في كل مكان.. نحن نتطلع إلى التكنولوجيا لملأ الفراغ، لكن كلما تقدمت التكنولوجيا، كلما تراجعت حياتنا العاطفية والاجتماعية”.

 

الفيسبوك لا يقيم علاقات عميقة، بل يقيم علاقات سطحية تبدأ بكبسة زِر وتنتهي بكبسة زر، وتنحصر ضمن علاقات معارف يدور بينها تبادل اللايكات، كما تقوم علاقات الفيسبوك على استعراض الذات أكثر من إقامة علاقات حقيقية، فالفيسبوك لا يتمحور حول الآخرين بقدر ما يجعلنا متمحورين حول ذاتنا، وكما يقول الصحفي شاين هيبز: “الفيسبوك هو وسيلة تقوم على تركيز الجزء الأكبر من انتباهنا على أنفسنا فيما تظهر بأنها تركز الانتباه على علاقتنا مع الآخرين، إنه مرآة تتنكر على أنها نافذة”.

 

هل يجعلنا الفيسبوك أكثر تعاسة؟

 

تكاد تُجمع معظم الدراسات والأبحاث الميدانية عن أثر الفيسبوك على حياتنا النفسية، أن الفيسبوك هو أحد المساهمين في تعاسة الفرد، وذلك لما يعززه من المظاهر النفسية السلبية مثل تضاعف شعور الغيرة والتوتر والوحدة والاكتئاب أحيانًا.

 

فقد كشفت إحدى الدراسات كيف أن الطلاب الذين يقضون وقتًا أطول على الفيسبوك هم أكثر تعاسة من أقرانهم، وذلك بسبب مشكلة المقارنة الاجتماعية مع الآخرين التي يعززها الفيسبوك.

 

فالفيسبوك يقوم بشكل أساسي على المشاركة، مشاركة الصور والأخبار والإنجازات الشخصية وكل ما هو مستجد في حياتنا الشخصية، وهو ما يؤدي بشكل طبيعي لتعزيز ثقافة المقارنة.

 

وتتضاعف مشكلة المقارنة على الفيسبوك لسبب بسيط: “الفيسبوك يوهمنا كل يوم بأن حياة الآخرين هي مليئة بالسعادة والمغامرة الدائمة، وحين نقارن ذلك مع حياتنا فغالبًا ما تكون النتيجة محزنة”، وتكمن المشكلة في أن هذه الصورة هي صاحبة السطوة خلال تصفح الفيسبوك، مما يعني أن تجنبها يقتضي جهدًا ووعيًا كبيرًا بالذات.

 

كيف يؤثر الفيسبوك على وقتنا وتركيزنا؟

 

من النقاط التي يمكن أن يُجمع الجميع عليها هي الأثر السلبي الفيسبوك على وقتنا وانتباها وتركيزنا، وهو ما يكون أوضح حين نترك الموقع لفترة معينة لنكتشف بأنه لدينا الكثير من الوقت الزائد في يومنا.

 

 فمن ناحية الوقت، يكمن تأثير الفيسبوك في أن المرء يدخل إليه بنية البقاء لمدة خمس دقائق فقط من باب التحقق من أخبار الأصدقاء، ولكن سرعان ما تتحول هذه الخمس دقائق إلى نصف ساعة أو أكثر من التصفح والتنقل بين الصفحات والصور والبوستات، وإذا ما كان أحدنا في وقت إنجاز أو عمل، فإن هذا الوقت ينحدر على حساب الإنجاز، وبالإضافة إلى كل ذلك، يستولي هذا الوقت على أكثر الأوقات صفاءً في يومنا في الصباح.

 

أما من ناحية التركيز، فهو يسرق تركيزنا لسببين؛ الهوس بتحديث حسابنا بالصور والبوستات والتعليقات الجديدة والتحقق من أخبار الأصدقاء، والثاني في كمية المعلومات الهائلة وتدفق البوستات الجارف في كل لحظة.

 

ولعل أوضح ما يمكن الإشارة في هذا السياق هو التساؤل عن عدد المرات التي كنّا نعمل أو ندرس وتوقفنا فجأة لنلقي نظرة على الفيسبوك، كم من مرة نفقد انتباهنا بعد التحقق منه؟

 

 هذه المشكلة موجودة بشكل أساسي عند من يقضون أوقاتًا طويلة أمام الشاشة، وقد تناولت الدراسات النفسية هذا الموضوع وكشفت مثلاً عن مدى مساهمة المواقع الاجتماعية في تعزيز اضطراب نقص الانتباه، الذي يشكل عائقًا حقيقيًا أمام التعلم والترابط الاجتماعي.

 

ومن مظاهر هذه المشكلة هو أن معظم أبناء جيلنا باتوا يجدون صعوبة كبير في أداء مهمة تتطلب صبرًا وانتباهًا مطولاً، مثل الإصغاء لمحاضرة أو في الدراسة أو العمل على المشاريع الطويلة أو قراءة كتاب.

 

كل ذلك يجعل من التركيز والصفاء الذهني حالتين نادرتين، في ظل الاستخدام المكثف الفيسبوك.

 

هل يعزز الفيسبوك الإدمان؟

 

تقوم برمجة موقع الفيسبوك على تشجيع المستخدم على قضاء أطول مدة في تصفح الموقع، هذا يقتضي أن المستخدم سيكون معلقًا في استخدام الموقع بشكل أطول.

 

هذا الأمر دعا الباحثين النفسيين على البحث في أثر موقع الفيسبوك على تشكُّل حالات إدمان على الموقع، والعجيب أنه لو ألقينا نظرة على الأعراض المعروفة لحالات الإدمان بشكل عام، سنجدها تنطبق على الكثير من مستخدمي موقع الفيسبوك، وهي:

 

– يؤدي عدم استعمال المادة (أي الامتناع عن الدخول لموقع) إلى حالة من التوتر وتغير المزاج.

– الحاجة باستمرار إلى قضاء أطول وقت أو استعمال المزيد من المادة للحصول على نفس نسبة الإشباع (مثل رفع الوقت المخصص لاستخدام الموقع).

– وجود صعوبة في الإقلاع عن استخدام المادة بشكل إرادي ولو لفترة محدودة.

– تمحور الأنشطة الاجتماعية والترفيهية بشكل متزايد حول المادة الإدمانية.

– المحافظة على استخدام المادة وإن أصبحت تؤثر بشكل سلبي على الحياة المنزلية أو الدراسية أو العملية.

 

وإذا ما تأمل الإنسان في هذه الأعراض فقد يجد أنها تنطبق على جانب كبير من نمط استخدامه للموقع، وهو ما يستدعي الحذر والانتباه.

 

كيف يمكن أن نخفف من الفيسبوك من دون أن نلغيه؟

 

بعد الحديث عن الآثار السلبية لاستخدام موقع الفيسبوك، يقدم “صغبيني” مجموعة من النصائح العملية لترشيد استخدامنا للفيسبوك، ليكون أكثر صحية ولتخفيض آثاره السلبية على حياتنا، وهذه مجموعة من النصائح:

 

– افتح الفيسبوك مرة واحدة أو مرتين في اليوم على الأكثر، وذلك مثلاً من تفقده كل ساعة، يمكن تحديد أوقات معينة لفتحه.

 

– لا تتفقد الفيسبوك صباحًا، ولعل هذه هي النصيحة الأصعب، ولكن الصباح هو الوقت الأهم في يومك، لذا ينبغي أن لا تسمح للفيسبوك بالتأثير على مزاجك وامتصاص طاقتك من البداية.

– لا تضع برنامج الفيسبوك على الهاتف، يمكن أن تتفقده من جهاز الحاسوب مثلاً أو من جهاز التابلت، لأن وضع الفيسبوك على الهاتف يسهل من عملية تفقده، وبالتالي بقاؤنا داخل دوامته.

 

– حاول أن تبحث عن مصادر بديلة للمعرفة عن الفيسبوك، حتى يقل اعتمادك الشخصي عليه.

 

– خفض كمية المعلومات التي تنهال عليك عبر الفيسبوك، هناك عدة إعدادات تنظِّم ما تريد أن تشاهده وتنظيم قائمة الأصدقاء التي تريد متابعتهم.

 

– لا تتفقد الفيسبوك حين تكون بصدد أعمال مهمة، حتى لا يتشتت تركيزك باستمرار. 

 

نجم عن شبكات التواصل الاجتماعي الكثير من المشكلات والمخاطر على استقرار الاسر والعلاقات العاطفية والزوجية، فقد غيرت هذه الشبكات الافتراضية معالم كثيرة في حياتنا العملية والدراسية والعائلية ايضا، بحيث افرزت معها مشاكل اجتماعية لم نكن نعرفها من قبل، كما انها طوقت افراد الاسرة بجدارات العزلة، وبالتالي انفرد كل منهم منكباً على حاسوبه يتصفح المواقع الالكترونية، او غارقا في الحوارات مع اصدقاء او مع اناس مجهولين، يقيم معهم علاقات مختلفة، بعضها جاد ومفيد، وبعضها لأغراض التسلية وغيرها.

 

ضمن إطار الموضوع، يقول احد الازواج أن انشغال زوجتي الدائم بالجلوس لساعات طويلة أمام الكمبيوتر وهروبها من القيام بواجباتها زاد من شكوكي حولها، وبدأت الوساوس تلعب في عقلي، لكن لابد من إيجاد وسيلة لاكتشاف ذلك، هكذا يقول بعض الرجال، فليس الرجل دائما هو المذنب في تواصله وإدمانه على مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن المرأة قد تكون أحد أسباب ذلك. أفعال المرأة هي التي تتسبب أحيانا بتدمير أسرتها، حيث تتصف بعض النساء باللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية أمام واجبات البيت أو حتى متطلبات واحتياجات الأبناء، وبدلا من ذلك يقمن بإنفاق ساعات طويلة على الإنترنت يتابعن حساباتهن وقائمة الأصدقاء وردودهم على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.

 

آخر ما تردد في وسائل الاعلام إن موقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني «فيسبوك» وراء ثلث حالات الطلاق، وهذا ما آثار الاستغراب، مثال على ذلك، فقد رصدت الولايات المتحدة 66% من حالات الطلاق بسبب الفيس بوك، لذلك أصبحت وسائل التكنولوجيا وموقع الفيس بوك مَدْعَاةً للهروب من التعامل المباشر، وإقامة العَلاقات ألاجتماعية في المجتمع الامريكي، وإنَّ ضعف هذه العَلاقات في الواقع وندرة القيام بالزيارات الاجتماعية يقلل التحاور وتبادُل الخبرات والمشاعر، وقد تُسْتَبدل هذه الامر بالرسائل القصيرة.

 

إن اللافت للنظر تلك النِّسَب العالية للاشخاص – صغارا وكبارا – الذين يقضون ساعات طويلة خلف الحاسوب (الكومبيوتر) إلا أن الدراسة المذكورة تبيِّن أن الإنسان اجتماعي بطبعه، فإذا ضَعُفت علاقته بأفراد أسرته وجد البديل في جهاز الحاسوب وغيره من أجهزة التكنولوجيا، التي حلَّت بمكان الأبوين بالنسبة للأبناء، لذلك فإن التعامل مع هذه الأجْهِزة يُضعف عَلاقة الأبناء بوالديهم، وتنتشر أمراضٌ نفسية بينهم؛ مثل: الاكتئاب وحب العزلة والإنطوائية، وبطء قابلية الفرد على قبول قيم المجتمع، وثوابت الدين التي سيحل محلها قيم روَّاد ومُستخدمي أجهزة التكنولوجيا الالكترونية الحديثة.

 

الرجل دائما هو المذنب

في السياق نفسه يقول احد الازواج أن انشغال زوجتي الدائم بالجلوس لساعات طويلة أمام الكمبيوتر وهروبها من القيام بواجباتها زاد من شكوكي حولها، وبدأت الوساوس تلعب في عقلي، لكن لابد من إيجاد وسيلة لاكتشاف ذلك، هكذا يقول بعض الرجال، فليس الرجل دائما هو المذنب في تواصله وإدمانه على مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن المرأة قد تكون أحد أسباب ذلك. أفعال المرأة هي التي تتسبب أحيانا بتدمير أسرتها، حيث تتصف بعض النساء باللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية أمام واجبات البيت أو حتى متطلبات واحتياجات الأبناء، وبدلا من ذلك يقمن بإنفاق ساعات طويلة على الإنترنت يتابعن حساباتهن وقائمة الأصدقاء وردودهم على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. أما بعض السيدات يعانين من تجارب عميقة مع أزواجهن. فبعض الأزواج يكون له أكثر من حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، يضيفون عليه فتيات وشباب، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الانفصال بسبب وجود ما يصعب على أي زوجه أن تقبله. وهناك أشخاصا مكبوتين في الواقع وغير قادرين على بناء علاقات مع الطرف الآخر، وهناك نوع آخر يمارس الخيانة من أجل الخيانة، بمعنى أن الرجل لا يريد أن يفوت أي فرصة للخيانة سواء في مواقع التوصل الاجتماعي أو عبر مواقع الدردشة. ونتيجة تلك المشاكل التي نسمعها يقوم بعض الازواج بمنع تلك المواقع عن انفسهم وعن زوجاتهم حتى لا تتسبب لهم بالمشاكل.

 

فوضى العلاقات العاطفية

في هذا السياق أظهرت دراسة حديثة، قام بها باحثون من جامعة بوسطن الأمريكية، مفادها أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يتسبب بالفوضى في العلاقات العاطفية، حيث كشف الباحثون عن وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كـ"الفيس بوك" و"تويتر" والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالطلاق والعلاقات العاطفية، لافتة إلى أن الغيرة التي يسببها "فيس بوك"، تزيد من المشاكل والمشادات لين الأزواج في جميع الأعمار.

 

وأكدت دراسات اخرى أجراها الدكتور "روسل كلايتون" من جامعة "ميسوري"، وأساتذة بجامعة بوسطن الأمريكية، وشملت مستخدمي "فيس بوك" الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و82 سنة، وكان السؤال: كم من الوقت يقضون على الفيس بوك وكم مرة حدثت مشكلة مع شركائهم العاطفيين بسبب هذا الموقع؟، فأظهرت نتائج الدراسات أن استخدام فيس بوك، كان مؤشرًا كبيرًا على ارتفاع معدل الطلاق بين الزوجين وتزايد معدل المشاكل بينهما.

 

وأفادت الدراسات بأن معدلات الطلاق بين الأزواج، تزايدت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي في 45 دولة، في الفترة ما بين 2010 و2014، وأنه من بين أسباب الانفصال بين الأزواج دائمي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، هي اكتشاف أحد الزوجين رسائل غير ملائمة، كذلك تعليقات فظة وبها مجافاة للزوج أو الزوجة، واكتشاف سلوك غير مرضٍ من خلال نص مبعوث من الصديق الجديد، وأشارت إحدى الدراسات إلى أن أكثر الأشخاص في علاقة رومانسية يستخدمون الفيس بوك، يكون على الأرجح لمراقبة نشاط شركائهم على الموقع، والتي ممكن أن تؤدي إلى مشاعر الغيرة، وأن مستخدمي الفيس بوك بشكل مفرط لهم حظ أكبر للاتصال مع المستخدمين الآخرين بما فيهم شركائهم السابقين، ومن الممكن أن يؤدي إلى الخيانة العاطفية أو الجسدية.

 

وكشفت الدراسة التي قام بها علماء جامعة ميسورى، أن مواقع التواصل الاجتماعى، فيس بوك وتويتر، تتسبب في الخيانة والطلاق، مشيرة إلى الاستخدام المفرط للشبكة الاجتماعية يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفككك العلاقات الزوجية وتدمير العلاقات الإنسانية، وبينت الدراسة التي أجرتها الجامعة على أكثر من 500 مستخدم، أن الفرد يقضي أغلب وقته أمام مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى وقوع العديد من المشاكل الزوجية، وانفراط عقد العلاقة القوية بينهما والتأثير سلباً على المشاعر، حيث وجدت الدراسة أنه بغض النظر عن مدة العلاقة الزوجية، فإن الاستخدام الزائد عن الحد لتويتر وفيس بوك، وإهمال الطرف الآخر وعدم التحدث معه أو حتى عدم إبداء أي اهتمام لحوار ما مع الطرف الآخر، يثير الغضب ويولد مشاكل وغيرة ومشاعر سلبية تجاه الآخر، ينتج عنها تدمير العلاقة الزوجية، لذا تنصح الدراسة المقبلين حديثاً على الزواج بضرورة تقليص الوقت الذي يقضونه أمام تلك الشبكات.

 

وأكدت الدراسة، أنه كلما أصبح الاتصال بالإنترنت أسهل، زاد الإغراء الذي يفرزه العالم الافتراضي، فالإنترنت أصبح كالعنكبوت بعدة أرجل، منها ما تنصب الفخاخ للآخرين، ومنها ما ترخي العنان؛ لتطلق فريسة كانت على وشك الاختناق، وقالت الدراسة: إن الغالبية العظمى من الناس في العالم يتواصلون عبر الإنترنت، مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي، فالأصدقاء يسألون عن بعضهم عبرها، فيما تقل الزيارات الشخصية، وهناك أناس جدد يتعرفون على بعضهم البعض، وغرف المحادثة المسماة "تشات"، يتواعدون في نقاط التقاء؛ فيتقابلون، إما للصداقة أو لإقامة علاقة غرامية، أو حتى للزواج، إذا جرت الأمور بشكل جيد.

 

تدمير العلاقات الزوجية

حتى إذا لم تؤدِ مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تدمير العلاقة الزوجية؛ فإنه يبقى بمثابة تهديد مستمر، إنه تهديد للزوجة والزوج والأولاد، ودعت الدراسة الأهالي إلى مراقبة أولادهم، عندما يدخلون إلى هذا العالم الغريب. وفي النهاية، أكدت الدراسة، أنه هناك دائماً ثمن يدفعه الناس نتيجة التطور المتسارع للتكنولوجيا بشكل عام، وتكنولوجيا العالم الافتراضي للإنترنت بشكل خاص، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وفيس بوك وانستجرام، وغيرها من وسائل التواصل التي تظهر يوميًا، هذه التحذيرات لا تعني أن تلك المواقع هي غول أو وحش طوال الوقت، بل إن الحياة خيارات، فمنهم من يختار السير على الطريق الصحيح، ومنهم من يجلب المشاكل لنفسه، والنوافذ مفتوحة دائماً للرياح الدافئة المنعشة وللرياح العاصفة المدمرة، وما على الشخص سوى الاختيار.

 

تفكك استقرار الاسر

في المجال نفسه كشفت دراسة اجتماعية عن أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يزيد نسبة الخلافات الزوجية، مؤكدة إمكانية تطور تلك الخلافات بسبب إدمان التكنولوجيا إلى انفصال الزوجين وطلب الزوجة خاصة للطلاق، وأوضحت الدراسة أن حالات الطلاق أصبحت مشهدا مألوفا، عرف طريقه إلى أروقة المحاكم، من خلال قضايا تحوي ملفاتها الكثير من الأوراق، التي تشير إلى تفاصيل أكثرها غريب، وجديد على مجتمعاتنا العربية، حيث وصل الأمر إلى تجاوز ما تسمح به قيمنا وعاداتنا الأصيلة، فكان نتاجا طبيعيا أن تنتج خلافات أسرية تقفز خارج أسوار المنزل، وتفكك استقرار الأسرة.

 

لذلك فإن كثرة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي زادت من فجوة توتر العلاقات بين الكثير من الرجال والنساء، خاصة الأزواج، حيث علت صرخات استغاثة الكثير من النساء في الفترة الأخيرة من إدمان أزواجهن المكوث ساعات طويلة خلف شاشة الحاسوب، ولم يقف الأمر عند ذلك بل غزت تلك المواقع بيوتا ينعدم فيها الحوار لتنبت من أثر ذلك أشواك البعد والانفصال وحدة الخلافات. وإن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يهدد الاستقرار الأسري ويمزق أواصر التواصل بين جميع أفرادها، ويؤدي إلى تجمد العواطف، وتزداد درجة العصبية في التعامل بينهم، وتكثر الخلافات.

 

الأزواج وعالم مغامرات

في سياق آخر تقول معظم السيدات (بصوت متشابه)، لا أرى زوجي إلا عندما يخرج للعمل ويعود للبيت، حيث يقضي معظم الوقت في مكتبه خلف شاشة الإنترنت لا يريد أن يزعجه أحد، بحجة أنه مشغول ودوما يغلق باب حجرة المكتب، مدعيا أنه يريد أن يكسر رتابة الحياة الزوجية ومللها، فيغرق نفسه في عالم الإنترنت حيث الإثارة والمغامرات. وبسبب كل هذه التأثيرات الضارة التي أحدثها الإنترنت على النفس البشرية يحذر عيسى جمال مستشار العلاقات الأسرية في احدى منظمات المجتمع المدني المعنية بهذا الامر، من أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يمثل خطورة بالغة على الأزواج والزوجات، وسبب حدوث الجفاء العاطفي بينهما، فالرجل عندما يجلس أمام شبكة الإنترنت للبحث ومشاهدة مواقعها الكثيرة لساعات طويلة، يحرمه ذلك من الاجتماع بأفراد أسرته، وفتح حديث وحوار بين بعضهم، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى انفصال عاطفي، مشيرا إلى أن جلوس الزوج طوال اليوم أمام الجهاز ليلاحق تلك المواقع وغرف الدردشة ويرد على رسائل البريد الإلكتروني، يؤدي إلى تذبذب العلاقة بينه وأسرته وزوجته، ويضيف جمال انه من خلال التواصل المستمر ومشاهدة كل ما في المواقع من صور وأفلام، والتي غالبا لا تأتي بالصور الطبيعية للفتاة أو الفتى، بل بعد إدخال الكثير من التعديلات من حيث الشكل واللون والصوت والجمال كلها تدخل العقل الباطن للمشاهد، وهي غالبا تكون سريعة في برمجة العقل، لافتا إلى أن ذلك يتسبب بمقارنة الزوج بين ما يشاهده عبر تلك المواقع وبين زوجته شريكة حياته، التي هي في نظره لا تصل إلى ما يتمناه في الفتاة التي عرفها عبر الموقع، فيظل ما يشاهده وما يسمعه عبر تلك المواقع من أفلام وصور لها تأثير على الحواس الخمس للإنسان، وبعملية متكررة يتم تغذية هذه المواقف، ففي البداية يستسيغها ويحبها ويعشقها ثم يدمنها، موضحا أن سهولة الوصول إلى المواقع أسهم في زيادة تلك الخلافات وحالات الطلاق والانفصال بين الأزواج.

 

معالجة النواقص النفسية

وتقول دراسة اخرى أن الأشخاص الذين يبالغون في استخدام مثل هذه المواقع إما يريدون الهروب من حالات نفسية ومشاكل أسرية وإما أن تكون محاولات لإظهار النفس، ان هذه الأمور إذا خرجت عن حد الوسطية تصبح سلبية لحد كبير وإن على الزوجة مواجهة الزوج بغلطه والعواقب المترتبة عليه وعلى أسرته ومحاولة التخلص من هذه الآفة التي تهدد عش الزوجية وأن كل هذه الأمور مرفوضة ولا تبرر الخيانة الزوجية عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة لأنها تهدد السلم الأسري والسكينة والرحمة، ليحل مكانها التشتت والانفصال، وتلك الوسائل لو استخدمت بطريقة صحيحة لما وصلنا إلى أن تمتلئ ملفات المحاكم بالكثير من قضايا الخيانة الزوجية وحالات الطلاق بسبب تلك المواقع. علما ان مواقع التواصل توفر فرصة للتقارب بين الاصدقاء وافراد العائلة إلا أنها في المقابل تسبب مشكلات نفسية لدى الناس.

 

وقد عزت هذه الدراسة السبب في ذلك، الى معاناة الاشخاص من التوتر أو غيرها من المشكلات وقد تنتقل للأصدقاء كشكل من العدوى، فتأثرهم بهذه القضايا المسببة للتوتر عندهم تنتقل بشكل لا إرادي للباقين. وللتأكد من صحة هذه الدراسة قام الباحثون في جامعة «روتجرز» من دراسة احوال ما يقارب من 1800 شخص من حيث عاداتهم اليومية، ووجد ان المشتركين في تويتر وفيسبوك هم اكثر توترا من غيرهم نتيجة المشاكل التي يتعرض لها المقربون منهم.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 09:11 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17