في إسـتراحة الجمعة.. المودة و الرحمة و السكن بين الازواج
ورد الزواج في الذكر الحكيم باعتباره آية من آيات الله في الكون ونعمة من نعمه تعالى على عباده . فيقول:
قول الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
فتجد الآية الكريمة تجعل أهداف الحياة الزوجية أو مقوماتها هي السكون النفسي والمودة والرحمة بين الزوجين، و كلها مقومات نفسية، لا مادية ...
ولا معنى للحياة الزوجية إذا تجردت من هذه المعاني وأصبحت مجرد أجسام متقاربة، وأرواح متباعدة. وأنهدت أركان الأسرة .
ومن هنا يخطئ بعض من الأزواج - الطيبين في أنفسهم - حين يظنون أن كل ما عليهم لأزواجهم نفقة وكسوة ومبيت، ولا شيء وراء ذلك .
ناسين بذلك أن المرأة تحتاج إلى الكلمة الطيبة، والبسمة المشرقة، واللمسة الحانية، والقبلة المؤنسة، والمعاملة الودودة، والمداعبة اللطيفة، التي تطيب بها النفس، ويذهب بها الهم، وتسعد بها الحياة.وهي من مقومات المعاشرة بالمعروف والتي تعتبر ركيزة أكيدة في الحقوق النفسية للمرأة .
و المودة أن يحب كل من الزوجين من يحب الآخر من أهله وعشيرته وأصدقائه؛ فيسر لسرورهم، ويستاء لاستيائهم، ويتمنى لهم الخير والنعمة، ويقوم بأداء حقوقهم كما جرى من العرف
ومن المودة بين الزوجين الممازحة والملاعبة، فكان الرسول صلَّ الله عليه وآله وسلم يمازح نساءه ويداعبهن، وكان يسابق عائشة في الجري الشديد.
ويؤثر عن عمر أنه كان يقول: ” كل امرئ في بيته صبي “،
وكان يقول: ” ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي فإذا التمسوا ما عنده وجدوه رجلاً “.
و سكون الزوج إلى الزوج سبب من أسباب سعادة الزوجين، وهناء معيشتهما خاص بهما لا يشاركهما فيه أحد من الأقربين والمحبين
أما الرحمة لقد فطر الله تعالى قلوب البشر على الرحمة ليتراحموا فلا يهلك فيهم العاجز والضعيف، وجعل سبحانه حظ الزوجين من الرحمة أرجح ليعنى بكل فرد من الناس أقرب الناس منه عند شدة الحاجة إلى العناية والكفالة؛ فالزوج لزوجه عند الضعف في المرض و الكبر
نتزوج و نعيش و ننسى ثوابت مهمة تضيع معها علامات السعادة في حياتنا و نأن و نشتكي و ندخل في مشاكل لا حصر لها من جراء ذلك ..
اذكر نفسي و اذكركم جميعا بالرجوع للثوابت و العزم على تصحيح مسار حياتنا و لا احد يقول صعب فهذا صوت الشيطان الذي يصعب علينا طريق الصلاح لان غرضه ان يفسد حياتنا و يخرجنا عن طاعة الله ..
فعلينا أن نعقد العزم على اصلاح ما فات من حياتنا و ننقح سلوكياتنا داخل الاسرة و نلملم شتاتنا و الكل يلزم ان يساعد الآخر فاليد الواحدة لا تصفق و كل طرف عليه دور و مهم جداً أن يؤدي دوره بإخلاص حتى يرضى عنا المولى عز و جل و يصلح حياتنا.


















