في استراحة الجمعة محسن طاحون يكتب عن ”الإهمال”
محسن طاحون المصريين بالخارج
الإهمال ظاهرة منتشر في حياتنا بصور مختلفة مما ادى الى تأثير هذه الظاهرة بالسلب على الفرد والمجتمع.
والإهمال له أبعاد متعددة فنراه في العمل وفي الدين و في الدنيا فهناك المهمل في عمله وهناك المهمل في صلاته و هناك المهمل في دراسته أي لم يؤدّهما على الوجه المطلوب، ونستطيع على ضوء ذلك أن نعرّف الإهمال بأنّه: ألّا يرعى الإنسان ما تجب عليه رعايته على الوجه الأكمل بالتّخلية أو التّرك أو التّقصير.
ففي مجال العمل نجد ثقافة الإهمال وعدم الجدية والمسؤولية و التي تنبع من مجموعة من العادات والسلوكيات الوظيفية والمهنية والإدارية والأمنية تتمثل في اللامبالاة بأداء العمل المنوط ببعض المهن والاعمال أيًا كانت بالكم والنوعية والكفاءة المطلوبة في كل أو بعض مراحل هذا العمل.
من ناحية ثانية شيوع بعض العادات الذهنية والسلوكية تتمثل في الكسل والتراخي والبطء السلوكي في أداء العمل ومتابعته في إطار شروطه ومعاييره ناهيك عن التعود على عدم التبصر واليقظة في متابعة العمل بعد أدائه.
ومن عجائب الأمور نجد العاملون في الدول المتقدمة يتوترون من كثرة العمل كما في الولايات المتحدة الأمريكية أو من إدمان العمل كما في اليابان أما في بلادنا فما يوتر العاملين هو مشاكل العمل ذاته من هــرج ومــرج وقهوة وشاى ولغــو ونــوم وصراخ وضجيج طوال ساعات العمل.
وعلى المستوى الفردي نجد أشكال متعددة من الاهمال و الكسل و التراخي و التواكل وعدم المسئولية مما يترتب عليه الكثير من المشاكل والعقبات للفرد و هذا يضعه في إطار من المعاناه .. فتراه يخسر أموال أو وقت أو مجهود أو راحته ..
ومثال بسيط إسقاطا على واقعنا هنا .. الكل هنا لديه جواز سفر ومع ذلك لم يفكر أحد بقراءة التعليمات الموجودة بالصفحة الأخيرة بالجواز بل لم يقرأ البيانات المسجلة في جوازه..
وهنا قد يفاجئ الفرد بإنتهاء جوازه و تتعطل مصالحه لأنه لم يدرك ذلك في الوقت المناسب .. واذكر واقعة عجيبة حيث إستلم أحد الأشحاص جواز على إنه جوازه و لم يفتحه ليطلع عما اذا صدر بمعلومات صحيحة أم لا و بوضعه في بيته و عند السفر إكتشف أن الجواز ليس جوازه و إنه إستلمه بالخطأ ..
والكثير منا يهمل الاهتمام بما ينشر له من معلومات لها ارتباط وثيق بمجريات أموره وهذا يسبب له نوع من الانزعاج و الارهاق لإنجاز أي مهمة في ظل جهله بالمعلومات التي تساعده في إنجاز طلبه .. و يضن بمشاركة المعلومات التي قد تهمه في يوم من الايام.
نمط آخر من الأهمال عدم حرص البعض على حفظ أوراقه و مستنداته المهمة في مكان معلوم و آمن و النتيجة فقد و ضياع بعض المستندات الهامة مثل جواز السفر و هنا تبدأ معاناه و تُصرف تكاليف كان في غنى عنها إذا كلف نفسه بعض الحرص و الأهتمام ..
وقياسا على ذلك نجد من يتعرض لغرامات كبيرة مثل من لا يقرأ تأشيرة الزيارة و يعرف متى تنتهي .. و من لا يحافظ على أن تكون مستنداته التعريفية سارية المفعول فيقف حسابه بالبنك و يسدد غرامات .. أو لا يستطيع تسجيل مولد له و يسدد غرامات ..
أمثلة كثيرة و متكررة تولدت عنها معانة كبيرة للكثيرين و مع ذلك الفيلم مستمر..
أيها القارئ .. رحمة بنفسك .. بنفض الاهمال ورتب أولوياتك .. و تحمل مسئولياتك .. وكن على درجة من الوعي تجنبك الكثير من المشاكل والعقبات والمعاناة.
ولا تهمل قضاياك .. وادعم بموضوعية وإحترام ما يُنشر لعرض ما يعتري حياتك من مشاكل مثل قضية تأخر الجوازات بشكل ملفت عرضناها ولكن في غيبة من أصحاب القضية والبعض تعود على متابعة أمور هامشية على الميديا و أخرى ترفيهية و لا تجده في المكان الذي يهتم بمصلحته مع ذلك يشتكي و ينزعج و يأن و لكنه سلبي ولا يتفاعل مع الموضوعات التي تصب في صالحه.