” التريند المصري” ”الدكتورة فاتن عبد السلام”بنت المنصورة
أ. دينا شرف الدين المصريين بالخارجعقدنا العزم علي تسليط الضوء و تكثيف الإهتمام بكل ما هو إيجابي بالمجتمع المصري و كل ما يبعث علي الأمل و التفاؤل ليضئ شعاعا من النور الإلهي وسط أجواء معتمة تسودها السلبية و تحتل أبرز عناوينها الإحباطات و الشكاوي و البكاء علي أطلال الماضي البعيد ،
فبكل أسف قد تعودنا أن نوجه أنظارنا لهذا النصف الفارغ من الكوب و نغض البصر عن سواه ، و تفوقنا ببراعة في تصدير الإحباط و إغلاق كافة نوافذ الأمل و التفاؤل ، و لم نعد نشحذ طاقاتنا و نجدد إيماننا بأنه دائماً ما بعد العسر يسر و أن هناك من الإيجابيات و النماذج المضيئة ما يشحذ الهمم المتكاسلة و ما يثير تجديد الشغف و شحن الطاقة.
و بما أننا نولي تلك النماذج الملهمة إهتمامنا ،تلك التي تستحق أن تتصدر ما يشتهر حديثاً بالتريند ليطرد هذه العملة الرديئة من تصدره و اعتلائه بكافة الوسائل المشروعة و غير المشروعة كما نري و نسمع و نستشيط غضباً ، لكننا بالنهاية لا نملك أدوات المنع لمثل هذه الرداءات و لا مريديها ممن تلوثت أذواقهم بفعل التكرار و الإلحاح ،
إذن :
فلا نملك من أمرنا لمواجهة تلك المهازل التي ضربت القدوة بمقتل، سوي المنافسة بطرح كل ما هو إيجابي ،مشرف ، في محاولة جادة لاستعادة القيمة و القدوة التي تم تشويهها سنوات و سنوات.
نتحدث بمقال اليوم عن :
الدكتورة فاتن عبدالسلام حمدي، ابنة الـ 31 سنة، وابنة قرية ميت جراح بمدينة المنصورة، الحاصلة على جائزة التميز لأفضل رسالة دكتوراة من جامعة طوكيو،
-فقد كانت إحدي مقولات الدكتورة فاتن حمدي:
«نصحني أساتذتي بالسفر لليابان، ثم حصلت على واحدة من أهم المنح التي يمنحها البلد الآسيوي لطلاب الماجستير، ولم أستطع السفر بسبب ظروف الولادة، وانتظرت حتى أكمل ابني سن السنتين».
و بعدها ،سافرت بدون منحة و بدون إمكانيات مادية تكفي ولو لمدة شهر، ثم بدأت رحلة المشقة، فعملت بدوام جزئي، وكان الأمر صعب بسبب النقاب، ولم أكن أجيد اللغة اليابانية، كنت بصحى الصبح بدري جدا أبدأ مذاكرة وبعدين أروح الجامعة لحد الساعة 5، وبعدين أروح أشتغل واغسل أطباق، ولإن حلمي كان أكبر من أي حاجة واجهت صعوبات كتير، وبعدين دقت حلاوة النجاح ، ركزت مع دراستي، وتفوق وحصلت على امتياز، وبالتالي الجامعة أعطتني منحة كبيرة غطت كل المصروفات الدراسية، وبدأت رحلة الدكتوارة بعد سنة من السفر».
فحصلت الدكتورة فاتن بعد جهد و اجتهاد علي أفضل رسالة دكتوراة متعلقة بالهندسة الوراثية تسعى للحد من انتشار السرطان عن طريق مكافحة الآفات الزراعية، بما يسهم في تقليص نسبة الكيماويات التي تتشبع بها الأطعمة المختلفة، في سابقة هي الأولى من نوعها، إذ عملت على دراسة زيادة استخدام الكيماويات لمكافحة الآفات، وما قد ينتج عنها من ضرر للإنسان وزيادة في معدل الإصابة بالسرطان، الناجم عن أضرار أصابت السلاسل الغذائية نفسها.
نهاية:
تحية و تقدير و عرفان لكل مبدع ،مجتهد ،متميز ، رفع اسم مصر عالياً ببلاد أخري تقدر قيمة العلم و العلماء ، و هنيئاً لمصر أبنائها و بناتها الذين يثبتون للقاصي و الداني أن الإرادة و الإصرار و التحقق لا تمنعه الإحباطات و لا تقهره المستحيلات ، فما أسهل الإتكاء علي شماعات الفشل و ما أجمل لذة النجاح و الإنتصار رغم الصعوبات و المعوقات.
إلي لقاء غير منقطع مع نموذج مضئ للتريند المصري.