ابنك لا يسرق و لكن
بقلم / سارة أحمد الساعاتي
ماجستير الصحة النفسية و التربية الخاصة
ابنك لا يسرق ولكن..!
عزيزتي الأم إعلمي جيداً أن طفلك لا يسرق ولكن يقوم بذلك لإشباع إحتياجاته النفسية غير المشبعة عنده ،
وإنه ليس فعلاً مع سبق الإصرار والترصد ولكنه رد فعل لنقص إشباع مادي ومعنوي،
فالسرقة هي رسالة رمزية للأب والأم فيها طلب ما أو شجب وإستنكار علي طريقة معاملة ما
فلابد لنا من فتح هذه الرسالة وقراءتها جيداً حتي نستطيع حل المشكلة .
إعلمي جيداً كل أم أنه قبل الحكم علي ابنك بأنه يسرق لابد من البحث عن السبب الذي يدفعه إلي ممارسة هذا السلوك وتجنب التصرف بعصبية والقيام بعقاب الطفل بل يجب إعتبارها حالة خاصة يجب التعامل معها ومعرفة أسبابها والبحث عن طرق لعلاجها .
طفلك من عمر ٤ إلي ٦ سنوات لا يسرق ولكنه لا يدرك ولا يفرق بين ممتلكاته وخصوصيات الأخرين وعدم قدرته علي فهم الفرق بين المسموح والمرفوض وبين الصواب والخطأ وهنا لا يجب إتهامه بالسارق
بل لابد من شرح القواعد التي تحكم الملكية بإسلوب بسيط وحثه علي المحافظة علي ممتلكات الأخرين وتعليمه القيم والعادات الصحيحة في سن مبكرة
وتعليمه مبدأ الأمانة وكيف يردون الأشياء إلي أصحابها إن إستعاروها منهم والتشديد علي أهمية إستئذانهم .
إهتمي بغرس القيم الدينية عند ابنك وتحدثي معه عن الجنة والنار وإحكي له قصص عن الأمانة والصدق .
حاولي أن تشعري طفلك بحبك وحنانك وأنك دائماً قريبة منه فقد يسرق لإحساسه بعدم الأمان أو شعوره بالنقص والدونية فإشعريه دائما أنه محور إهتمامك وأنك تفتخرين به وبأخلاقه .
قديسرق ابنك إنتقاماً من الأهل نظراً لإهمالهم له فيسرق حتي يحاول أن يرضي ذاته ويلفت إنتباههم فأشعريه دائما أنه محور إهتمامك وتفكيرك .
شعور ابنك بالغيرة ممن حوله يولد لديه الرغبه في الإنتقام وهذا يكون دافع قوي للسرقة فحاولي دائماً عدم مقارنة ابنك بإخوانه أو أقرانه لانه توجد فروق فردية بين الأشخاص .
قد يكون حرمان الطفل من شيء يريده ويحب أن يمتلكه سواء كان هذا الحرمان متعلق بالأمور المادية أو المعنوية دافع قوي لسرقته فحاولي دائماً تحديد مصروف ثابت له يكفي لشراء متطلباته مناسباً للمستوي المادي للأسرة وأقرانه في مجتمعه .
عرض وسائل الإعلام لأفلام ومغامرات تمارس سلوك السرقة وإظهار السارق بالبطل القوي يعطي الطفل نماذج يحتذي حذوها فيتعزز لديه سلوك السرقه فيجب تجنب مثل هذه الأفلام لأنها تغرس قيماً سلبية لدي أولادنا .
إبحثي دائماً عن أصحاب ابنك وحاولي التعرف عليهم وعلي أسرهم وإعلمي أن ابنك قد يتأثر برفقاء السوء وقد يكون سلوك السرقة تقليداً لأحدهم .
