أشرف الكرم يكتب : مسئوليتنا إزاء حدثٍ لم يحدث
علاء سحلول المصريين بالخارجبقلم : م.أشرف الكرم
لاشك أن الأحداث الجِسام التي تقع بالأوطان تحتاجُ إلى تكاتف و تماسك من المجتمع أكثر بكثير من أي أوقاتٍ أخرى يكون الأمر فيها يسير ، إذ أن الأحداث الجلل تحدث كل حين من الدهر، ويصطدم بها الناس في مواجهات عنيفة بين مصدقٍ و غير مكترث، ومهتمٍ وغير مبالٍ ، ومنتبهٍ وغير آبه.
وتمر الآن دولة الصين بحدث كبير، نتابعه جميعًا ونعرف عنه شيئًا ونغفل عنه الكثير ، ونرى كيف هي الفجيعة التي منيت بها الصين بسبب وَقْع هذا الانتشار الفيروسي لفايرس "كورونا" وكيف هو الهلع الكبير الذي ينتاب العالم كله جراء أخبار هذا الحدث الجسيم.
ونحمد الله تعالى أن هذا الإنتشار لم يحدث في وطننا الحبيب مصر ـ إلى الآن ـ وندعو الله أن لا نقع في مصرنا تحت انتشار لهذا المرض الخطير.
إلا أنه ورغم عدم تسجيل حالات انتشار، فلابد وأن نبدأ في حملات كبيرة وقوية أكثر كثيرًا مما نحن عليه الآن في مؤسسات الدولة الصحية والوقائية ، والثقافية والتعليمية والإعلامية بحيث نصل إلى ترقية الوعي العام لدى المواطن وكل الأجهزة الحكومية بخطورة هذا الفايرس، وضرورة اتخاذ الأساليب التحذيرية والوقائية منه.
بل والتدرب بالفعل على التعامل مع الإصابات إن حلت ووجدناها بيننا، وتكون الآن على سبيل التدريب والتعليم وتنمية الوعي الوقائي والصحي بين جموع العامة من الناس، ووجوب أن نصل بالناس إلى نقطة الاهتمام الشديد والعالي بمدى خطورة الأمر، حتى لو أننا لم نقع تحت طائلته.
فحسابات المخاطر وإدارته تستوجب على مؤسسات الدولة وعلى كل فرد في المجتمع لديه تأهيلًا طبيًا أو وقائيًا طبيًا، القيام بهذا التدريب التوعوي والثقافي باهتمام بالغ، في مجالات كيفية اكتشاف الإصابة وكيفية التعامل مع الحالات ـ كما لو كانت حدثت ـ رغم عدم حدوثها، وكيفية الإبلاغ عن الحالات وكيفية العزل للمريض وإلى ما غير ذلك وهو كثير.
وأرى أن الوقت قد حان بشدة، للبدء في حملات إعلامية لتوضيح ذلك وبشكل مركز وبتكرار مُلِح، وفي شتى أدوات الثقافة والصحة والإعلام والتعليم وبنشرات توعوية لدور العبادة لإلقائها على الناس في خطب الجمعة ودروس الأحد.
إن تعاملًا مستهينًا بخطورة هذا الأمر ، وترك توعية الناس بقدرٍ كبيرٍ من الجهد التثقيفي، لكفيل بأن ندفع ثمنه غاليًا إن حدث لاقدر الله انتشارا لهذا الفايرس بشكل أو بآخر يومًا ما.