م.أشرف الكرم يكتب ”“القادمون الجدد”“
ما أن ضغط الرئيس الأمريكي بعباراته الثقيلة على أسماع الدنيا بمقولات التهجير القسري، وما تلاه بعدها من إصرارٍ على أن ما يريده سوف يكون، وستوافق عليه الدول سواءً الأردن أو مصر،
إلا وبركانا من التأييد الشعبي الحقيقي والواقعي بمصر، قد أضاء ظلام الكون المكلوم بكلمات الرئيس الأمريكي، هذا البركان المندفع من الصغار والكبار والشيوخ والشباب، من كل فئات المجتمع كان إيذانًا بأن ما فعله رئيسهم كان أكبر دافعٍ لتوحيد صف الشارع المصري بكامل أطيافه الوطنية المخلصة، وجعل المصري ينتبه ويعيد حساباته، لتتوحد ايقاعاته التي كان جزءا منها منفردًا.
لقد ظن رئيسهم أن الشعب المصري منفصلٌ عن قيادته، وأن الوقت قد حان ليقوم بهجمته على القيادة السياسية المصرية، لينال ما يصبو إليه من أحلامٍ ظاهرها استثمارية، وباطنها عقائدية تتبع تعاليم أصحاب الكيان الغاصب والقابع على أرض فلسطين،
ومن الطبيعي جدًا، أن يؤيد كل واعٍ قيادته السياسية المصرية، ممن يعلم بالمؤامرات التي تحاك منذ سنوات طويلة ضد المنطقة وبالأخص دول المواجهة والممانعة، وبأخص الخصوص أكبر دولة بالمنطقة والتي على خط المواجهة، مصر.
لكن الذي لفت انتباهي وأسعدني أيما سعادة، هو تغير الرأي عند الكثيرين ممن كانوا يتهموننا بالمبالغة في موضوع المؤامرات. لأجدهم يعلنون تأييدهم للرئيس المصري في كل ما كانوا فيه يهاجِمونه، في مشهدٍ رأيته كأبناءٍ يعشقون تراب وطنهم، لكنهم لم يكونوا بما يحاك بنا يعلمون، ورأيتهم قادمون بحرقة المحب لتأييد الخطوات السياسية المصرية بكل تفاصيلها، سواءً فيما حدث في الماضي من تقوية الجيش المصري، وتمهيد الطرق السريعة والمحاور الرابطة وغير ذلك مما كانوا يعارضونه بشدة، حيث كانوا يتساءلون عن لزوم شراء الرافال والامسترال والغواصات الحربية وامتلاك المعدات الحديثة المتطورة وتنويع مصادر السلاح، وغيرها في حينه،
أو قادمون أيضًا لتأييد كل خطوة مصرية حالية في ملف التهجير القسري لسيناء، حيث فطن الجميع إلى محاولات الزج بمصر في أتون الصراعات الحربية بالمنطقة، فضلًا على إنهاء القضية الفلسطينية بإخلاء الأرض من الشعب الفلسطيني.
هؤلاء المؤيدون الجدد، القادمون من محور الرفض إلى محور الوعي والخوف على الوطن، أرى بوجوب الترحيب بهم، وتقوية معلوماتهم، وإفهامهم بأنه لا سبيل لوجود وطن إلا بوجود قيادة سياسية قوية بشعبها، وجيشٌ نعتبر أن تلبية متطلبات تقويته، أهم من أي متطلبات حياتية أخرى على أرض هذا الوطن.
